لولا انه رئيس حكومتها، لما صبر عليه الكبار جدا، واكتفوا بحواراتهم السرية المغلقة التي تكشف ضيقهم منه، وكراهيتهم له مع انهم يواصلون التعامل معه خضوعا وخنوعا لدولته التي تملك اللوبي اليهودي اياه الذي يتمترس في دولهم!! واضح طبعا انني اتحدث عن »بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العزيزة المدللة اسرائيل« وللحديث عنه اكثر من مناسبة اولها ما كشفه الله عز وجل من رؤية وتقييم ابرز زعماء العالم لشخصيته، عندما التقي الرئيس الفرنسي »ساركوزي« والرئيس الامريكي »أوباما« في غرفة خاصة عقب جلسات قمة مجموعة العشرين التي عقدت في مدينة »كان« الفرنسية، حيث لم ينتبه الرئيسان إلي ان الميكرفون الموجود في الغرفة مفتوح وينقل حوارهما الذي أنصب جزء منه علي شخصية السيد نتنياهو، فكشف ساركوزي ما يعتمل في صدره تجاهه قائلا: »انني لا اطيقه.. انني لم اعد احتمل رؤيته انه كاذب«!! وقال اوباما: »انك سئمت منه فما بالك بي وانا مضطر للتعامل معه يوميا«!! والمثير واللافت للنظر ان ما ذكره »ساركوزي« و»أوباما« عنه تطابق تقريبا مع ما قالته المستشارة الالمانية »انجيلا ميركل« في محادثات مغلقة حيث قالت - بالحرف الواحد - »ان نتنياهو لا تخرج من فمه كلمة صادقة واحدة« »يعني كذاب أشر!!«. المناسبة الثانية هي ان »بنيامين نتنياهو« الذي وصموه بكل تلك الصفات السيئة، يسانده ويدعمه أولئك الكبار الذين لا يطيقون رؤيته!!، ويطالبون السلطة الفلسطينية بالتراجع عن مطلب العضوية الكاملة بالامم المتحدة ويدعون رئيسها محمود عباس إلي الاكتفاء بالتفاوض معه وكأنه ليس ذلك الكذاب المستفز، وعلي اية حال فقد جاء رده عليهم سريعا مستفزا ومحرجا لهم حيث اعلن انه لن يقبل التفاوض مع الفلسطينيين اذا ما وضعوا اية شروط »حتي لو كانت تضمن الحد الادني من حقوقهم« ولم يتوقف نتنياهو عند هذا الحد، بل اعلن عن البدء في بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية و»اضربوا راسكم في الحيط!! يامن تتحدثون عن المفاوضات« وهكذ أضاف صفة اخري إلي جانب الصفات التي ذكروها وهي صفة »الغطرسة« و»العجرفة« التي تجعله يحتقر الجميع ويزدريهم (بما فيهم »هم« الكبار اياهم!!) وان كانت هذه الصفة واضحة عنده وليست بالجديدة ويكفي الاشارة إلي طريقته في التحدث اثناء المؤتمر الصحفي الذي يجمعه مثلا مع الرئيس »اوباما« عقب محادثات بينهما يكون قد مارس فيها اكاذيبه المعتادة، فنري هذا الرجل وهو يتحدث امام الميكروفونات والكاميرات ملقيا بنظراته علي الجميع وكأنه هو رئيس امريكا صاحبة الفضل كل الفضل علي دولته اسرائيل. المناسبة الثالثة: ما يخطط له نتنياهو بإصرار لتوجيه ضربة عسكرية لإيران خاصة بعد ان نجح اللوبي اليهودي في دفع »الوكالة الدولية للطاقة الذرية« إلي اصدار تقرير يوحي بامكانية امتلاك ايران لاسلحة نووية في المستقبل القريب، فماذا انتم فاعلون يا حضرات الكبار »اوباما وساركوزي وميركل« هل تنساقون وراءه لتنفجر حرب لا يعلم إلا الله حدودها ومداها ونتائجها المدمرة؟! ام تسارعون إلي دفع مجلس الامن إلي فرض عقوبات جديدة لا مثيل لها علي ايران، وتتوسلون اليه بان يكتفي بذلك ولا يجرهم إلي حرب قد لا تبقي ولا تذر. ثم هل تصدقونه لو وعدكم بالاستجابة لرجائكم؟ عن »التفاوض« مع امثاله يقول الشاعر هارون ها شم رشيد: يتفاوضون علي ماذا؟ واين تراهموا وصلوا يتفاوضون علي ملابسنا، وبأي ماء سوف تغتسلُ فاذا قبلنا بعد ما انتزعوا منا نقصوا وما قبلوا يتفاوضون، يراوغون كأنما »شيلوك« عاد.. وعادت الحيلُ