التوقيت الصيفي.. تعرف على أهمية وأسباب التوقيت الصيفي    عيار 21 الآن بالسودان وسعر الذهب اليوم الخميس 25 إبريل 2024    سعر الفراخ البيضاء والبيض بالأسواق في ختام الأسبوع اليوم الخميس 25 إبريل 2024    ارتفاع سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الخميس 25 إبريل 2024    خوفا من اجتياح محتمل.. شبح "المجزرة" يصيب نازحي رفح الفلسطينية بالرعب    الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خليج عدن    حدث ليلا.. تزايد احتجاجات الجامعات الأمريكية دعما لفلسطين    حزب الله يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية مختلفة    موعد مباراة الهلال المقبلة أمام الفتح في الدوري السعودي    هل ترك جنش مودرن فيوتشر غضبًا من قرار استبعاده؟.. هيثم عرابي يوضح    بسبب روسيا والصين.. الأمم المتحدة تفشل في منع سباق التسلح النووي    "شياطين الغبار".. فيديو متداول يُثير الفزع في المدينة المنورة    ميدو يطالب بالتصدي لتزوير أعمار لاعبي قطاع الناشئين    حزب المصريين: البطولة العربية للفروسية تكشف حجم تطور المنظومة الرياضية العسكرية في عهد السيسي    ب86 ألف جنيه.. أرخص 3 سيارات في مصر بعد انخفاض الأسعار    محافظ المنيا: 5 سيارات إطفاء سيطرت على حريق "مخزن ملوي" ولا يوجد ضحايا (صور)    تطور مثير في جريمة الطفلة جانيت بمدينة نصر والطب الشرعي كلمة السر    بالصور.. نجوم الفن يشاركون في تكريم «القومي للمسرح» للراحل أشرف عبد الغفور    عن تشابه «العتاولة» و«بدون سابق إنذار».. منة تيسير: التناول والأحداث تختلف (فيديو)    الفندق عاوز يقولكم حاجة.. أبرز لقطات الحلقة الثانية من مسلسل البيت بيتي الجزء الثاني    إصابة 9 أشخاص في حريق منزل بأسيوط    أبو رجيلة: فوجئت بتكريم الأهلي.. ومتفائل بقدرة الزمالك على تخطي عقبة دريمز    الاحتفال بأعياد تحرير سيناء.. نهضة في قطاع التعليم بجنوب سيناء    الأرصاد تعلن موعد انكسار الموجة الحارة وتكشف عن سقوط أمطار اليوم على عدة مناطق (فيديو)    لتفانيه في العمل.. تكريم مأمور مركز سمالوط بالمنيا    توقعات ميتا المخيبة للآمال تضغط على سعر أسهمها    أول تعليق من رئيس نادي المنصورة بعد الصعود لدوري المحترفين    الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني يعلن الترشح لفترة رئاسية ثانية    تدريب 27 ممرضة على الاحتياطات القياسية لمكافحة العدوى بصحة بني سويف    صندوق التنمية الحضرية يعلن بيع 27 محلا تجاريا في مزاد علني    هل يجوز قضاء صلاة الفجر مع الظهر؟.. «الإفتاء» تحسم الجدل    أحمد موسى: مطار العريش أصبح قبلة للعالم وجاهز لاستقبال جميع الوفود    حصول 5 وحدات طب أسرة جديدة على اعتماد «GAHAR» (تفاصيل)    رئيس قسم الطب النفسي بجامعة الأزهر: تخصصنا يحافظ على الشخص في وضعه الطبيعي    رئيس «الطب النفسي» بجامعة الإسكندرية: المريض يضع شروطا قبل بدء العلاج    بعد نوى البلح.. توجهات أمريكية لإنتاج القهوة من بذور الجوافة    محافظ شمال سيناء: