مصر والجزائر هما القوتان الأساسيتان القادرتان علي مساعدة الشعب الليبي الشقيق في استعادة الأمن والاستقرار لبلاده وانقاذها من أيدي عصبة الشر التي دمرت مؤسسات الدولة وأغرقتها في الفوضي والخراب. ومصر والجزائر تدركان جيداً حجم الخطر الذي يمثله تحول أرض ليبيا الشقيقة إلي ملاذ آمن لعصابات الإرهاب. حدودنا وحدود الجزائر مع ليبيا تستدعي بذل الجهد المضاعف حتي لا تتمكن عصابات الإرهاب الإخواني الداعشي من الانطلاق من ليبيا لنشر الدمار والخراب في دول الجوار.. ومصر -ومعها الجزائر الشقيقة- في مقدمة المستهدفين!! ومصر والجزائر ليستا كغيرهما من قوي الشر التي زرعت الخراب ونشرت الفوضي ودعمت الإرهاب كما فعلت دويلة قطر التي لن يغفر لها التاريخ دورها القذر، ولن تتسامح معها الشعوب -ومنها شعب ليبيا الشقيق- علي ما فعلته بدولة كانت تدعي صداقة زعمائها، وكانت تشاركهم حتي في التآمر ضد دول عربية شقيقة، قبل أن تنقلب عليهم وتكون جزءا من المؤامرة التي أرادت تسليم الوطن العربي كله لجماعات الإرهاب بزعامة الإخوان.. لتكون الفوضي والخراب. وهي المؤامرة التي كانت تسير في طريقها برعاية قوي إقليمية وعالمية حتي تلقت الضربة القاضية من شعب مصر وجيشها في 30 يونيو العظيم. ونحن الآن في سباق مع الزمن. الدواعش والإخوان يتلقون الضربات في سوريا والعراق، ودولة الخلافة المزعومة تتهاوي، وجرذان الإرهاب يبحثون عن مراكز جديدة يتحصنون بها، وليبيا إحدي النقاط الهامة عندهم لموقعها وللظروف التي مازالت تجعلها مأوي للكثير من جماعات الإرهاب، ولانفتاحها علي عصابات الإرهاب في افريقيا، ولترسانة السلاح المتراكمة فيها. وفي مواجهة ذلك تتضاعف الجهود من أجل تحقيق مصالحة وطنية بين كل الأطراف الليبية غير المنخرطة في الإرهاب. ولا شك أن الاتفاق بين اللواء حفتر والسراج يمكن أن يكون أساس هذه المصالحة. وهو ما تدعمه مصر والجزائر بكل الوسائل، وبدون أي مطامع خاصة في ليبيا. بل رغبة »يعرفها شعب ليبيا كله» في انقاذ ليبيا والحفاظ علي وحدتها، وايمانا بأن هذا هو ما يؤمن حدود الدولتين مع ليبيا، ويضمن أن تكون ليبيا مصدرا للاستقرار، وليست مصدرة للإرهاب الذي استوطنها والذي لن تنتهي الحرب عليه إلا باستئصاله من جذوره. التنسيق بين الشقيقتين الكبيرتين »مصر والجزائر» في هذه الظروف هام للغاية. والتعاون الأمني والاستخباراتي لا يقل أهمية عن التعاون في باقي المجالات. ومساعدة الأشقاء في ليبيا علي تجاوز محنتهم هو في نفس الوقت تأمين لأمن المنطقة، وحماية للدولتين من إرهاب يريد أن يستوطن، ومن تآمر لا يريد أن يتوقف، ومن دول ودويلات مازالت تدعم الإرهاب.. ربما لأنها ربطت مصيرها بمصير هذا الإرهاب المجنون كما فعل حكام قطر وسلطان تركيا البائس. كل خطوة علي مسار التعاون بين مصر والجزائر تقطع الطريق علي عصابات الإرهاب ومخططات الشر، وتستعيد القرار ليكون عربيا ومستقلا بعد سنوات من التراجع دفع العرب فواتيرها الباهظة وحدهم!! .