تصاعد الخلاف في الرأي والاختلاف في الرؤية بين جناحي العدالة القضاة والمحامين، وازدادت حدة الانتقادات المتبادلة بينهما خلال الايام والاسابيع الماضية، وشاهدنا العديد من مظاهر وصور الانفعال الغاضب من الجانبين، وسمعنا العديد من الاتهامات المتبادلة بينهما،..، وما كنا نتمني ان نكون شهودا علي ذلك، ولا كنا نحب ان نسمع لتلك. وغني عن البيان، مدي التقدير والاحترام الذي نكنه لقضاة مصر الاجلاء،..، ولسنا في حاجة الي التأكيد علي ان للقضاة عندي، وعند كل المصريين قدرا كبيرا من التوقير، يستحقونه بكل تأكيد، باعتبارهم سدنة العدالة وميزان الحق، وقبلة المظلوم، ولهم في نفوسنا جميعا مكانة رفيعة يحظون فيها باحترام مستحق لما يبذلونه من جهد هائل في خدمة الوطن والمواطن. واحسب اننا لا نحتاج كذلك الي التنويه الي ما نكنه لمهنة المحاماة وللقائمين عليها وللمتحملين لاعبائها من تقدير واحترام ايضا، باعتبارهم طرفا اصيلا في منظومة العدالة، دفاعا عن المظلومين، ووصولا للحق، وتبيان الحقيقة. وانطلاقا من ذلك، نقول انه رغم التوقير والتقدير، لجناحي العدالة، وبالرغم مما يتمتعون به من مكانة سامية، واحترام مستحق لدينا جميعا، فإن لنا عليهم عتبا ورجاء، حان وقت البوح به، والإعلان عنه، وارجو ان يؤخذ في حجمه ومعناه، دون الخروج به عن هذا الحجم، وذلك المعني في كل الاحوال، حيث ان الدافع اليه هو ما نكنه لهم جميعا من حب واحترام، وما يتمتعون به لدي جموع المواطنين من وضع خاص، ومتميز، ومنزلة رفيعة تنأي بهم عن اي محاولة للمساس بقدرهم، وبالهيبة التي يجب ان تتوافر لهم، ولكل من اعتلي منصة القضاء الجالس، او وقف مدافعا في محراب العدالة، حيث ان هدف كل منهم البحث عن الحقيقة، والوصول للعدل، علي صحيح القانون. وتأسيسا علي هذا نقول للجماعتين، اننا نربأ بكل منهما ان يكون طرفا في أذمة متفجرة داخل بيت العدالة الواحد، الذي اعتاد الناس علي الايمان بأنه مكان الفصل في النزاعات، وليس ساحة للخلاف والخصام بين جناحي العدالة. ونقول ايضا اننا كنا ومازلنا نأمل ان يسود منطق الحكمة لدي الجانبين، وان يدرك الطرفان انهما جناحا منظومة واحدة، وبيت واحد، وليس من المتصور ان يقوم تناقض حاد وأزمة مشتعلة بينهما، حيث انه لا محاكم دون قضاة حكماء، ومحامين عظماء.