منظومة الطرق في الشيخ زويد تشهد طفرة حقيقية    توجيهات الرئيس.. محافظ شمال سيناء: أولوية الإقامة في رفح الجديدة لأهالي المدينة    بيع "لوحة الآنسة ليسر" المثيرة للجدل برقم خيالي في مزاد    مش بيصرف عليه ورفض يعالجه.. محامي طليقة مطرب مهرجانات شهير يكشف مفاجأة    يسرا اللوزي تكشف كواليس تصوير مسلسل "صلة رحم"|فيديو    الهلال الأحمر: تم الحفاظ على الميزانية الخاصة للطائرات التى تقل المساعدات لغزة    كيف أعرف من يحسدني؟.. الحاسد له 3 علامات وعليه 5 عقوبات دنيوية    دعاء في جوف الليل: اللهم أخرجنا من الظلمات إلى النور واهدنا سواء السبيل    تأجيل دعوى تدبير العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات ل 24 يونيو    اسكواش - ثلاثي مصري جديد إلى نصف نهائي الجونة الدولية    تيك توك تتعهد بالطعن في قانون أمريكي يُهدد بحظرها    بعد اختناق أطفال بحمام السباحة.. التحفظ على 4 مسؤولين بنادي الترسانة    محافظ شمال سيناء: الانتهاء من صرف التعويضات لأهالي الشيخ زويد بنسبة 85%    «زى النهارده».. عيد تحرير سيناء 25 إبريل 1982    الزكاة على أموال وثائق التأمين.. الإفتاء توضح أحكامها ومتى تجب    غادة البدوي: تحرير سيناء يمثل نموذجًا حقيقيًا للشجاعة والتضحية والتفاني في سبيل الوطن    فريد زهران: نسعى لوضع الكتاب المصري في مكانة أفضل بكثير |فيديو    حظك اليوم برج الميزان الخميس 25-4-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    من أرض الفيروز.. رسالة وزير العمل بمناسبة ذكرى تحرير سيناء    ميدو: لاعبو الزمالك تسببوا في أزمة لمجلس الإدارة.. والجماهير لن ترحمهم    صور.. الطرق الصوفية تحتفل برجبية السيد البدوي بطنطا    بالفيديو.. أمين الفتوى: موجات الحر من تنفيس نار جهنم على الدنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. كاميليا شكري خبيرة التنمية ووزيرة الزراعة في وزارة الظل بحزب الوفد تقول ل »الأخبار«:
نشر في الأخبار يوم 04 - 12 - 2011

الدكتور ممدوح حمزة.. ليس سياسيا بحكم أنه لا ينتمي إلي أي حزب سياسي.. ولكنه ثوري حتي النخاع.. يقول لو ظل شخص واحد بميدان التحرير يحتاج إلي مساندة.. سأظل معه.. حارب الفساد في كل صوره.. وكان له معارك ضارية مع النظام السابق.. أرسل بعض الحالات الحرجة من مصابي ثورة 52 يناير للعلاج للخارج علي نفقته الخاصة..
أرسل لمبارك الرئيس المخلوع رسالة شفوية حملها له الدكتور مفيد شهاب قال فيها: أبعد سوزان وجمال لأنهما وراء كل فساد.. وقال للرئيس الراحل السادات.. إنك تتعمد إهدار المال العام..
وكان من نتيجة ذلك.. وقوع صدام بينه وبين النظام.. وانتهي باتهامه بمحاولة اغتيال د. إبراهيم سليمان وزير الاسكان الأسبق بعد تلفيق التهمة له.. ثم ثبتت براءته.. ولكن وضع في القائمة السوداء بعد كتابته عشرين مقالة.. يهاجم فيها النظام.. وسلبياته علي كل المستويات..
حرم ايضا من دعوته إلي احتفالية مكتبة الإسكندرية رغم أنه مهندسها الاستشاري.. لأنه لم يشكر سوزان ومبارك..
