دعا مديرالمكتبة البريطانية رولي كاتنج، الدكتور مصطفي الفقي خلال زيارة الاول لمكتبة الاسكندرية قبل ايام، إلي التعاون لنشر ثقافة التسامح بين المؤمنين بالأديان بالبلدين، ماشي.. كلام كويس. كلام مثله لو تتذكر، غرد به جون كاسن، سفير بريطانيا فى القاهرة، ابان استهداف موكب مدير أمن الإسكندرية، في مارس 2018 فقال ان بلاده تدين الحادث، وانها تقف إلى جوار مصر فى حربها على الإرهاب. هنا لنا وقفة، لأنه اذا وضعنا في الحسباان،ان العنصرية رافد قوي من روافد الارهاب يجب محاربتها حتي تعم ثقافة التسامح التي يدعو "كاتنج" لنشرها بين الشعوب، فان بريطانيا ستكون المعنية الاولي بين دول العالم بتعلم دروسه، وإلا مسها طائف من غضبها ، فتكون دعوتها اشبه بدخان في الهواء، حرق تبغه "المخدر" في ورق بفرة، فغيب وعي من اقترب منه قبل ان يتعاطاه. في وفاة "المصرية" "المسلمة" مريم، طالبة الهندسة التي اعتدت عليها ست فتيات انجليزيات في وضح النهار بأحد شوارع انجلترا أوائل العام الماضي اصدق دليل، فالشرطة البريطانية مثلا كانت قد أعلنت، قبل بدء المحاكمة، أن تقرير الطب الشرعي لم يقطع بوجود علاقة بين الاعتداء عليها، وموتها متأثرة بما حدث لها، فيما كان تكييف النيابة العامة للتهمة الموجهة للمعتديات بأنها "شجار"، متجاهلة 37 شاهدا، وفيديوهات الكاميرات في الشوارع والحافلة، تؤكد جميعها ان الحادث متعمد. والد مريم حين شكا تقصير المستشفي الي نائب "دائرته" بمجلس العموم، وطالبه بأن يكتب إلي هيئة الطب الشرعي لاعادة فتح الملف، ابلغته الاخيرة بأنها والمستشفي فعلا كل ما يمكن فعله وإنه لم يحدث أي خطأ، ولا يمكن فتح القضية مرة أخري. علامات استفهام كثيرة، وردود افعال مخزية من جانب حكومة لندن التي لم تحرك ساكنا في حادث مريم، فيما طردت 23 دبلوماسياً روسياً، لمجرد أنها تشك فى أن موسكو تقف وراء محاولة تسميم الجاسوس المزدوج سيرجى سكريبال فوق اراضيها، ذلك رغم ان الحادثين في توقيت واحد!! هل نقول مثل والد مريم: "ربما لو لم يكن الاسم مريم، أو كانت انجليزية لاختلف الحال"؟! بلغوهم ان التسامح والعنصرية لا يجتمعان. [email protected] .