اليورو أصبح »علي كف عفريت« والمنطقة التي تحتضنه في مهب الريح! الدولار والين يواجهان العديد من المصاعب والتقلبات! الصين في قفص الاتهام لانها- علي حد مزاعم أمريكية وغربية- تتلاعب بقيمة عملتها اليوان!. العالم يتطلع إلي صياغة نظام مالي جديد.. والبشرية تحلم بنظام اقتصادي اكثر عدالة!. وسط هذا الحراك يلجأ الكثيرون الي العالم الافتراضي بحثا عن حلول قد تعيد اليهم بعض التوازن. واذا كان ذلك يحدث عبر العديد من الالعاب التي ادمنها اطفال وشباب وكبار، رجال ونساء، فإن الامر لم يعد ليقتصر علي خلق مجرد عالم وهمي لذيذ في الفضاء الافتراضي، فقد وصل القطار الي محطة المال والأعمال، من ثم فلابد من عملة غير كل المتداول والمعروف، عملة مكانها شبكة الانترنت فحسب!. في الستينيات من القرن الماضي، وقبل أن يبدأ البشر في الهجرة الي عوالم افتراضية، ابدع خبراء الاقتصاد ما عرف ب»حقوق السحب الخاصة« - ربما كانت أول عملة افتراضية - وهي نوع من العملة يعتمد حسابه علي »سلة عملات« اي انها كانت صالحة فقط لمعاملات وتسويات دفترية أو ورقية، بينما يجري في الواقع تداول العملات الحقيقية في البيع والشراء.. والاقراض و..و.. وجرت تحت الجسور مياه كثيرة، واصبح للعالم الحقيقي عوالم افتراضية موازية غزت كل المجالات حتي وصلت الي »محطة العملة«!. وكما انطلق الانترنت من الولاياتالمتحدة ، التي سيطرت عملتها »الدولار« علي أعصاب ومفاصل الاقتصاد العالمي، بعد سقوط اسطورة الاسترليني، من هناك ايضا عرف أبناء العم سام نظام عملة افتراضي اطلق عليه اسم »بيتكوين« ربما تكون مجرد بداية يتسع سوقها تدريجيا حيث نشأت، ثم ما تلبث ان تجد من ينسج علي منوالها في اركان المعمورة!. مغريات عديدة ربما تدفع شعوبا أخري - غير الأمريكيين - لإنشاء عملات افتراضية موازية للعملات الرسمية المتداولة فيما بينهم، فالعملة الافتراضية- مثلا- لا تحتاج لوسيط- ثم انها مفيدة لكل من يقبل التعامل بها.. والاغرب انها اصبحت متداولة مقابل الدولار عبر بورصات الكترونية، والاكثر اثارة ان ثمة شركات تقبل التعامل من خلال ذاك »البيتكوين«!. تلك السمات شجعت علي أن يكون هناك نظام لتحويل العملة الافتراضية بناء علي سعر صرف، من ثم فإن القيمة السوقية لها ترتفع، وهكذا وجدت لها، دوائر تتسع من المتحمسين لتبنيها في معاملاتهم. غير أن نظام »بيتكوين« - رغم أنه مازال يحبو في عامه الثاني - لم يسلم مما يعانيه كل من يتعامل مع شبكة الانترنت، كالتعرض للقرصنة والسرقة، وبالمقابل وغياب وجود »بنك مركزي« لإصدار العملة الافتراضية وتعقب تعاملاتها، فإن ذلك بحد ذاته يمثل حافزا دائما للاقبال عليها! أخيراً، هل يمكن التكهن بعدد العملات الافتراضية التي سيتم تداولها في دول اخري غير الولاياتالمتحدة بعد عقد من الزمان؟!.