أجرت الاخبار حوارا مطولا.. مع د. ممدوح.. عن الكثير من القضايا المطروحة الآن.. المتعلقة بثورة 52 يناير.. وقانون الطوارئ.. وحكومة الدكتور الجنزوري.. ورأيه في الأسباب التي ادت إلي سقوط نظام مبارك ورؤيته لكيفية اعادة التوزيع الجغرافي للسكان بمصر.. ومبادرته حول وثيقة اعلان مبادئ الدستور وما هي استراتيجيته لاقامة مشروعات قومية. قلت أنك ستحمل حقائبك.. وتغادر البلاد في حالة تولي الدكتور محمد البرادعي الوزارة؟
فوجئت اثناء وجودي بميدان التحرير بوجود مجموعة من الشباب الثوريين لا يتعدون 51 شخصا طلعوا بقرار يلزمون فيه الأمة المصرية بتنصيب الدكتور محمد البرادعي رئيسا لأي شئ رئيسا للمجلس الرئاسي أو رئيسا للوزراء.. المهم ان يصبح رئيسا.. أنا قلت في هذه الحالة.. هل هذا نهاية المطاف.. نهاية ثورتنا ستكون هكذا.. إذن سأغادر البلاد إذا جاء البرادعي بديكتاتورية الفئة وانما لو جاء من صندوق الانتخابات فسأحترم الديمقراطية.. فأنا لا استطيع فصل البرادعي عن تاريخه.. ولا استطيع فصل البرادعي عن آرائه فكيف نقوم بثورة لتحقيق العدالة الاجتماعية.. ويقول البرادعي »أنا ضد مجانية التعليم«.. وكيف يعيش 52 سنة في مؤسسة اسميا عالمية.. »وكالة الطاقة النووية« وهي في حقيقة الأمر تدار بل وتمول من أمريكا.. وأمريكا لا تسمح لأحد بشئ دون مقابل فمن تقارير البرادعي الذي قال فيها »لا سماح مع العراق« فشنت الحرب ضد العراق.. أنا شخصيا اعتبر ان البرادعي ارسلته أمريكا لمصر.. كما قامت بإرسال كرازي لأفغانستان.. والبرادعي يردد دائما أنه عضو في مجلس أمناء »جورج سورش« ولكن هل تعرفون من هم شركاؤه في هذا المجلس.. شرق آسيا.. والذي كان يدعم الثورات المضادة.. وايضا من أعضاء هذا المجلس شيمون بيريز الرئيس الاسرائيلي.. وستنالي فيشر رئيس المصرف المركزي الاسرائيلي وشالون بنعامي وزير خارجية إسرائيل الأسبق.. وعدد من السياسيين ورجال المخابرات والرموز الصهيونية.. فالبرادعي يقول عن هؤلاء إنهم من أفضل العقول العالمية.. فماذا يفعل عندما يصبح رئيس مصر؟!
