أشعر بضيق شديد وقرف كبير عندما أسمع واقرأ لمن يردد مقولة ان المسيحيين هم سكان مصر الاصليين وان المسلمين ليسوا سوي ضيوف وفقا للعبارة المهذبة وغزاة محتلين وفقا للتعبير الذي يردده اغبياء معذورون في كلامهم. ولا اخفي ألمي لمن شكك في نسبي كمسلم الي جدي رمسيس وستي ميريت وقرفي الشديد من الذين يرددون كلام كبيرهم الذي قال ما قال وهو لا يدري الفرق بين التاريخ كعلم له أصوله وبين الاساطير وحواديت الايام "الحلوة الجميلة " قبل دخول الاسلام الي مصروالتي ذاق فيها المصريون الذل في حياتهم ودينهم وقام كثيرون من خلال القراءة المنتقاة للتاريخ بتكريس مفاهيم غير علمية او تاريخية تحمل عنوان »السكان الأصليين« أو »أحفاد الفراعنة«! واعترف ان مشكلتي كبيرة في اهتمامي بكل مايتعلق بتاريخ مصر خاصة في مرحلة التحول الي الاسلام وكل مايعلق بما نسميه اصطلاحا تاريخ الاقباط ومتابعة كل كلمة وحرف في هذا المجال وتعودت علي سماع حدوتة السكان الاصليين والسكان الفالصو كثيرا ولكنني لم اعد اقبلها في ظروف الاحتقان الحالية التي نعيشها وكأننا نعيش فيلم كاوبوي عن الهنود الغلابة والمستوطنين الاوائل في امريكا وكان من أحدث الذين روجوا لمثل هذه المقولات أخيرا الحقوقي النزيه جدا مجدي خليل و القس أيمن لويس الذي قال فيما قال »فبعدما كانوا أصحاب البلد صاروا هم الضيف الثقيل غير المرغوب فيه« وكرر القس الانجيلي كلام »الكبير« الذي سبق ووصف المسلمين بانهم ضيوف وفات القس ان نفس الشخص العنصري هو الذي قال قبل ذلك ان كل ملته من البروتستانت لن تدخل الملكوت ..وشوف الجبروت! ولا أدري لماذا يركز كل هؤلاء علي مايفرق ويتناسون مايجمع المصريين كلهم من جينات وعادات وتاريخ مشترك نعترف بان فيه صفحات طائفية سوداء وان هناك حقوقا يجب ان تؤدي غير منقوصة للمسيحيين بوصفهم مصريين وليس لانهم اصل البلد وان كل الحقوق المنقوصة ستؤدي لكل المصريين دفعة واحدة وبضغط من كل المصريين وليس بشكل طائفي فهي مشكلة مصرية وليست مسيحية كما يحاول البعض الترويج لها! واعترف انني لا افهم ابدا ذلك الغياب المريب للدراسات العلمية التاريخية والسياسية عن فترة الاسلام الاولي وتحقيق الكتب التاريخية خاصة ان البعض لو اراد الحقيقة التاريخية لقرأ كتاب »ناظر الإله الإنجيلي مرقس الرسول« وهو من اوائل كتب قداسة البابا شنودة الثالث ولبردت ناره التي اشعلها المتطرفون اذا علم كيف كان الحال عند فتح مصر وان عمرو بن العاص هو الذي اعاد رأس القديس مرقس قبل سرقتها الي آخر مافي الكتاب الذي يستحق القراءة لمعرفة كيف انطلقت الكنيسة المصرية منذ ذلك التاريخ وخاصة في التراث اللاهوتي الغزير الذي تقوم عليه الكنيسة وصدر كله باللغة العربية للعلامات إسحاق ابن العسال وساويرس ابن المقفع و جرجس ابن العميد وبن شاكر الراهب! وارجو ان يتم التأصيل التاريخي لعبارات يرددها البعض كحواديت امنا الغولة مثل تدمير اللغة وقطع الالسنة القبطية وهو الامر الذي لايوجد دليل عليه باستثناء حالة في زمن الحاكم بامر الله وابلغ دليل هو بقاء لغة اهل النوبة رغم تحولهم للاسلام كما ان الصلاة في الكنائس نفسها كانت باليونانية فضلا عن استمرار لغة المصريين حتي القرن الخامس عشر في حين لم يشكل المسلمون أغلبية السكان حتي القرن الرابع عشر وغير ذلك كثير وتضيق به مساحتي للكتابة! آخر سطر: حكمة انجليزية: تكثر الأخطار حيث تقل المحبة.. ومن زرع الريح حصد العاصفة!