سيطرت علي ميدان التحرير حالة من الهدوء والسكينة بالتزامن مع اليوم الثاني للمرحلة الاولي للانتخابات البرلمانية التي انتهت بالامس.. انحسرت أعداد المتظاهرين بصورة واضحة ولم يشهد الميدان الا بعض المظاهرات المحدودة للتأكيد علي مطلب رحيل الحكم العسكري وسرعة الأعلان عن مجلس رئاسي مدني.. في حين شكل الباعة الجائلون الغالبية العظمي من المتواجدين بالميدان والذين انتشروا في أرجاء وجوانب الميدان بعد تحذير أفراد اللجان الشعبية لهم بعدم التواجد بعرض الطريق لتجنب أعاقة السير أو المرور بانحاء الميدان.. ومن ناحية أخري واصل العشرات من المتظاهرين اعتصامهم امام مجلس الوزراء بشارع مجلس الشعب مع التأكيد علي أن اعتراضهم ليس علي شخص الجنزوري وأنما علي أي مسئول يتم تنصيبه أو تعيينه من قبل المجلس العسكري فاقد الشرعية فهؤلاء سوف يظلون يدينون للعسكري بالولاء. حائط الصد وفي أول رد فعل له بالميدان أعلن سامح عاشور نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب بعد أيام قليلة من اختياره لمنصب النقيب عن مبادرة تحمل أسم »مبادرة حائط الصد عن ثوار التحرير وتسليم السلطة والعودة للثكنات« وجاء فيها المطالبة بتشكيل حكومة إنقاذ وطني لتنفيذ مطالب الثورة وأصدار دستور جديد للبلاد خلال 06 يوما إبتداء من الان مع انتخاب رئيس للجمهورية فور وضع الدستور مع التأكيد علي لا للانتخابات البرلمانية في ظل الانهيار الأمني وكذلك محاكمة علانية وعاجلة لقتلة الثوار وتعيين وزير مدني للداخلية.. وجاء الأعلان عن هذه المبادرة عبر لافتة عملاقة تم تعليقها وسط الميدان بأمضاء سامح عاشور.وفي محيط ميدان التحرير ظل الوضع هادئاً حول وزارة الداخلية مع استمرار قوات الجيش في اغلاق الشوارع المؤدية لها كما تم فتح ممرات بالحواجز والعوازل الحديدية للسماح بمرور المواطنين المتوجهين لأعمالهم بوزارة الداخلية أو المصالح الحكومية والخاصة القريبة منهم.. كما قام أفراد اللجان الشعبية بتأمين مدخل شارع محمد محمود والشوارع المؤدية له مع منع اي من المتظاهرين الوصول له.. وقد أضفي هذا الهدوء والطمأنينة لاصحاب المحلات والشركات والمقاهي الموجودة بميدان التحرير والقريبة منه فعادت للعمل بكامل طاقتها وفتحت أبوابها امام الجمهور والزبائن. إنحسار المستشفيات وبالنسبة للمستشفيات الميدانية فقد انحسرت أعدادها بشكل واضح مع قلة أعداد المعتصمين وتوقف الاشتباكات والمصادمات فقد تم إغلاق عدد كبير من المستشفيات ورفع خيامها ومعداتها وموادها الطبية من الميدان في حين ظلت الاعداد المتبقية تقوم بالمتابعة لمصابي الأحداث المعتصمين في الميدان للتغيير علي الجروح هذا بجانب علاج مصابي الأمراض المزمنة كالسكر والضغط وغيره. سميرة إبراهيم بنت الصعيد نظم مجموعة من الشباب والفتيات مسيرة صباح أمس طافت أرجاء الميدان للمطالبة بالقصاص لسميرة إبراهيم »53 سنة« والتي قامت الشرطة العسكرية يوم 9 مارس الماضي بالكشف علي عذريتها وتحويلها للمحاكمة العسكرية.. وقالت سميرة انها تطالب القضاء المصري بالقصاص لها.. وسرعة البت في أمرها حيث ان هناك تباطؤ في اتخاذ الاجراءات وأضافت أنها أقامت دعوتين قضائيتين ضد المجلس العسكري الاولي للكشف علي عذريتها والتي تأجلت للنطق بالحكم فيها ليوم 72 ديسمبر والثانية لتحويلها للمحاكمة العسكرية والتي لم يتم تحديد جلسة لها حتي الان واستمر الشباب والفتيات في السير في الميدان وحول الجزيرة الوسطي مرددين هتافات »يا قضاء خذ قرارك.. حق سميرة في انتظارك. وقد أصدر شباب الثورة بميدان التحرير البيان الثاني لمبادرة الانقاذ الوطني الذي اقترحوا من خلاله تشكيل حكومة إنقاذ وطني كاملة الصلاحيات تعبر عن جميع فئات المجتمع علي أن يترأسها د. عبدالمنعم أبوالفتوح أو حمدين صباحي وتشكيل مجلس مدني للتعاون مع المجلس العسكري في إدارة المرحلة الانتقالية حتي نهاية يونيو القادم. لتحقيق أهداف الثورة التي تتمثل في تطهير وزارة الداخلية. والمؤسسات الاعلامية والمحاكمة الجادة لمبارك ورموزه بتهمة الخيانة العظمي ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين ومحاسبة المسئولين عن جرائم قتل الثوار من خلال لجنة تحقيق مستقلة.كما أصدرت حركة كلنا مصريين منشورا بعنوان اقتراح من الميدان لانقاذ الوطن تتضمن خطة انقاذ الثورة ممن يتاجرون بها وجاء اقتراح اسم المستشار حسام الغرياني رئيس مجلس القضاء الأعلي لتولي منصب رئيس الجمهورية بحكم الدستور علي اعتبارا رئيس المحكمة الدستورية العليا لايحظي بشعبية لدي الثوار لارتباطه بنظام مبارك. وأكدت الحركة ان الثوار لايعتزمون ترك ميادين الثورة في مصر الا بعد اتخاذ بعض الاجراءات التي تضمن تحقيق أهداف الثورة.اقام عدد من شباب الميدان في حديقة مجمع التحرير شجرة من التعليقات مكتوبة علي اطباق من مادة الفلين ليقوم الشباب بالتعبير عن رأيهم بالقلم. فمنهم من تجمعت آراؤهم في عمود فيما علق آخرون »يامصر هانت وبانت كلها كام يوم«. من جهة أخري دون المتظاهرون مقارنة علي حائط مجلس الوزراء بين ماحدث لسميرة إبراهيم بالكشف عن عذريتها من قبل بعض ضباط الجيش وماقامت به علياء المهدي بتعري جسدها بمحض إرادتها.