القائمة السوداء
لك مواقف واضحة ضد الفساد.. فما هو رأيك في نظم الحكم السابقة.. نظام جمال عبدالناصر، السادات، مبارك؟
ذهبت لمقابلة الدكتور مفيد شهاب لأن لي معه علاقة طيبة جدا.. في أغسطس 6002 وقلت له: من فضلك قل للسيد رئيس الجمهورية »أن أفضل شئ لمصر الآن ان يرحل زوجته سوزان.. وابنه جمال خارج البلاد لأنهم يفسدون الحياة السياسية في مصر..«
وقلت للرئيس السادات وكان عندي عشرين سنة وكنت رئيس لجنة الاعتصام بهندسة القاهرة عام 8691 وطلبوا مني المفاوضة في اللجنة مع الحكومة.. وقلت في الاجتماع للرئيس السادات »أنك تتعمد إهدار المال العام«. أما عن مبارك الرئيس السابق.. فقد كان في بداية حكمه بدأ بداية جيدة.. حتي منتصف التسعينيات.. ولكن السير وراء امرأة.. كان له اثر سلبي.. فزوجته سوزان أرادت ان تتوج ابنها جمال لتستمر الملكة الزوجة.. والملكة الأم وهذا لا يصح.. لأننا شعب لا يورث.. ألم يقرأ هؤلاء التاريخ.. ان الشعب المصري عظيم ولن يكون في يوما ما كرسيا يورث لعائلة.. ويضيف قائلا: أما الزعيم جمال عبدالناصر.. فهو »فلتة إنسانية« فعبدالناصر.. في بداية ثورة 32 يوليو بدأ بالاصلاح في تحقيق العدالة الاجتماعية باصدار قانون الاصلاح الزراعي وقبل مرور 001 يوم من قيام الثورة.. كان علي مكتبه دراسة جدوي للسد العالي.. والذي بدأ في بنائه وهو في الرابعة والثلاثين من عمره.. وكان لديه برنامج تنموي رائع.. كانت هناك تنمية شاملة زراعية ممثلة في مشروع مديرية التحرير الذي ننعم به حتي الآن والذي يصدر بما قيمته 053 مليون دولار في السنة.. وكذلك كان لدينا تنمية عقارية بمدينة نصر.. وتنمية صناعية مجمع الألومنيوم في نجع حمادي والذي كان يديره عبدالناصر بنفسه.. والذي أصبح في ظل حكومة نظيف »الحكومة الخايبة« حكومة رجال الأعمال تم اعطاء هذا المجمع للألمان ليديروه.. وكذلك كان يوجد مصنع الحديد والصلب في حلوان والذي يعتبر من أكبر مصانع الحديد والصلب في العالم.. وكان يوجد مصانع ضخمة لتنمية الغزل والنسيج وتنمية صحية وقطاع عظيم للاهتمام بالعلم.. عبدالناصر كان بالنسبة لي قمة الرومانسية.. فقد طرق عبدالناصر كل أبواب التنمية فشرع في برنامج الصواريخ وانتهي من انشاء مصنع متكامل لهذا البرنامج فكان يعمل فيه 0001 مهندس كما أنشأ برنامج تصنيع الطائرات بين مصر والهند.. ودعم اقسام هندسة الطيران والطاقة النووية في كليات الهندسة في الجامعات المصرية.
ويكمل حديثه قائلا.. أما السادات.. انا اعتقد انه ارتكب خطأين عندما اراد ان يضرب طائفة في المجتمع بطائفة أخري فأعطي للإخوان دورا سياسيا.. وهذا خطأ مازلنا نعاني منه، في نفس الوقت بدأ مشروع الانفتاح الاقتصادي ولم يكن لديه آليات ولا أدوات فتحول إلي أكبر ضربة لاقتصاد مصر..
اتهمت بمحاولة اغتيال د. إبراهيم سليمان وزير الإسكان الأسبق.. فما هي تفاصيل هذه القضية.. وما هي حقيقة الحكاية؟
فقال مؤكدا.. في الحقيقة لقد تمكنوا من تسجيل صوتي وصورتي والذي قام بذلك ضابط أمن كان معي في أوغندا وهو من أصل انجليزي وكانت تسجيلات تليفونية قلت فيها ان في مصر رؤوسا هي من اضاعت مصر.. لو خلصنا منها ستصبح مصر شئ ثاني ومختلف.. مثل ابراهيم سليمان وزكريا عزمي وكمال الشاذلي.. وكنت اقول مجرد كلام مسترسل.. كما تقول الأم لابنها »كسر رقبتك« وهي في الحقيقة لا تعني انها ستقوم بفعل ذلك.. ولكنهم أخذوا كلامي.. وبنوا عليه القضية.. وأصبحت مداناً صوت وصورة ثم خرج تقرير من احد مكاتب الأمن المهمة في مصر.. يقول عني انني »ارهابي« وهذا ما ثبت التهمة علي.. هذا التسجيل تم في أوغندا وانجلترا.. فعندما ذهبت إلي انجلترا لتلبية دعوة الملكة في حفل دعوت إليه ألقوا القبض عليَّ ودخلت السجن لمدة شهر في انجلترا.. وظللت لمدة سنتين محدد الاقامة.. ثم حصلت علي البراءة.
