هل ستصنع الانتخابات مصر التي يحلم المصريون بها؟... يحلم أهل مصر بالتقدم والرخاء، والعدل والحق، والمواطنة والتكافؤ، والأمن والأمان، والصحة والستر... يحلم المصريون بحياة أفضل لأبنائهم وحياة أكثر سعادة للأجيال القادمة... يحلم المصريون بتعليم ينافس عالميا وبعلاج يغطي كل المصريين وبمسكن لكل عائلة وبدخل عادل يلبي الأحلام والاحتياجات... يحلم المصريون بمظلة أمن وأمان، ومعاش وتأمين، ورعاية وخدمات... هناك ثلاثة أسئلة حاكمة الأول هل ستصنع الانتخابات مصر التقدم؟، والثاني هل ستصنع الانتخابات مصر الديمقراطية؟.. والثالث هل ستصنع الديمقراطية مصر التقدم والسلام... وهل سيتم ذلك بكل أطياف المجتمع وكل الاتجاهات السياسية فيه؟... هل ستأتي الانتخابات بالخير الحقيقي للوطن وباتحاد وبتعاون وتنافس أبناء الوطن بجميع انتماءاهم وعصبياتهم وعقائدهم وتوجهاتهم السياسية؟... هل سيتنافس المصريون من أجل مستقبل أفضل لمصر من خلال مشروع أو أكثر للتقدم؟... والسؤال الجوهري هل ستصنع الديمقراطية التقدم من منطلق النماذج الغربية سواء كانت الأسكندنافية أو الأمريكية واستراليا أو لنماذج الدول النامية مثل الهند وشيلي... أم أنها ستكون ديمقراطية جوفاء المعني والجوهر، بمعني أنها لن تحقق طموحات التقدم والبناء والرخاء... والسؤال الأخطر والذي يشغل قطاعا كبيرا من المصريين هل ستأتي الانتخابات »بالديكتاتورية الرابعة«؟ وهل بسبب ذلك سيتقاتل المصريون دفاعا عن الحرية والديمقراطية والمواطنة والدين مثلما رأينا خلال هذا العام فيما يشبه بشائر الحرب الأهلية... المشهد الوطني يمتزج بين الألم والأمل، وبين العزيمة والقلق... شاركت آلام المصريين جميعا بأكثر من 84 شهيدا هذا الشهر ورصيد تعدي ال0002 من الجرحي وتبعات البركان السياسي والوطني خلال الأيام الماضية والتي يلهبها إعلام انقسامي يساهم في تغييب العقل الوطني والانقسام السياسي أكثر مما يساهم في بناء الرأي القومي والوحدة الوطنية.. قلبي يدمي لشهداء الوطن ولوحدة الوطن ولأمن الوطن ولاستقراره ولأمان أهله... وعقلي يستنكر الدمار الاقتصادي والانقسام الاجتماعي الذي حدث في مصر بحكومات المفروض أنها تمثل ثورة الأمل... وروحي مع التحول السلمي للديمقراطية... ذهبت للانتخابات بروح الأمل لمصر أكثر تقدما من خلال دولة القانون ترتكز علي الديمقراطية ولديها مشروع لتقدم الوطن... نعلم جميعا أن كل ذلك غير موجود اليوم ولكن علينا أن نصنعه معا لغد أفضل ولجيل أحق... نعلم جميعا أن الانتخابات لا يوجد بها تكافؤ بين القوي الوطنية في المال والعتاد والإعداد الزمني والدعم ومصادر التمويل »غير المشروعة« والسلاح والمليشيات والاختراق والتحالفات... ومن دواعي تفاؤلي الخاصة أنني حصلت علي بيان اللجنة الانتخابية والدائرة الانتخابية من الانترنت بإدخال رقمي القومي- مثل معظم المصريين- واستخدمته أيضا عند التصويت... وتحقق بذلك جزء من حلم توظيف الرقم القومي والانترنت لخدمة انتخابات ديمقراطية.. وتذكرت رحلتي في خدمة الوطن وما شرفت به من قيادة تنفيذ مشروع الرقم القومي ومن إدخال الانترنت لمصر... وكيف تستخدم الآن قاعدة البيانات وشبكة المعلومات بالتليفون وأجهزة الحواسب للمساندة في تسهيل ودعم انتخابات الوطن بل في الانتخابات نفسها... تذكرت فريقا وجيشا من بناة الوطن شرفت معهم بهذه النقلة النوعية منهم لواء أحمد زعتر »ورجاله« والأخ يحيي العطفي »وفريقه« والذي اتصلت به لأحييه مع مئات وآلاف لما قاموا به وأخيرا مع هيئة الأحوال المدنية والتنمية الإدارية ووزارة الاتصالات وشركات الانترنت... بنية معلومات ومؤسسات ووطن ساهمت في تحويل حلم الأمس لأداة اليوم ولتقدم الغد... الوطن تواصل عبر الأجيال... وتعاون بين الأجيال... شاهدت مصر أيضا بأطيافها يمينا ويسارا ووسطا وإخوانا في طابور الانتخابات.. نأمل لغد أفضل لمصر.. لكل وبكل المصريين.