جاءت الاستجابة لمبادرة نهر الفن التي نُشرت بجريدة الأخبار الأحد الماضي.. رائعة بكل المقاييس وإيجابية من الجميع، وجدير بالإشارة أنني سهوت عن ذكر عمداء كليات الفنون الجميلة بالاسكندرية والأقصر.. فبدون أدني شك مشاركتهم في هذه المائدة المستديرة سيكون له بالغ الاثر في تناول جميع الرؤي والافكار ومناقشتها والوصول إلي ورقة عمل وبرنامج زمني طموح للنهوض بالفنون الجميلة في مصر وإحداث تغيير استثنائي يتماشي مع روح الثورة، واستثماراً لعامل الزمن بعيداً عن الأحداث المؤلمة والحزينة التي تجري في مدن مصر، فالثورة كما أشرت من قبل هي التكاتف والتوحد لتحقيق أهداف وأحلام الشعب، ولم يتحقق ذلك إلاًَّ بالعمل الجاد والأمين، بعيداً عن الصراعات والكوارث التي تحدث الآن والجميع يبحث عن مصالحه الشخصية أحزاباً وأفراداً!؟ لذلك أفضل العودة إلي مستقبل الفنون الجميلة في مصر.. ومبادرة نهر الفن تستهدف الخروج من النفق المظلم الذي أصاب الإبداع الفني. وتعليم الفنون.. والثقافة الفنية، فاجأني الصديق الفنان أحمد رجب صقر العميد المنتخب في عهد الثورة لكلية الفنون الجميلة جامعة المنيا بحديثه تليفونياً معبراً عن سعادته البالغة لما نشر بجريدة الأخبار في باب نهر الفن، وأبلغني بموافقته الفورية واعتبرها مبادرة مهمة جاءت في موعد حاسم وضروري، وفي لقاء مباشر مع نقيب الفنانين التشكيليين الصديق الفنان حمدي أبو المعاطي، فقد عبَّر عن اهتمامه ووضع امكانات النقابة لإنجاح هذا الملتقي الذي سيعقد بمقر جمعية محبي الفنون الجميلة بالقاهرة عصر الخميس الموافق الأول من شهر ديسمبر عام 1102، وتلاحقت الموافقات فجاءت استجابة عميد كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان بالقاهرة الصديق الفنان السيد قنديل الذي استجاب بكل حماس لهذه المبادرة معرباً عن استعداده بكل الإمكانات للوصول إلي نتائج إيجابية وطموحة لإحداث نقلة نوعية في هذا الزمن الإستثنائي، وبصفتي رئيساً لجمعية محبي الفنون الجميلة أوجه الدعوة أيضاً إلي د. هشام سعودي عميد كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية، والفنان محمد عرابي عميد كلية الفنون الجميلة بالأقصر، مضافاً إلي ذلك رئيس مجلس ادارة اتيليه القاهرة للفنانين والكُتاب بالقاهرة ورئيس مجلس إدارة اتيليه الإسكندرية للفنانين والكتاب للمشاركة في هذا الحوار الجامع لمؤسسات المجتمع الحكومية والمدنية، وقضايا الفنون الجميلة متعددة وشائكة ومتضاربة بل ومتناقضة.. بسبب عدم التنسيق العام بين هذه المؤسسات، وغياب سياسات واضحة للتعليم الفني أقصد هنا تعليم الفنون الجميلة، وفوضي الإدارة المتغيرة بالمؤسسات غير القادرة علي الحفاظ علي الانجازات واضافة الجديد، وسياسة الهدم هي السائدة بالاضافة إلي أن معايير اختيار القيادات معدومة وغير علمية، وفوضي الفنون التشكيلية التي تفتقد إلي عنصر مهم. وهو النقد الفني! وأصبحت الساحة التشكيلية مرتعاً لكل من أمسك القلم أو الفرشاة، أما الفنان صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية فأبلغني قبل سفره الأسبوع الماضي بأنه يأمل في تحقيق الكثير من الانجازات، فوجوده في هذا الحوار، حيوي للغاية بصفته مسئولا رسميا عن الفنون التشكيلية في مصر، نهر الفن سيتواصل إن شاء الله بعرض نتائج الحوار في مقال الأحد الموافق 4 ديسمبر 1102.