طرحت مبادرتكم.. حول وثيقة اعلان مبادئ الدستور المصري القادم.. وقلت ان هناك توافق القوي السياسية الديمقراطية في مصر عليها.. فما هي نصوص هذه الوثيقة والاطار الذي تنضوي تحته؟
عندما حدث استفتاء في 91 مارس سنة 1102 كان واضحا تماما وجود انشقاق في المجتمع.. فلم يحدث أبدا ان مجلس الشعب يدعو للدستور.. فهذا خطأ جسيم.. فمن يدعو للدستور »التوافق« وليس الأغلبية.. والجمعية التأسيسية وليس مجلس الشعب.. وهذا مأزق لابد من الخروج منه.. وايضا نحترم نتيجة الانتخابات.. وقلت احتراما لاستفتاء 91 مارس يجوز ان نعمل وثيقة مبادئ دستورية وعلمت مؤتمر مصر الأول.. وكان أول موضوع طرح فيه هو وثيقة مبادئ الدستور.. وتم اعداد ورقة بتكليف مجموعة كبيرة، برئاسة المستشارة تهاني الجبالي تم وضعها في موقع المجلس الوطني المصري في أبريل.. وجاءنا عليها ملاحظات تم تعديلها ثم عرضها في مؤتمر 7 مايو وجاءنا ثلاثة آلاف ملاحظة عليها تم تعديلها ثم عملنا مرة أخري مؤتمر 91 يوليو.. وجمعنا 8 وثائق أخري للدكتور البرادعي والمستشار البسطويسي.. والأزهر وآخرين.. وعملنا اجتماعاً في كلية الحقوق جامعة القاهرة للوصول إلي وثيقة توافقية تم ارسالها يوم 22 يوليو للواء ممدوح شاهين بالمجلس الأعلي العسكري والمشير طنطاوي. وتم ارسالها يوم 2 أغسطس للدكتور علي السلمي وخرجت وثيقة اطلق عليها »وثيقة السلمي« وكان بها بعض النقاط عليها تحفظات مثل المادة 9، 01، 5 وفي اليوم التالي تم تعديل تلك المواد وقابلنا الدكتور السلمي.. وكانت الوثيقة جاهزة للإصدار.
تحالف الشر
شاركت في ثورة 52 يناير لخلع الرئيس السابق.. ما الذي أدي إلي سقوط نظام مبارك؟.. وما الذي أدي إلي قيام الثورة؟
كانت مصر تواجه انهيارا كاملا.. علي كل المستويات بسبب استبداد الحكم.. وتمكن تحالف الشر المكون من المافيا السياسية والمالية وأرباب السوابق من مقدرات البلاد بحيث فقد الوطن مناعته وضاعت علي المواطن حقوقه.. وسمح هذا العهد لتجار المخدرات والمرتشين واللصوص باحتلال عدد ليس بقليل من مقاعد التمثيل والتشريع في المحليات والمجالس النيابية.. فتم نهب المال العام وتهريبه إلي خارج البلاد.. وتحللت الدولة وضعف بنيان المجتمع.. وتم اختزال نظام مبارك في مجرد مراكز للشرطة.. مهمته الأولي حماية وحراسة ناهبي أموال الشعب.. وانتشر الفقر وعم الجهل واستوطنت الأمراض.. ونهبت الثروات الوطنية.. ولم تتعرض مصر لهذا الإذلال من قبل.. ولم تعهد حكما بهذه الدرجة من السادية والانفصام.. فقرر شباب مصر ومعهم قطاع كبير من فئات الشعب بتقديم التضحية للخلاص من هذا الحكم الفاسد.. وقامت الثورة..
