بقلم عبد الهادى زيدان لم يكن يتوقع الكثيرين من كتاب السلطة ولا حملة بخور النظام ولا المطبلين هنا وهناك ان ابناء مصر من كافة الاطياف السياسية رجالا ونساءا شيوخا وشبابا بهذا القدر من الرقي والتحضر والعظمة عندما خرجوا للتعبير عن رغبتهم في التغيير والحراك السياسي........اذهلهم ذلك المستوي الذي لا يفقهونه واقلقهم عدم اقبالهم علي العنف و اقض مضجعهم تنوعهم واختلاف مشاربهم......اسكتتهم الدهشة عندما راهنوا علي بوار الارض و خواء الرؤس التي تمنوها كذلك.....حالة من الشلل الكامل اعجزتهم عن الردود والمواجهة. هؤلاء لم يعرفوا التربة المصرية ولم يقراوا الا في كتاب الاحتكار ...منحوا نفسهم حق الوصاية وحق التبني وحق الرعاية لارائهم التي اعادتنا سنوات للخلف.....هم طبقة افسدت الحياة السياسية وارتضت تبعية الراي الواحد وانكرت الاخر.......ادمنوا خلق فزاعات للشعب مرة باسم الارهاب واخري باسم الاخوان وغيرها باسم المواطنة.......تناسوا ان لمصر تاريخ لا يباري وحضارة لا تزول ...افقدوها دورها في المنطقة وتلاعبوا باموال البسطاء واقاموا موائدهم علي اكتاف من صنعوا انتصارات هذا البلد..تلذذوا بالتعذيب في المعتقلات وتمتعوا بطوابير الخبز وانتشوا بالكمائن التي امتدت هنا وهناك واستباحوا بيع ارض لا يملكونها ومصانع لم يشتروها.........افسدوا الزراعة فهجرها المزارعين واغلقوا المصانع فغزتنا منتجات الصين و شوهوا االتعليم فصارت الجامعات اشبه ما تكون بدور عسكرية يعين رؤسائها بقرار سياسي وتعرف نتائج انتخاباتها قبل ان تبدا..ضيقوا علي مدارسنا فلم تعد اماكن لتلقي العلم ولا ملاعب تحفظ لياقة الطفل...اصبح لحفنة من المتسلقين حق المشورة وحق الانتفاع وحق ممارسة دور المؤدب والمهذب لهذا الشعب. من اعطاهم الحق في تعيين ابناء واقارب ومعارف اعضاء المجالس المختلفة في قطاعات حكومية بعينها كالبترول والاتصالات والعدل وغيرها دون النظر الي مؤهلاتهم ولا معرفتهم؟وهل يعقل ان يعين في البترول طالب دون المستوي الجامعي بينما يترك حملة الشهادات العملية في الشارع؟من يعقل ان يكون طالب الحقوق الحاصل علي امتياز علي المقهي والحاصل علي مقبول في كرسي النيابة؟اذلك هو العدل؟ وما المتعة التي تجعل من هؤلاء غاية في ابداع المتاهات كلما اراد المواطن الحصول علي اجازة او طلب حقه في الترقية او مساولته بزميل له في عمله؟ هؤلاء جعلونا نتعاطي وهم المؤامرات الخارجية وخلق عدو وهمي دوما طالبين منا ان نتصدي له.انه استخفاف برمجته طبيعتهم الميتة ورغبتهم المستميتة في اشعار الشعب بان عليه الامتنان الدائم والانحاء المستمر امام ما يتفضلوا به علينا..كان هذا الشعب ولد لقيطا وكانه ليس جدير بالاقامة في عزبة هؤلاء...يعايروننا احيانا بانهم صبروا علي خروجنا وتجاهلوا غضبنا وكاننا لا نملك حق الغضب او الامتعاض!!!!!!!!!! هذا بلد اعظم من ان يحكمه فرد او تحتكره فئة او تمتص رحيقه حفنة بعينها...انه البلد الغني بابنائه والغني بثرواته والثري بتنوعه ليس جديرا بان يمثله مجلس مطعون في شرعيته ولا وزارة فقدت مصداقتها ولا حزب غاب عن شارعه