هتف ملايين المصريين يحيا العدل - وأقول ملايين دون مبالغة - حين صدر الحكم التاريخي لمحكمة القضاء الاداري بالمنصورة بمنع أعضاء الحزب الوطني المنحل من الترشح لانتخابات مجلسي الشعب والشوري (استنادا لأحكام المحكمة الادارية العليا بانقضاء الحزب الوطني وتصفية أمواله وأيلولتها الي الدولة وسقوط النظام يستتبع بحكم اللزوم والجزم سقوط أدواته التي كان يمارس من خلالها سلطاته وأهمها استبعاد أعضاء الحزب الذين ثبت باليقين إفسادهم للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية) ورحبت بالحكم جميع القوي الوطنية التي نادت بإقصاء قيادات الحزب المنحل ومنعهم من الترشح للانتخابات بإحياء قانون الغدر أو الاسراع بقانون العزل السياسي الذي يوشك علي الصدور قبل أيام من الانتخابات النيابية ولن يطبق عليها بالطبع! ..وبعدما أعلنت اللجنة العليا للانتخابات عن التزامها بتنفيذ أحكام القضاء إذا بمحكمة القضاء الاداري بالاسكندرية تصدر حكما مناقضا لحكم محكمة المنصورة فقضت بأن (عضو الحزب المنحل مواطن لا يحرم من حقوقه السياسية إلا في الحالات التي ينص عليها القانون خاصة إذا لم يكن صدر ضده حكم جنائي يمنعه من الترشح أولم يستكمل أوراق الترشح) وتسبب الحكمان في حالة من الارتباك بين المرشحين وأقيمت 19 دعوي منع جديدة ضد أعضاء الحزب السابقين الذين سارعوا بالطعن علي حكم محكمة المنصورة ..وبين اختلاف وجهات نظر أساتذة القانون واجتهاداتهم سيتم عرض الحكمين علي دائرة توحيد المباديء بمجلس الدولة لتقر مبدأ واحدا فقط في الحكم خلال أيام قليلة قبل إجراء الانتخابات ..هذه الأحكام القضائية الفاصلة تعيد لنا الأمل في العدالة حتي تستكمل الثورة مسيرتها الديمقراطية وتجعلنا نردد بفخر (إن في مصر قضاة) . يحيا العدل مرة أخري هتفت بها الشعوب العربية بعد قرار الجامعة العربية بتعليق مشاركة وفود سوريا في اجتماعات مجلس الجامعة لحين توقف أعمال العنف ضد المدنيين وحذر أمين الجامعة من اجراءات تصعيدية ضد النظام السوري مثل الاتصال بمنظمات حقوق الانسان بما فيها الأممالمتحدة والتشاور مع الاطراف المعارضة لوضع الاجراءات المناسبة لوقف العنف كما دعا الجيش السوري الي عدم التورط في أعمال العنف والقتل ضد المدنيين وتوقيع عقوبات اقتصادية وسياسية ضد الحكومة السورية ودعوة الدول العربية لسحب سفرائها من دمشق مع اعتبار ذلك قرارا سياديا لكل دولة ودعوة جميع اطراف المعارضة السورية للاجتماع في الجامعة العربية للاتفاق علي رؤية موحدة للمرحلة الانتقالية ويقرر مجلس الجامعة ما يراه مناسبا بشأن الاعتراف بالمعارضة ..لعلها المرة الأولي التي تأخذ فيها الجامعة العربية موقفا حازما تجاه المذبحة اليومية التي يتعرض لها الشعب السوري الشجاع المقاوم للظلم علي مدي أكثر من 8 شهور ..موقف إيجابي يحسب للجامعة ويشمل إجراءات عملية رادعة تقف في صف الشعب الأعزل ضد القوي الغاشمة ومهما قاومها النظام السوري فسوف تضيق الخناق عليه و تمنح الثوار دعما عربيا ودوليا يوحد صفوفهم ويمكنهم من الإطاحة ببشار الأسد الذي افترس أمانهم بأنيابه الشرسة ، ولم يكن غريبا أن تعترض اليمن علي التصويت ضد سوريا خوفا من أن ينال عبد الله صالح نفس المصير أمام شعبه البطل واعترضت لبنان لعلاقتها الوثيقة مع النظام السوري ..وامتنعت العراق عن التصويت ! أما باقي الدول العربية فقد لمسنا تغييرا في مواقفها تجاه نصرة الشعوب المظلومة علي حكامها ..وهو بالتأكيد من توابع زلزال الثورات العربية التي انتصرت في مصر وتونس وليبيا .ورغم بدء الهجمات الفورية علي سفارات السعودية وقطر وتركيا في دمشق من رجال بشار لكن هذا لن يثني الدول العربية والأجنبية أيضا عن موقفها (فدولة الظلم ساعة ودولة الحق الي قيام الساعة).