مثل أي مصري
ما هي الأسباب الحقيقية وراء حدوث صدام بينك وبين النظام السابق؟
أنا لست سياسيا.. لقد انضممت إلي الثورة مثل أي مصري.. ولقد كنت غير معروف للنظام السابق تماما حتي عام 1002 وكتبت أول مقالة لي في يناير 1002 وكانت وزارة الكهرباء تبدأ في عمل مشروعات انشاء محطات كهرباء تحت مظلة الخصخصة ويطرحونها بنظام حق الامتياز لشركات أجنبية تأتي إلي مصر تبني محطات وتربطنا بعقد ب02 مليار دولار نظير إنشاء محطة ب033 مليون دولار.. فكتبت أول مقالة في 82/1/1002 تحت عنوان »مشروعات حق الامتياز.. في قطاع الكهرباء« ثم 5 مقالات عن الآثار.. وعن العقول المصرية والشركات الأجنبية وتدخلها في مصر.. وكتبت عن حقوقنا في الآثار.. في الخارج.. وكانت هذه الكتابات تسبب مشاكل للحكومة.. وبدأوا يضعونني في دماغهم.. وكانت أول مبادرة منهم استبعادي من مشروعات الدولة.
ما رأيك في نظام الخصخصة.. وكيف نواجه ما ترتب عليه من سلبيات الآن؟
أنا ضد خصخصة ما تمتلكه الدولة ولست ضد أن يدخل القطاع الخاص ولكن ان يبني مصانعه.. فهل المفروض ان يأتي المستثمرون لشراء المحالج بتاعتنا ويقوم ببيعها عقارات.. وما حدث ان المستثمرين اخذوا مصانعنا.. واستولوا علي أراضينا.. مثل المراجل البخارية جاءوا ليقضوا علي الصناعات المصرية ويشردوا العمالة المصرية.
المشروعات القومية
د. ممدوح حمزة.. مهندس مصري من أنجح مهندسي الاستشارات علي مستوي العالم فأين مشروعاتك في مصر حاليا؟ وهل لديك استراتيجية لعمل المشروعات القومية؟
ليس لدي الآن مشروعات بمصر..
إذن هل لديك مشروعات في الأيام القادمة في مصر؟
لم أر ان النظام تغير.. قيادات البنوك كما هي.. وقيادات الشرطة كما هي.. ربما يتغير الوضع بعد ذلك.. أما عن الاستراتيجية لاقامة مشروعات قومية فقد آن الأوان للوقوف علميا وعمليا.. علي أهم المآخذ التي يتسم بها الأسلوب الحالي لاقامة المشروعات القومية وأهم تلك المأخذ في رأيي ان هناك اكثر من وزارة تتولي اقامة نوع واحد من المشروعات القومية.. فمثلا الكباري تشارك في انشائها وزارات النقل والري والتعمير والمستشفيات يشرف علي بناؤها وزارة الصحة والتعمير، الموانئ يقوم ببنائها وزارة النقل والتعمير وتشارك وزارتا التعمير والاسكان في بناء المرافق العامة أي ان المجال الواحد تتدخل فيه اكثر من وزارة.. مع ان المفروض ان يكون تابعا للجهة المتخصصة فقط.. فإنشاء الكباري مثلا يجب ان يوكل لوزارة النقل فقط وهذا مثال ينطبق علي غيره من المجالات.. وهذا يتنافي مع الوضع الأمثل لاقامة المشروعات القومية..
كيف بدأ الصدام بينك وبين سوزان مبارك؟.. وما هي أسبابه؟ وكيف تم استبعادك من احتفالية مكتبة الإسكندرية علي الرغم من قيامك بإنشائها؟
بلغني ان من قام بشطب اسمي من قوائم المدعوين في احتفالية مكتبة الاسكندرية سوزان مبارك شخصيا.. اما كيف بدأ الصدام فأنا لا اعلم.. ولكن كان لي مواقف لم تعجبها مثل يوم الاحتفال الداخلي بمكتبة الاسكندرية في أكتوبر سنة 1002 حيث قمت بشكر الشباب الذين قاموا بالمشاركة في بناء المكتبة.. بينما قام المتحدثون بشكر سوزان مبارك في ذلك الوقت.. وبعدها جاءني الدكتور محسن زهران مدير المكتبة وقتها.. وقال لي أنك اخطأت انك لم تشكر »الهانم«.. ربما تكون هذه هي البداية.. وايضا قمت بالتبرع بمدرسة لتعليم الفتيات للمجلس القومي للأمومة والطفولة.. وقد رأت سوزان مبارك أنني قمت بتعليق صور للدكتورة سميرة موسي.. والسيدة هدي شعراوي وانزعجت بشدة..
قانون الضعفاء
ما رأيك في قانون الطوارئ؟
هو قانون يستخدمه الضعفاء.. فالرئيس أو القائد أو الزعيم الضعيف يحتاج إلي قانون طوارئ.. يحكم به.. وهذا دليل علي عدم شعبية.. وعدم قدرة النظام السابق بسياساته ووزاراته وأجهزته إلا علي استخدام بلطجي.. هو قانون الطوارئ.
مشكلة الإسكان
لديك مشروع لإعادة التوزيع الجغرافي للسكان بمصر.. فما هي أبعاد هذا المشروع؟
ان المسارعة بالتصدي لحل مشكلة الإسكان واعادة التوزيع الجغرافي للسكان.. هو مطلب عاجل يمس تداعيات الأمن الاجتماعي والاقتصادي.. فيجب ان تكون الخريطة العمرانية لمصر في خدمة المصريين وليست في خدمة الاستثمار الأجنبي أو خدمة سياحة الغير إلا بما يفيد الاقتصاد القومي علي المدي البعيد.. ويجب ان تراعي الخريطة العمرانية اعادة التوزيع الجغرافي للسكان والابتعاد تماما عن الأراضي الزراعية في الوادي القديم بما في ذلك دلتاه وان يؤخذ في الاعتبار ان حوالي 56٪ علي الأقل من شعب مصر لا يعيش في الحضر.. ولا ينبغي ان توجد ميزة لتمويلهم من الريف إلي الحضر. وأضاف ان المهنة الاساسية للمصريين ومصدر أمنهم هي الزراعة وخاصة زراعة المحاصيل الزراعية.. والصناعات القائمة عليها وهذه المهنة يعمل بها حوالي 04٪ من القوي العاملة في حالة اضمحلال.. ويجب تمصير منظومة الزراعة لاحياء المهنة. ويجب ان تكون سياسة حق الانتفاع وليس التمليك هي الأساس في إدارة أرض مصر كما ان أي استثناء مهما كان عائده سيتلاشي امام الخسارة الفادحة من تمكين الملكية الأجنبية لأراضي مصر.
يضيف د. ممدوح حمزة ان المشروع يتلخص في إنشاء وحدات زراعية وصناعات غذائية وتعدينية في وحدات تحت مظلة الجمعيات التعاونية وشركات مساهمة انتاجية.. وكل جمعية يكون اعضاؤها من شباب مدينة أو مجموعة قري متلاصقة في الوادي القديم.. وهذه الجمعية التعاونية لن تكون مسئولة عن التسويق بل يتم بيع الإنتاج للحكومة المصرية.. كما يتم تعمير بحيرة ناصر بأبناء النوبة وشباب صيادي عزبة البرج - البرلس- البردويل ورشيد.. وتستطيع بحيرة ناصر توفير 01٪ من البروتين الأبيض من الأسماك.
