من الآن وصاعداً، وبعد ما جري، وما كان، في يومي الاثنين، والثلاثاء، الثامن والعشرين، والتاسع والعشرين، من نوفمبر عام " 2011 " أصبح واجباً علي كل القوي، والفاعليات، والأحزاب، والإئتلافات السياسية المتزاحمة، والزاعقة علي الساحة السياسية المصرية، سواء في ذلك، تلك التي تظن أن لها تواجدا فاعلا ومؤثرا ومحسوساً، أو تلك التي تؤكد أن لها وجوداً وتأثيراً، علي غير الحقيقة والواقع، أن تعيد قراءة الواقع السياسي والإجتماعي المصري، قراءة صحيحة، لعلها تتواضع قليلاً، وتدرك القدر الكبير من الظلم والغبن الذي ألحقته بهذا الشعب، عندما أدعت بغير الحق، أنه أعطاها تفويضاً علي بياض بالتحدث باسمه، والنطق بلسانه. ومن الآن، وصاعداً، أصبح من الضروري، بل ومن الأمانة، أن تعيد النخبة المسيسة من المثقفين، والمفكرين، والكتاب، والمحللين، قراءة هذا الواقع، لعلهم يدركون كم كانوا بعيدين عن الواقع، وهم يؤكدون لنا في كل صباح ومساء، الأخطار المحدقة بالعملية الانتخابية، ويعددون الأسباب والذرائع المعوقة لها، والداعية لانصراف الناس عنها، وعدم إقبالهم علي المشاركة فيها، في ظل المناخ السائد، والتهديدات القائمة، وبؤر التوتر والاحتقان المشتعلة والمتفجرة في كل مكان. وفي هذا الإطار، أصبح لزاماً علي كل هؤلاء، ونحن معهم، إعادة القراءة، وإعادة الحساب، وتقديم الاعتذار للشعب علي سوء التقدير أحياناً، وسوء الفهم أحيانا أخري، وقلة الإدراك في كل الأحيان،..، لقد غفل كل هؤلاء عن الوعي بالحقيقة المؤكدة في تكوين وبنيان هذا الشعب، والتي كانت دائما هي الحاكمة لكل توجهاته، وسلوكه، وأفعاله، ومواقفه في كل اللحظات الفارقة، والحرجة التي واجهته علي مر التاريخ، ومنذ نشأته الأولي علي ضفاف النهر العظيم. لقد غاب عن كل هؤلاء ونحن منهم، أن هذا الشعب يملك من الصلابة والقوة، والحكمة، والإصرار، والوعي، ما أهله لصنع أعظم الحضارات الإنسانية، وما مكنه من تحدي وقهر المغول والتتار، وإنقاذ العالم من شرورهم، ودمويتهم، وجهلهم،..، وغاب عنهم أن هذا الشعب هو الذي تحدي قوي الشر عام 1956 ورفض الاستسلام للهزيمة عام 1967 وصنع نصر أكتوبر عام 1973وإلّتف حول انتفاضة الشباب، وحولها الي ثورة شعبية شاملة بالغة النبل والسمو في الخامس والعشرين من يناير. هذا الشعب العظيم، يستحق من كل هؤلاء التقدير والاحترام.