ميدان التحرير البقعة التي فرضت نفسها علي العالم .. وحازت قداسة ثورية طاهرة .. تحولت الآن الي ميدان الصدمة!! وعلا فيها صوت الانفعال .. يليه صوت النفاق .. يليه صوت الانتهازية .. كل هذا في مشهد حزين للوطن مصر التي تحولت الي جسد ممدد من فرط الاعياء .. ينظر الي أبنائه بعينين مسبلتين ويلعن الرقص السياسي.. صوت الانفعال يخرج عن أبناء الوطن من المتظاهرين المخلصين المعتقدين أن المجلس العسكري هو سبب فساد الحال .. وطالبوا باقصائه .. ولم يقتنعوا بأراء الحكماء الذين يحفظون للمجلس العسكري رأس الجيش موقفه المنضم الي الثورة في مهدها .. ودوره في تنحي الرئيس المخلوع الذي أراد أن يستقوي به ففشل وانتهي عصره. يلي الانفعال نفاق بعض الساسة والإعلاميين الذين يحاولون باستماته أن ينفضوا عن أنفسهم تهمة الانتماء الي النظام القديم .. ويحاولون الآن ارتداء عباءة الثورة.. فينافقون الثوار بأي شكل وبدون منطق .. اللهم إلا مصلحتهم وسمعتهم.. حتي لو كان ذلك علي حساب جسد الوطن العليل. يلي النفاق انتهازية من بعض الساسة والمرشحين للرئاسة والطامعين في المواقع.. يحاولون اكتساب أرضية سياسية وتأييد جماهيري .. فبادروا الي الميدان وحاولوا تدشين منصات ليشهدهم الإعلام ويطَلع الشعب علي زعامتهم .. لكن المتظاهرين رفضوا المنصات واصروا علي خلو الميدان من النزعات الانتهازية. يا أيها المخلصون خافوا علي الوطن .. فالمواطن أصابته الصدمة .. أقولها صادقا ..المواطن لا يرضي عما يحدث من هياج .. إننا نعيش فترة انتقالية .. ينقلنا منها نجاح الانتخابات .. إقبعوا في الميدان أو انصرفوا .. المهم أن يخرج رأيكم من باعث حبكم للوطن المسجي جسداً يرقص فوقه أبنائه.