في هذا اليوم، هناك واجب مقدس علي كل مواطن، يحب هذا الوطن، وينتمي إليه، ويؤمن به، ويريد له السلامة، والتقدم، وهو الحرص كل الحرص علي الإدلاء بصوته في الانتخابات البرلمانية، واختيار من يراه صالحاً للتعبير عنه، وتمثيله في المجلس النيابي، والإدراك الواعي بأن ذلك ضرورة ومسئولية، وواجب لابد من الوفاء به. ليس هذا فقط، بل إن مصلحة هذا الوطن تفرض علي كل منا، أن نحفز الكل، ونحرض الجميع علي أداء هذا الواجب المقدس، في ظل هذه الظروف بالغة الدقة والحساسية والخطورة، التي تمر بها مصر، في لحظة فارقة من تاريخها، تقف فيها علي مفترق الطرق، أمام طريقين لا ثالث لهما، أولهما طريق التقدم في مسيرة الديمقراطية، وبناء الدولة المدنية الحديثة، علي أساس الاختيار الديمقراطي الحر، وثانيهما طريق المجهول، الذي يسود فيه الانفلات، وتهدده الفوضي وعدم الاستقرار . والتحريض اليوم علي أداء هذا الواجب المقدس، هو تحريض مشروع، ودفع علي فعل الصواب، وتحرك إيجابي للخروج من الأزمة المستحكمة، التي تمسك بتلابيب البلاد الآن، لتحقيق أولي الخطوات الضرورية واللازمة لإعادة بناء مصر الجديدة، التي نادت بها الثورة، وتوافق عليها الشعب بإرادته الحرة والجمعية. وإذا كنا جميعا نريد تغيير وجه الحياة في وطننا الي الأفضل، وإذا كنا جميعاً قد كرهنا تزييف الانتخابات، وتزييف إرادة الشعب، وإذا كنا جميعاً نريد برلمانا يعبر عنا، ونثق فيه، فلابد أن نؤمن باليقين أن الوسيلة الوحيدة لذلك، هي صندوق الانتخابات. ومن هنا، فإن التحريض الواجب الآن، والمرحب به، بل الضروري في اللحظة الراهنة، هو التحريض علي المشاركة في الانتخابات، ودفع كل المواطنين، من أبناء مصر، ممن لهم حق الإدلاء بأصواتهم للذهاب الي اللجان الانتخابية، والإدلاء بأصواتهم، باعتبار ذلك واجبا وطنياً مقدساً، وفرض عين وضرورة لابد من القيام بها، والالتزام بأدائها. وسواء كنت أنا، أو كان غيري من المؤيدين لمرشحي القوي والأحزاب الليبرالية، أو أحزاب اليسار، أو غيرهم،..، أو كنت أنا أو كان غيري من المؤيدين لمرشحي الإخوان، وحزب الحرية والعدالة، أو أحزاب السلفيين، أو غيرهم،..، فإن الواجب والضرورة يحتمان علينا جميعاً، أن نذهب اليوم الي اللجان، وأن نختار من نريد، ومن نؤمن أنه الأصلح، بكل الحرية، وكل الشفافية، علي أن يكون الدافع لنا في كل الأحوال هو الاقتناع الكامل بأن صوتنا أمانة لابد أن تؤدي لصالح الوطن، الذي نريده جميعاً حراً وقوياً وآمناً وسالماً.