هل تم تهديدك بالقتل؟ ولماذا تقدمت ببلاغات للنائب العام ضد الرئيس السابق مبارك والعادلي ود. أحمد شفيق؟
تقدمت ببلاغات للنائب العام ضد كل من كان مسئولا عن قتل الثوار.. كل من كان في مركز المسئولية في ذلك الوقت.. والذي هددني بالقتل شخص مجهول بالنسبة لي.. اسمه سعيد ومن منطقة امبابة.. ومازالت القضية منظورة الآن امام القضاء.. وقد قال لي: »أنا هأقتلك لأنك علماني وكافر«.
أنا ثوري
سخرت نفسك.. ووقتك لخدمة الثورة.. وشبابها فهل ستنضم مستقبلا إلي أي حزب سياسي؟!.. وكيف تصنف نفسك سياسيا.. أم ثوريا؟
أنا ثوري 42 ساعة.. فعندما تكون هناك ثورة أنا ثوري.. وفيما عدا ذلك أنا مهندس فقط.. ولن انضم إلي حزب سياسي.. ولاأريد منصبا سياسيا.. ولا أجرا نتيجة عمل.
ما هي رؤيتك لمستقبل مصر؟.. وكيف يتم بناؤها من جديد بعد الظروف الانتقالية التي تمر بها الآن؟
أنا متفائل جدا بمستقبل مصر.. ستقاس لخمس سنوات.. وفي خلال عشر سنوات ستصبح من أقوي 51 اقتصادا في العالم..
ويضيف قائلا.. وبداية بناء مصر تبدأ ببناء الإنسان خاصة الطفل المصري في المدارس الابتدائية ونهتم بالأسرة المصرية.. وبصحة المواطن المصري.. فيجب ان يكون لدينا مشروع تنموي كبير.. مبني علي الانتاج وليس علي الخدمات.. ويكون الانتاج له مقومات وعناصر تقوم علي سد الفجوة الغذائية وكثافة في العمالة ويعتمد الجزء الأكبر منه علي الخامات المحلية ويكون بتمويل مصر من الادخارات المصرية..
ماذا تتوقع من حكومة الدكتور الجنزوري؟
هي حكومة عمرها ستة أشهر وسوف تنتهي بانتخاب رئيس جمهورية جديد.. فلو أحسن الاختيار ويكون الوزراء مقبولين من الشعب.. وتكون وزارة ائتلاف من التيارات المختلفة اليساري واليميني والمعتدل والاسلام السياسي.. فسوف تنجح في اداء مهمتها.. والدكتور الجنزوري شخصية مشهورة بالكفاءة.. ولديه خبرات كبيرة.
تيار الإسلام السياسي
هل نجاح المرحلة الاولي من الانتخابات البرلمانية يعطي مؤشرا ايجابيا للأيام القادمة في تاريخ مصر؟.. وكيف تري فوز التيار الاسلامي في الانتخابات؟
بالطبع سيسعي التيار الاسلامي السياسي ان يحصل علي أكثر من حجمه الطبيعي في المجتمع المصري.. اعتمادا علي الأمية والفقر.. وانا اعتبر ان الاسلام السياسي لا يجب ألا يزيد عن 25٪.. لو كان عندنا برلمان يعكس بهذه النسبة الكبيرة للأمية والفقر سيكون لدينا برلمان غير متوازن وسوف يسبب مشاكل للمجتمع المصري.. ونجاح المرحلة الاولي لا يعطي مؤشرا لاشياء..
سلطة مدنية
هل تري ان من المناسب ان يترك المجلس الأعلي العسكري مكانه في المدة الانتقالية المحددة في مارس القادم؟ أم يظل مكانه.. حتي يتم اختيار رئيس لمصر؟
فأجاب قائلا: علي المجلس العسكري ان يسلم السلطة للبلاد إلي سلطة مدنية منتخبة وهذه مسئوليته.. وفي أسرع وقت ممكن.
هل تساند الثورة والاعتصام في ميدان التحرير؟
فأكد قائلا.. لو فيه شخص واحد فقط معتصم سوف أسانده وأدعمه بكل قوة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.