يتسابق أفراد القوات المسلحة والشرطة المدنية للحفاظ علي أرض الوطن وحماية أمنه ورفع رايته وصنعوا بطولات تاريخية خالدة في مواجهة الإرهاب الأسود من أجل أن تظل أشعة الشمس ساطعة واقوي من كل الغيوم وستظل تلك البطولات التي يسطرها الشهداء نبراسا للأجيال القادمة.. من بين هؤلاء الأبطال المقدم أركان حرب عادل عبد الحميد عيد حسن 37 عاما ابن قرية الجديدة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية والذي استشهد يوم 9 مايو عام 2016 إثر إصابته برصاصة غادرة في رقبته أثناء تأديته لواجبه الوطني في شمال سيناء. تقول والدة الشهيد معتوقة حسب النبي 72 عاما إن الشهيد هو أصغر أبنائي وله 5 أشقاء. كان الشهيد شعلة من النشاط طموحا عاشقا لوطنة وترابة وكان يحلم منذ نعومة أظافره بارتداء الزي العسكري والانضمام لكتائب الرجال التي تدافع عن الوطن ليكون مثل والده المتوفي وشقيقيه الضباطين بالقوات المسلحة الذين يتخذهم مثله الاعلي في الحياة عندما حصل علي الثانوية الأزهرية عام 1997 كان مجموعه يؤهل للالتحاق بإحدي كليات القمة إلا أنه أصر علي التقدم بأوراقه للكلية الحربية واجتاز جميع الاختبارات وتم قبوله بها وكان متفوقا في دراسته ...وعقب تخرجه عام 2001 تم توزيعه علي سلاح المدرعات بالفرقة الرابعة بالجيش الثالث الميداني ثم انتقل الي القنطرة ومنها إلي بئر لحفن بشمال سيناء حيث تولي رئاسة غرفة العمليات لكتيبة المدرعات بها وحصل علي ماجستير في العلوم العسكرية من كلية القادة والاركان وكان من بين ال10 الأوائل بها وتم تكريمه بمنحه بعثة إلي دولة الإمارات لمدة 15يوما ... وكان سعيدا بعمله وحاولت مرارا وتكرارا اقناعه بالانتقال من سيناء إلا أنه رفض بإصرار قائلا: الاعمار بيد الله ربنا هو الحافظ في كل مكان ولو مكتوب لي الشهادة هو حد يطولها؟!. وتنهمر دموعها وتقول: منهم لله القتلة حرقوا قلبي علي فلذة كبدي حسبي الله ونعم الوكيل فيهم وتستطرد قائلة إن نجلي كان يشعر بأنه سينال الشهادة التي يتمناها حيث حرص في إجازته الأخيرة علي زيارة قبر والده وجميع أفراد الأسرة والاقارب وودعني بحرارة غير مسبوقة وكانت آخر تدوينة له علي صفحته علي الفيس بوك »الحياة بشرف أو الموت بعزة» ودوَّن أمام مهنته : »أعمل في سبيل الله» وقد احتسبته شهيدا عند الله ويكفيني فخرا انني ام الشهيد وانني قدمت اغلي شيء في حياتي هدية لمصر. وتضيف قائلة إن الدولة لم تنسهم حيث اطلقت اسم الشهيد علي مدرسة إعدادية بمسقط رأسه وكذلك إطلاق اسمة علي قاعة تدريب بإدارة المدرعات بالقاهرة . وتقول ارملة الشهيد ايمان عبد القادر الألفي 32عاما حاصلة علي ليسانس اداب شعبة مكتبات ومعلومات: لقد تقدم الشهيد لخطبتي في عام 2006 وتزوجنا عام 2007 ورزقنا الله بثلاثة اطفال: احمد بالصف الرابع الابتدائي ومحمد بالصف الثالث الابتدائي وايسل 4سنوات . وكان الشهيد زوجا وأبا مثاليا هادئ الطباع شعلة من النشاط وحريصا علي قراءة القرأن الكريم والأوردة كل صباح وكان شجاعا لا يهاب شئ غير الله كتوما لا يتحدث مع أحد عن عمله وكان مستهدفا من الارهابين وحاولوا اكثر من مرة اغتياله إلا أن القدر انقذة من الموت.. وتنهمر دموعها وتقول: ما ذنب اطفاله أن يعيشوا بلا أب لم يتبق منه سوي لقطات مسجلة أو مصورة؟! ربنا ينتقم منهم وتقول إن طفلتها الصغيرة دائمة السؤال عن أبيها فأقول لها إن بابا في الجنة بيبني لنا قصرا» فترد قائلة »اشمعني بابا اللي راح الجنة» . وأشارت إلي أن الشهيد حرص في إجازته الأخيرة علي شراء ملابس العيد لاطفاله الثلاثة علي غير العادة وأصر علي شراء فستان ابيض لطفلته ايسل معللا ذلك بأن نفسه يشوفها عروسة.. وعن يوم استشهاده تقول أنه اتصل بي هاتفيا وأبلغني أنه صائم وأكد لي أنه بخير وأوصاني بنفسي واطفالنا الثلاثة ثم انطلق في مأمورية لتأمين الكمائن حتي منطقة رفح واستشهد أثناء تصديه لهجوم إرهابي علي الكمين المتواجد به.وأشارت إلي أن الشهيد جاء لها في المنام يرتدي ملابس بيضاء ووجهه منور اشبه بالبدر وطلب منها عدم البكاء عليه لأنه حي يرزق لم يمت وأنه يعيش في مكان افضل مما كان فيه . وتقول إن الدولة لم تنسهم حيث تم توفير فرصة عمل لهافي مجلس المدينة وتم سداد باقي الاقساط المستحقة عليه في وحدة سكنية في القاهرة .