تحت أي ظرف، لا يمكن لمصر أن تغمض عينيها عما يجري في السودان وليبيا، ما يحدث في القطرين الشقيقين هو قضية أمن قومي بالنسبة لمصر، وهو أيضا مسئولية عربية وإفريقية لابد أن تتحملها مصر بحكم دورها الذي تتحمله بشجاعة ومسئولية. بالأمس كانت القاهرة تحتضن الشركاء الأفارقة لمواجهة تطورات الأحداث في القطرين الشقيقين. موقف مصر المبدئي معلن من البداية. تقف مصر مع حق شعب السودان في تحقيق تطلعاته وبناء مستقبله وفقا للأسس التي يختارها بنفسه. وتقف مصر مع شعب ليبيا وجيشها الوطني في جهوده للقضاء علي عصابات الإرهاب واستعادة الدولة والحفاظ علي وحدتها واستقرارها. تجيء دعوة مصر للقمة التشاورية بشأن السودان بين الشركاء الاقليميين من هذا المنطلق الذي عبر عنه الرئيس السيسي بالأمس وهو يدعو الشركاء الأفارقة لتقديم الدعم والمؤازرة للشعب السوداني للوصول للاستقرار والرخاء الذي ينشده وللمضي في العملية الديمقراطية التي يشارك فيها السودانيون جميعا للتوافق علي الحلول المطلوبة، وللحيلولة دون الإنزلاق في الفوضي المدمرة. وبحكم مسئولياتها أيضا كانت القمة التشاورية الأخري التي دعت لها مصر التي ترأس الدورة الحالية للاتحاد الإفريقي لبحث التطورات الخطيرة في ليبيا. الخطر الذي يمثله تركز الإرهاب في ليبيا لا يقتصر علي البلد الشقيق أو علي مصر نفسها فقط. كل دول الجوار مهددة، والإرهاب الأسود يتجدد في وسط إفريقيا. وفي الأسبوع الماضي كان يواصل ضرباته في نيجيريا ومالي والصومال، وكان يضيف دولة الكونغو لأول مرة لقائمة الدول التي تتعرض لضربات الإرهاب. الوقوف مع شعب ليبيا وجيشها الوطني أصبح ضروريا للخلاص من عصابات الإرهاب لمنع الجهود والتي تبذلها لتحويل ليبيا إلي قاعدة أساسية للتطرف والإرهاب. العالم كله يدرك ضرورة تصحيح أخطاء الماضي ومساعدة شعب ليبيا وجيشها علي تصفية بؤر الإرهاب واستعادة وحدة الدولة. الجهد الإفريقي أساسي في دعم ليبيا والسودان لتجاوز هذه المرحلة الصعبة. إفريقيا - كما أكد الرئيس السيسي - هي الأقدر علي فهم تعقيدات مشاكلها وخصوصية أوضاعها، وهي الأقدر علي تقديم الحلول الجادة والواقعية التي تحقق مصالح الشعوب بعيدا عن التدخل الأجنبي الذي تعرف دول إفريقيا قبل غيرها، أنه لم يجلب خيرا ولم يسع إلا لمصالحه الخاصة ولو دمر دولا وضحي بشعوبها .