كنت ومازلت معجباً بعنوان الحركة السياسية التي انطلقت عام اثنين بعد بداية الألفية الثالثة وقد وقعت علي بيانها المؤسس بين ثلاثمائة من كبار الشخصيات الوطنية في كل المجالات، كان الشعار موجزاً ودالاً وعميقاً، وظللت أتساءل كيف ظهر؟ من وضعه؟ سمعت إجابات عديدة من الأصدقاء وقيل لي ان المرحوم محمد السيد سعيد هو صاحب الاسم، أخيراً صدر كتاب هام سأعرض بمضمونه الهام، عنوانه »عودة الديمقراطية« عن تجارب المجتمع المدني والتغيير الانتخابي في وسط وشرق أوروبا. صدرت الترجمة العربية بدعم من مؤسسة سلوفاكية »سلوفاك إيد« قدمه أحمد ماهر مؤسس حركة 6 أبريل من مصر وفاتسلاف هافيل فوجئت بوجود حركة للشباب أثناء ثورتهم ضد ديكتاتور جورجيا ادوارد شيفرنادزا، الحركة اسمها »كمارا« وعنوانها »كفي« شعارها الأساسي »كفي«، وكان ذلك عام ألفين، أي قبل ولادة حركة كفاية المصرية بعامين. بداية وقبل طرح أي تساؤلات أؤكد موقفي الرافض لحملات التشويه التي تشنها الأجهزة الأمنية التي تعبر عن وجهة نظر النظام السابق إذا افترضنا أنه سابق فعلاً عند قادة الحركات الشبابية في مصر، وأقول ان الشرارة التي أطلقوها والتقت مع زخم الشعب المصري الذي لا يتحرك الا بقرار من أعماقه ومن صميم ظروفه هذه الشرارة التي جاءت من خلال منظمات الشباب حولت التاريخ، وإذا كان تدريبهم في صربيا قد أدي باعتباره احد الأسباب التي أشعلت الثورة في يناير فمرحباً بتدريبهم في صربيا أو أي دولة ذات تجربة في مكافحة الديكتاتورية، العبرة بالنتيجة، لكن هذا الكتاب الهام جداً يثير تساؤلات أيضاً، فهل كانت الثورات العربية نتاجاً لثورات أوروبا الشرقية بمعني هل كان ثمة ظروف متشابهة تم توجيهها واستثمارها من أجل الاجهاز علي ما تبقي في العالم من أنظمة ديكتاتورية!. إنني أتمني أن تتضح الحقائق في المدي القصير حتي نستوعب ما جري، وما يجري، خاصة ان التشابه لافت للنظر، ليس في الانتصارات فقط، ولكن في الخيبات أيضاً.