أصدر حزب العمل المصرى بيانا حيا فيه إنتفاضة الشعب التونسى على حكم الطاغية إبن على، وندد بالأنظمة الاستبدادية العائلية التى التى تحتكر موارد الأوطان ومقدراتها السياسية والإجتماعية والاقتصادية لصالح فئة قليلة من الفاسدين والمفسدين وباعة الأوطان وحظر البيان من قوى الثورة المضادة التى تحاول النيل من الثورة وإستيعابها.... وفيما يلى نص البيان: بسم الله الرحمن الرحيم
إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر و لابد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر
هذا هو قانون الثورة على كل النظم التي تحتكر السلطة والثروة وتعيش بالاستبداد والظلم والطغيان والنهب والاستغلال الطبقي وهيمنة عائلة على الحكم بمساندة عصابة تسمي نفسها الحزب الحاكم. حزب يحكم حكما بوليسيا يعتبر الشعب مجموعة من العبيد ليس لهم الحق في العمل والحرية والتعبير. عصابة تؤمم الحياة السياسية, لا أحزاب, لا نقابات, لا جمعيات...لقد كان العهد البائد في تونس زمرة من الطغاة, مارسوا التصفية السياسية والجسدية لفصائل المعارضة التونسية, وجعلوا من تونس العربية مجرد " ملحق " مرتبط إرتباطا عضويا ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا بالغرب وأمريكا والصهيونية ...لقد جعلوا من تونس مجرد حارس و خادم للمصالح الغربية الصهيونية.
لقد هل ضوء الثورة العربية من حيث لا نحتسب, إنطلقت شرارة الثورة من تونس, بعد أن تخلص الشعب العربي في تونس من الخوف وحطم السلاسل والقيود التي عطلت إرادته وأوقفت حركته الثورية.. لقد غير الشعب التونسي ما بنفسه فأنتقل من الخوف إلى الجرأة الثورية و من الانتظار إلى الإنطلاق الثوري, لقد تحركت الألوف بل الملايين من الشعب العربي التونسي لإسقاط نظام الطغاة العملاء, لم يتردد الشعب وواجه بشجاعة و تصميم إيماني ثوري سقوط العشرات من الضحايا, واستمر في ثورته حتى سقط رأس النظام وفر هاربا كالفأر المذعور... فتحية للشعب العربي التونسي على شجاعته وصبره وتصميمه على الانتصار.
سقط رأس النظام ولم يسقط النظام كله, وتحاول الان الطبقة الثانية من العهد السابق الالتفاف على الثورة وإحتواء قواها ومنجزاتها وتضحياتها بما يسمى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة أقطاب نظام بن علي , كيف يتحول الطغاة المنافقون إلى ثوار يواصلون مشوار الثورة؟ هذا أمر مستحيل وعلى الثورة أن تتواصل وتحطم كل أشباح وبقايا النظام السابق ..إنكم الأن في ذروة المجد والقوة والنصر فلا تخافوا أحدا ..إنهم نمور من ورق... استمروا في ثورتكم يا أبطال... أنتم قدوتنا فلا تخذلونا...
ولكي تستمر الثورة وتنتصر وتصفي الزبانية مطلوب تحقيق ثلاث خطوات فورا: 1- تشكيل تحالف واسع من كل القوى الوطنية المعروفة تاريخيا بمواجهتها وتضحياتها ضد النظام السابق. 2-أن يكون في القلب من هذا التحالف "تحالف وحدوي خاص يجمع بين حركة النهضة الإسلامية والتيار القومي الإسلامي " حفاظاً على هوية الثورة. 3-إمتلاك هذا التحالف لتصور ونموذج ثوري للمجتمع التونسي مرتكزا على الحرية والعدالة والمساواة منطلقا من هوية الأمة العربية الإسلامية.
لقد أصبحت الثورة أمانة في إعناق المناضلين فلا تخذلوها خاصة بعد أن فتح لكم الشعب الطريق وخطا الخطوات الأولى للثورة بمفرده... وأخيرا فإن عناصر التشابه بين نظام بن على في تونس ونظام مبارك في مصر كثيرة ...لعل هذا التشابه يكون درسا واضحا لكل من يهمه الأمر. رئيس حزب العمل المستشار/ محفوظ عزام