أين موقع مصر علي أچندات أطراف اللعبة السياسية؟ إذا كان التخوين مرفوض، والتشكيك في وطنية فصيل أو تيار يجب ألا يكون مطروحا، فإن نظرة علي المشهد لا يمكن أن تبث الطمأنينة أو تدعو للتفاؤل! ثمة إفراط في التعالي، أو ميل لاستعراض العضلات، بالتوازي إندحار للاغلبية الصامتة التي تبدو كالايتام علي موائد اللئام! بالمقابل نلحظ إقتحاما فجاً ممن غابوا طويلا، وسعيا لحصد كل الثمار من جانب أولئك الذين احترفوا المواءمات معظم الوقت، وخلعا ل»برقع الحياء« ممن ادعوا أنهم حراس الفضيلة دائما! يفاقم من قتامة المشهد، إنتقال الفوضي إلي المحطة الأخطر، فما يحدث في سيناء، وما نراه في النوبة يعني أن هناك من يسعي بدأب شديد لاستدعاء سيناريو تقسيم مصر، إذ لا يمكن فصل هذا الاصرار علي تقطيع أوصال البلد عن أحداث ماسبيرو، وحرق الكنائس، وخروج أصوات تدعو للتدخل الاجنبي لحماية الاقباط. لم تعد الثورة في خطر، لكن الوطن كله محاصر ومخترق باخطار داهمة، بينما التيارات كل فرح يتلهي بأطماعه ومصالحه الضيقة، في الوقت الذي يتسرب فيه أمن الوطن ومستقبله وأحلامه أمام الجميع! هل فات الوقت الذي نقول فيه: تعالوا إلي كلمة سواء؟! إلي متي نواصل مسلسل الانتحار الجماعي؟