الجماعة الثائرة لا عقل لها.. أراد الناس أن يقتلوا ضمائرهم في لحظة غاب فيها الوعي وتغلبت المصالح الشخصية وأصبح لا شييء يعلو فوق قتل رجل بريء والتنكيل به.. والانسان لا يكون انساناً بغير ضمير.. الرومان أهل القوانين، خزلتهم القوانين واستجابوا لطلب بني اسرائيل لصلب المسيح والقضاء علي دعوته. كان يوم الجمعة المشهود يوماً ربيعياً.. مراع منبسطة خضراء ورعاة يسوقون اغنامهم نحو العشب والماء اناس بسطاء لا يحفلون بما يحاك من مؤامرات.. ليس في قلوبهم ثأر أو حقد يسمعون عن رجل (مبروك) يمد يد المساعدة لكل مريض أو فقير أو محتاج ويدعو للصلاح والقيم والمحبة، ويكنون له كل الحب لأنه المخلص الذي سيرفع عنهم نير السيف والظلم. علي مرمي البصر جبل كالناري وعلي قمته الجلجته.. مكان موحش.. أحجار صلبة ونباتات الشوك وفوق هذه الأرض القاسية تتناثر عظام وجماجم كانت يوماً لأحياء من البشر وعلي الجانب الآخر من أورشليم جموع من غوغاء الشعب يطالبون بدم رجل قامت عليه قيامة العامة من شيوخ وكهنة وعلماء من اليهود.. رجل يريد ان يجعل الفقراء مثل الصفوة والجهلاء أنداداً ليغير نظام بني اسرائيل وليغير أيضاً شكل الله في شريعتهم ليس بجبروته وانتقامه بل ليكون الله محبة. في الليلة التي تم فيها القبض علي السيد المسيح، أخذوه الي حنان ثم إلي قيافا الذي أعاده مرة أخري الي حنان - ثم تم عرضه علي مجلس القادة (السنهدريم) الذي أحاله إلي بيلاطس الحاكم الروماني ثم تم عرضه علي هيرودس الملك ثم إلي بيلاطس مرة أخري ليحكم عليه بالموت في النهاية. كان حنان رئيساً للكهنة قبل قيافا زوج أبنته.. كانت تلك العائلة مشهورة بالفتنة والدسائس كانت كعصابة تستخدم الهيكل في التجارة، وكانت حادثة تطهير الهيكل التي قام بها السيد المسيح بسبب الحقد والكراهية التي يحملها حنان وقيافا له فقد أوقفت سيل الأموال التي تدرها عليهما تجارة الهيكل ومن ضمن اسباب قوة نفوذ حنا تعاونه مع السلطات الرومانية. وكان مبدأه تجاه المسيح أنه خير أن يموت انسان واحد عن الشعب. وتمت محاكمة المسيح علي ستة مراحل، ثلاثة أمام محاكم دينية وثلاثة مراحل أخري امام محاكم سياسية رومانية. امام حنان رئيس الكهنة السابق وقيافا الرئيس الحالي والسنهدريم وجهت اليه تهمة التجديف من أجل ادعائه أنه ابن الله السيا المنتظر وشابت هذه المحاكمات اجراءات غير قانونية - فقد حوكم المسيح في عيد الفصح بينما تحرم المحاكمات في الأعياد، وكان يجب ان يصوت كل عضو من المجلس منفرداً اما في حالة المسيح فقد تمت الإدانة بالإجماع برفع الأيدي وفي حالة الحكم الموت كان يجب أن تمر ليلة قبل تنفيذ الحكم لكن تم تنفيذ الحكم في المسيح بعد عدة ساعات قليلة فاستمرت المحاكمة حتي قبيل الفجر بينما القانون لا يسمح بالمحاكمات الليلية - ولم يوفر للمسيح أي دفاع. اما أمام السلطة الرومانية فقد وجهت إليه تهمة اثارة غضب الجماهير ومنعهم من دفع الجزية كما أنه يدعي أنه ملكاً لم يجد بيلاطس سببا لقتل المسيح فارسله الي هيرودس الذي سخر منه واعاده الي بيلاطس تجنباً للحرج وحاول بيلاطس تهدئة اليهود فأمر بجلده 39 جلدة. وفي محاولة اخري لإنقاذه قدم بيلاطس لليهود حرية الاختيار بين صلب بارايلس مقابل اطلاق سراح المسيح بمناسبة عيد الفصح لكن طالبت الجماهير بصلب المسيح.. اما بيلاطس فغسل يديه وقال أنا بريء من دم هذا ؟؟؟؟؟ وسلمه للجماهير ليفعلوا به ما يريدون.. محاكمة تمثل أقصي استهانة بالعدالة وحقوق الإنسان.