عندما يغيب الحُلم خلف أسوار السجون .. عندما تُحرم الزهور من استقبال نقطة الندي لفجر اليوم المولود علي أيدي أشعة شمس الحرية! عندما تصبح لقمة الفطور مغموسة بطعم المُر ..وشَربة الماء مسمومة بعجز القدرة علي ابتلاع الظُلم .. وأمُنية الصباح تصحبها ترنيمة الأسي يبدو وجه الثائر الشاب الجميل علاء عبد الفتاح الصبوح صامدا بأمر التكليف الصادر إليه من عمق ضميره بالصبر من أجل تحقيق حُرية الوطن .. وتبدو روح علاء عبد الفتاح متفاءلة ووثابة بعزم إرادة التصميم للدفاع عن معني تحقق إنسانية البشر .. وتترامي معاني كلماتُه بشجاعة للتعبير عن أماني الغد المُنتظرالغائب الملامح حتي الآن! أتأمل وجه علاء .. أتحسسه فأجد فيه شكل ابني .. وروح ابني .. وابتسامة ابني .. وحُلم ابني .. ومُشاغبة ابني .. وإرادة ابني .. بل وتصميم ابني علي كتابة سطور حياته ونقش أحلامها .. وتحديد شروطها .. وتفعيل رؤيتها ! أجده ذات الواعي القادر علي الإبداع وعلي استشراف خريطة الوطن الجديد .. بعيدا عن سقطات وأخطاء وجمود وتجاوزات الماضي في حق مصر وآل مصر ! يُطل علّي وجه أمُ علاء العالمة والأستاذة د.ليلي سويف .. فأتذكر أنه ابنها هي .. فهو القادم من رحمها .. ولكن يعود إلي إلحاح مشاركتها أمومتها له ربما لأنها أم مصرية تُشبهني فقد تشاركنا في أرض المولد ..وربما في زمن المولد .. وفي رحلة تحقيق طموحات الوطن ، وفي رحلة الكفاح من أجل تنشئة أبناء تشبه ملامح وجوههم شمس مصر وسماحتهم سماحة نيل مصر وثقافتهم ثقافة حضارة مصر وصلابتهم صلابة أهرامات مصر .. ثم تشاركنا في ملامح الأبناء وأفكارهم ومشاعرهم وغضبهم ورضاهم وأصالتهم وعصريتهم .. وفي عذابات تأهيلهم لخوض معركة مستقبل جميل الحُلم ولكنه صعب المراس تشاركنا في الخوف عليهم وفي القلق علي مستقبلهم .. وفي الدُعاء من أجل آمانهم .. وفي الصلاة من أجل بقائهم وتميزهم. تشاركنا في فخرنا بهم عندما قادوا ثورتنا واصطفوا من أجل التاسيس لمجتمع جديد متقدم متحضر فاضل عادل حالم متفائل يضمهم إليه ، ويضمنا فيه معهم .. يد في يد .. وعقل يُساند عقل .. وقلب يُحب قلب .. ونفس تفدي نفسا .. وكُل يعيش عاشق مُلهم في حضن وطن مقدس .. إذن هي رحلة البحث عن تحقيق أمل الثورة ياعلاء .. حلقنا فيها معا إلي سماوات الحُرية .. والتي كسرت حواجز الخوف في داخلنا .. والتصقنا فيها بميادين الحرية واعتقدنا أننا أرسينا فيها مبادئ طالما اشتاقت إليها أرواحنا .. وضمائرنا وعقائدنا ! ولكن اليوم .. عندما يغيب وجهك ياعلاء خلف أسوارالسجون تنتحرُ كل الأشياء الجميلة إذا بقيت ياعلاء خلف أسوار زنزانة تضُم حُلمك الفتّي وأحلامنا الوردية داخل حُجب الظلام لإرغامك علي أن تخوض صراع الاختيار- الذي أؤكد أنك ستلفظه - بين الصمود من أجل المبدأ أوالخضوع تحت وطأة ترهيب السلطة .. وهو صراع حسمته أنتَ دون مواربة .. بشجاعة الثوار الكامنة في صدرك .. وبنور الإيمان المُنبعث من روحك .. وبقوة الإرادة النابعة من بصيرتك .. والتي تؤكد محصلتها أنك المُنتصر رغم القيد .. وأنك الحُر رغم التكبيل .. وأنك الفائز رغم تزوير الشواهد.. وأنك صاحب الحق في الحُرية ! علاء ياابن مصر .. اصمد في محبسك من أجل مبادئ مصر.. وحُرية مصر .. وانتصار مصر .. وتحرير مصر .. اصمد ففي النهاية أنت الحُر الحقيقي الأصيل الذي ستخرج علينا .. وقد هزمت سجنك .. وانتصرت لإرادة مصرُك .. ورسمت مُستقبل ابنك .. وحددت خريطة أحلام وطنك .. واعلم أننا كُلنا في مصر ننتظُرك ونحتاجك ونُؤمن بك ونناصرُك وسنعيشُ نفخرُ بك ! مسك الكلام .. ناهضوا المحاكمات العسكرية للمدنيين .. فعلاء ومايكل نبيل و21 ألف شاب .. هم أولادكم ويحتاجون شجاعتكم .