تتعرض مصر لحرب أليكترونية ضارية ، تبث شائعات جمة ، تهدف إلي زعزعة الثقة في النظام العام والقيادة والشعب أيضا، وفي عصر السماوات المفتوحة وشبكات الإنترنت المختلفة تبث الشائعات بطرق ملتوية ، ومغلفة بألوان تجذب الناس حتي يقعوا فريسة في أيديهم ، يعملون بعدها علي تشكيلنا بالطريقة التي يريدونها لتدمير البلد وتخريب عقولنا. علينا أن نفطن لما يبث إلينا من شائعات ، صحيح أن الحكومة خصصت مركزا أليكترونيا للرد اليومي علي الشائعات التي تنتشر بين الناس ، وهذا - من وجهة نظري لا يكفي - بل نحتاج إلي صحافة وإعلام واع، يأخذ المبادرة، وينشر الحقائق ، ويفسرها ويحللها للناس، ونحتاج إلي من يخطط وينفذ استراتيجية إجهاض للشائعات في مهدها ، أو بالأحري يقوم بضربات استباقية رادعة ، كما يحدث في المخططات والتكتيكات العسكرية ، والحمد لله أنعم الله علينا بعلماء وخبراء وأساتذة في الإعلام والتخطيط الاستراتيجي، كما لدينا متخصصون في إدارة الأزمات ، إذا تفاقم ألامر ، لكني أود ألا نصل إلي ذلك ، وأن تكون ضرباتنا استباقية. لقد تابعت الكثير من الشائعات التي تشكك في نوايا الحكومة بشأن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي لتحسين المرتبات والمعاشات ، وقد تقاعست الحكومة عن الرد عليها ، لكن الوعي العام للمواطنين أجهض الشائعات ، وقرأت علي شبكات التواصل الاجتماعي من ينبه إلي ذلك ، ويحذر من بعض صفحات المعاشات تتحدث نيابة عن البدري فرغلي رئيس اتحاد أصحاب المعاشات ، وكلها بأقلام مندسين وإخوان وطابور خامس وأشخاص تحت السن وهواة الإشاعات والمُحبطين ، وجميعهم يعمل سواء ببوستاته أو بتعليقاته علي إثارة أصحاب المعاشات مستغلين سواء أحوالهم المالية ، وكلنا يعلم أنه لولا تدخل الرئيس وسحب استشكال الحكومة لكانت القضية مازالت تتخبط مابين محكمة وأخري ، وأيضاً أمر الرئيس بصرف هذه العلاوات والمتجمد من بداية السنة المالية الجديدة في يوليو القادم مع توجيه أموال المعاشات المنهوبة لإدارتها بمعرفة أصحاب المعاشات وجار إعداد الدراسات وما سيتم بهذا الشأن ،هذا الكلام التحريضي يصدر من أصحاب التخيلات والأوهام والإحباطات المشوبة بالغلّ والكراهية لايصدر أبداً من مصري يعشق بلده. دعاء : ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون .