الديمقراطية هي حكم الشعب لنفسه هي إطار وممارسة، وهي حق وواجب، وهي اختيار ونضج مستمر ومتواصل ببساطة الديمقراطية هي تحقيق ما يرغبه ويتفق عليه المجتمع والمواطن وهي تنبع من مبادئ المساواة بين المواطنين في المجتمع الواحد فهم لهم نفس الحق في الحياة وما يتضمنه هذا الحق اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وأمنيا.. والمعاصر لتجارب التحول في مصر يري تحولا تدريجيا ومرحليا ونوعيا في الخمسين عاما الماضية فتحولت مصر مع الثورة من ملكية في الحكم وحزبية في الاختيار الي جمهورية واتحاد اشتراكي وتنظيم واحد ثم بعد انتصار أكتوبر الي خطوات تدريجية نحو العودة الي الممارسة الديمقراطية.. بدأت بتعددية في المنابر للحزب الواحد ثم الي أحزاب مستقلة وشمل ذلك عودة الي ممارسات حزبية بعضها جديد والآخر قديم وعلي وجه المثال هناك محاولات جادة لتطوير الكيانات الحزبية وأهمها ما دار ويدور في الحزب الوطني ولجنة السياسات من فكر جديد وبإطار جديد بدأ تأثيره الواضح علي مجريات العمل السياسي والتنفيذي من خلال الحزب الحاكم بل - وأثار- حمية المجتمع وأحزابه ومؤسساته نحو الاصلاح والتطوير وتلاه محاولة اخري جادة نحو انطلاقة جديدة لحزب الوفد بممارسة ديمقراطية داخلية أثارت اعجاب المصريين في اختيار رئيس جديد للحزب وفي ثوب جديد في الاعداد للانتخابات ما تم ويتم من حوار للأحزاب حول الاصلاح السياسي ورؤية كل اتجاه نحو الشأن العام وما يثار حوله من موضوعات تابعها المصريون بإعلام وصحافة حرة هي في حد ذاتها خطوة تسجل لمسيرة التطور الديمقراطي.. ويتابع المصريون أيضا نتائج هذه الحوارات وما تأتي به من صخب ورياح وصوت عال في المجتمع المصري للإسراع وبعض الأحيان التسرع نحو التغيير وما بين الاصلاح والإسراع من جهة والتسرع والتخبط من جهة أخري فجوة كبيرة للإدراك تتطلب الهدوء والعقلانية كي لا تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن.. وأنا في ذلك من دعاة التعقل والهدوء وضد التخبط والفوضي.. تابع المصريون الانتخابات وما سبقها من حراك وطني وتفاعل سياسي وما تم فيها من منافسة ومبارزة وعنف ومواجهة وصراع بين القانون والخروج عن الشرعية ويتساءل كل مواطن مصري هل ستحقق هذه الانتخابات آمال المجتمع أم جزاً منه هذه الآمال؟ هل ستحقق الآمال وطموحات الفقراء والطبقات المتوسطة وأصحاب وقادة قطاعات الاعمال الصغيرة والمتوسطة والكبيرة والعاملين بالحكومة والمجتمع المدني؟ هل ستحقق آمال النماء والرخاء للمجتمع؟ تحالف مستمر للتطوير والارتقاء بالمجتمع ليس بالإصلاح كشعار - أو كوسيلة لتحقيق مصالح شخصية - ولكن لتحقيق تطوير يستهدف تنمية ورخاء المجتمع ومن الأسئلة التي يجب ان نتفق علي إجاباتها هي أين ستكون مصر مستقبلا عام 0202و0302و0502 أيا كانت نتائج الانتخابات، مصر هي وطن الجميع ومستقبلها ملك لابنائنا.. انتخابات هذا الاسبوع كانت أكثر الانتخابات حراكا، ومشاركة، وصخبا، وإعلاما.. ومن المؤكد انها خطوة تضاف لمسيرة الديمقراطية بايجابياتها وسلبياتها.. فلنتطلع لغد افضل لمصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا..