إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن يستجيب القدر و لابد لليل أن ينجلي و لابد للقيد أن ينكسر
هذا هو قانون الثورة على كل النظم التي تحتكر السلطة والثروة وتعيش بالاستبداد والظلم والطغيان والنهب والاستغلال الطبقي وهيمنة عائلة على الحكم بمساندة عصابة تسمي نفسها الحزب الحاكم. حزب يحكم حكما بوليسيا يعتبر الشعب مجموعة من العبيد ليس لهم الحق في العمل والحرية والتعبير. عصابة تؤمم الحياة السياسية, لا أحزاب, لا نقابات, لا جمعيات...لقد كان العهد البائد في تونس زمرة من الطغاة, مارسوا التصفية السياسية والجسدية لفصائل المعارضة التونسية, وجعلوا من تونس العربية مجرد " ملحق " مرتبط إرتباطا عضويا ثقافيا وسياسيا وإقتصاديا بالغرب وأمريكا والصهيونية ...لقد جعلوا من تونس مجرد حارس و خادم للمصالح الغربية الصهيونية.
لقد هل ضوء الثورة العربية من حيث لا نحتسب, إنطلقت شرارة الثورة من تونس, بعد أن تخلص الشعب العربي في تونس من الخوف وحطم السلاسل والقيود التي عطلت إرادته وأوقفت حركته الثورية.. لقد غير الشعب التونسي ما بنفسه فأنتقل من الخوف إلى الجرأة الثورية و من الانتظار إلى الإنطلاق الثوري, لقد تحركت الألوف بل الملايين من الشعب العربي التونسي لإسقاط نظام الطغاة العملاء, لم يتردد الشعب وواجه بشجاعة و تصميم إيماني ثوري سقوط العشرات من الضحايا, و استمر في ثورته حتى سقط رأس النظام و فر هاربا كالفأر المذعور... فتحية للشعب العربي التونسي على شجاعته و صبره و تصميمه على الانتصار.
سقط رأس النظام و لم يسقط النظام كله, وتحاول الان الطبقة الثانية من العهد السابق الالتفاف على الثورة و إحتواء قواها و منجزاتها و تضحياتها بما يسمى حكومة الوحدة الوطنية برئاسة أقطاب نظام بن علي , كيف يتحول الطغاة المنافقون إلى ثوار يواصلون مشوار الثورة؟ هذا أمر مستحيل و على الثورة أن تتواصل و تحطم كل أشباح و بقايا النظام السابق ..إنكم الأن في ذروة المجد و القوة و النصر فلا تخافوا أحدا ..إنهم نمور من ورق... استمروا في ثورتكم يا أبطال... أنتم قدوتنا فلا تخذلونا...
و لكي تستمر الثورة و تنتصر و تصفي الزبانية مطلوب تحقيق ثلاث خطوات فورا: 1- تشكيل تحالف واسع من كل القوى الوطنية المعروفة تاريخيا بمواجهتها و تضحياتها ضد النظام السابق. 2-أن يكون في القلب من هذا التحالف "تحالف وحدوي خاص يجمع بين حركة النهضة الإسلامية و التيار القومي الإسلامي " حفاظاً على هوية الثورة. 3-إمتلاك هذا التحالف لتصور و نموذج ثوري للمجتمع التونسي مرتكزا على الحرية و العدالة و المساواة منطلقا من هوية الأمة العربية الإسلامية.
لقد أصبحت الثورة أمانة في إعناق المناضلين فلا تخذلوها خاصة بعد أن فتح لكم الشعب الطريق و خطا الخطوات الأولى للثورة بمفرده ...و أخيرا فإن عناصر التشابه بين نظام بن على في تونس و نظام مبارك في مصر كثيرة ...لعل هذا التشابه يكون درسا واضحا لكل من يهمه الأمر.