عندما انطلقت شرارة الثورة في تونس خرج علينا رموز النظام السابق ليعلنوا ان مصر ليست تونس ، كهنة وكتاب النظام السابق خرجوا علينا ليبينوا بالادلة والبراهين والسفسطة الفارغة كيف ان مصر ليست كما تونس ، في 81 يوما سقط رأس النظام ومعه كل اركان واعمدة نظامه ، بسرعة البرق تلون كهنة وكتاب النظام السابق وخرجوا علينا بمقولة " اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر " . علي نفس المنوال خرج العقيد القذافي مع اول تباشير الثورة الليبية ليعلن ان ليبيا ليست تونس ، وان ليبيا ليست مصر ، بعد 24عاما من الحكم وقف القذافي يسأل شعبه " من انتم ؟ " وكأنه لم يعرفهم طوال كل تلك الفترة من الزمن . قيل ان تونسيا التقي ليبيا في الخارج فقال له " تصدق يا اخي ، رئيسنا زين العابدين بن علي بعد 32 عاما من الحكم خرج ليقول لنا " انا فهمتكم " ، فرد عليه الليبي قائلا " احمد ربنا ، القذافي بعد 42 عاما من حكم ليبيا خرج علينا ليسألنا من انتم ؟ " برغم انني ضد الطريقة اللا إنسانية التي تعامل بها الثوار في ليبيا مع العقيد الفذافي بعد القاء القبض عليه ، وبرغم استنكاري للتمثيل بجثته لان ذلك يتناقض مع نبل الثورة والثوار ، إلا انني اؤكد علي ان الحكام العرب لا يتعلمون من دروس التاريخ ، لا يأخذون العبرة ولا يعملون بها حتي ولو كانت اسفل اقدامهم ، يفكرون بألسنتهم ، يستيقظون علي كلام ، وينامون علي كلام ، يأكلون ويشربون كلاما ، ويتقيئون في وجه الازمات كلاما في كلام ، من قبيل " طق الحنك " أو " فش الخلق " كما يقول اخوانا في بلاد الشام . بمناسبة بلاد الشام ، ها هو الاخ بشار الاسد يعلن علي الملأ " لن يَحلَّ بي ما حلَّ بالقذافي..أبداً..أبداً ". ، اعلن انه سوف يحرق الشرق الاوسط بكامله اذا تدخل الغرب في سوريا ، ومن جدبد عاد يحذر الغرب من الزلزال الذي سيحدثه في حال تدخل الغرب في سوريا . " طق الحنك " الذي يستخدمه الاخ بشار يذكرني بالعبارات التي استخدمها صدام حسين عندما توعد الامريكان بتعليقهم علي اسوار بغداد ، واحراق اسرائيل بصواريخ سكود ، ومع دخول اول دبابة لبغداد اختفي صدام واشاوس جيشه المغوار، إلي ان تم اخراجه من حفرة تحت الارض كما الجرذان ، نفس العبارات رددها القذافي في وجه الناتو متوعدا دول الغرب الصليبية بهزيمة نكراء ، وعمليات ارهابية داخل اراضيها ، فكانت نهايته في حفرة اخري كما الجرذان التي وصف بها شعبه ! ليت بشار الاسد يدرك ان ارادة الشعوب اقوي من " طق الحنك " ، ليته يدرك ان اول قطرة دم تسيل في هبة او ثورة او انتفاضة لن تثني الشعب عن التراجع بل تزيده اصرارا علي دفع المزيد من الدماء ، ليته يدرك ان الغرب جاهز لسوريا في الوقت المحدد للتدخل ، ليس حبا في شعب سوريا أو انقاذا للدماء التي تسيل علي اسفلت الطرقات ، انما لاغراض واهداف اخري، والاغبياء هم من يمنحون الغرب فرص التدخل ، كان أولي بالاسد ان يحرق القوات الاسرائيلية التي استوطنت الجولان طالما لديه المقدرة علي احراق الشرق الاوسط ، كان اولي به ان يزلزل الارض تحت اقدام اسرائيل طالما لديه المقدرة علي زلزلة الشرق الاوسط بأكمله! ليتذكر الاسد ان الطائرات الاسرائيلية كانت تمرح فوق البقاع تضرب ما تشاء وكأنها تتسلي في ساحة ملاه والقوات السورية مختبئة في ملاجئها لم تطلق طلقة واحدة ، بالطبع لن يكف الاخ بشار عن " طق الحنك " فتلك سمة من سمات القادة العرب الذين لا يملكون موهبة " سد الحنك " !