معانٍ سامية وعبارات جميلة افتقدناها في خضم هذه الحياة.. التي تقول »قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا» فبالطبع لا يختلف أحد داخل نسيج المجتمع علي أن مهنة المعلم تعتبر من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان.. فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيالا واعدة متعلمة ومثقفة، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد لذا فإن تأثيره علي المجتمع سيكون كبيرا من خلال التأثير علي عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه هو أيضا يعلمهم الأخلاق الحميدة ويهذب طباعهم.. ويجعل منهم أشخاصا ذوي هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابية ولكشف الحقائق أمامهم، فهو يولد الأمل لدي طلابه ويجعلهم أكثر يقينا بأنهم بناة المستقبل.. وذلك من خلال المرونة في طرق التدريس واستخدام التجريب.. إتقان مهارة وإثارة الأسئلة.. معرفة المادة الدراسية بشكل متقن.. ولذا فالمعلم يساهم في وقتنا الحالي بترسيخ مفهوم المواطنة، ومنها المواطنة الرقمية من خلال غرس أهمية مبدأ الاعتدال والتسامح والتعايش بعيدا عن الغلو والتطرف ونشر الإشاعات والفتن.. فالمعلم قدوة لطلابه خاصة وللمجتمع عامة.. فهو يدرك أن الرقيب الحقيقي علي سلوكه بعد الله سبحانه وتعالي، هو ضمير يقظ وحس ناقد، وأن الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقي إلي الرقابة الذاتية والخوف من الله.. وفي هذا الإطار أقول.. ألستم أيها المسئولون بحاجة إلي أن يعود الإنسان لإنسانيته.. وهنا أقصد بعض أطباء التأمين الصحي الذين لا يهتمون بمرضاهم في كتابة تقاريرهم وكشوفاتهم التي يبني عليها طريقة العلاج.. وهذا الأمر يوقع المريض في دائرة القلق والشك ويضطره للذهاب لطبيب آخر مشهور من شجرة أطباء الرحمة.. وللأسف أصيب هناك بصدمة تسعيرة الكشف التي وصلت قرابة الألف جنيه بخلاف أنه يعود كغيره طالبا كشوفا وإشاعات جديدة غالية خاصة أنها من مراكز طبية معينة.. وأتساءل ألا يمكن اعتبار أن مهنة الطبيب مثل مهنة المعلم فهو يعطي علمه وعلاجاته لمرضاه مستندا علي أخلاقه الحميدة ومبدأ الاعتدال والتسامح بعيدا عن الغلو ورفع أسعار الكشف.. فهناك مريض قادر وآخر غير قادر.. فيا أصحاب مهنة المعلم.. كفاكم غلوا في رفع أسعار الدروس الخصوصية التي أربكت ميزانيات الأسر بلا حدود.. ويا أيها الأطباء الكبار يا ملوك الرحمة وأشرف مهنة ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.