بصرف النظر عمن نجح أو لم ينجح في انتخابات نقابة الصحفيين.. فقد أعطت الجمعية العمومية التي هي مجموع صحفيي مصر مثلا رائعا في الاصرار علي الانعقاد وأداء حقها في اختيار نقيب جديد ومجلس جديد يقود النقابة والصحفيين إلي عصر جديد. بالنسبة للنقيب كانت الكفة متأرجحة ومتعادلة بين الزميلين الفاضلين ممدوح الولي ويحيي قلاش.. ورغم محاولات البعض اضفاء صبغة سياسية أو دينية علي المنافسة بينهما.. إلا أن كلا منهما كان دائم التأكيد علي انه مرشح كل الاتجاهات والتيارات والمؤسسات. وحسم الولي المعركة وعلي الجميع أن يقف معه ووراءه يسانده ويدعمه لأنه أصبح من اليوم نقيبا لكل الصحفيين.. وهو أول نقيب بعد الثورة.. وباستثناء الأستاذ جلال عارف.. يصبح هو النقيب الذي يعتبر من خارج عباءة الحكومة خلال أعوام طويلة مضت. النقيب الجديد والمجلس معه.. أمامهم تحديات صعبة جدا عليهم جميعا أن يبذلوا أقصي ما يمكنهم من جهد من أجل تحقيقها.. فمطالب الصحفيين الفئوية كثيرة أهمها الأجر العادل والمعاش الكريم والرعاية الصحية وتوفير السكن للشباب. أما مطالبهم المهنية فهي أهم بطبيعة الحال لأن الصحافة كمهنة تصارع الزمن من أجل البقاء.. وهي لذلك يجب أن تتطور وتواكب الحاضر والمستقبل.. الصحافة تحتاج اليوم وغدا صحفيا مختلفا.. ليس كصحفي الأجيال السابقة.. فالصحافة الورقية تواجه وحشا كاسرا اسمه الصحافة الإلكترونية.. وهذه الأخيرة ستكون هي صحافة القرن الحالي.. ومن لم يستعد لهذا عليه أن يتجه إلي مهنة أخري. مرت الانتخابات بسلام باستثناء هفوات بسيطة ستزول مع الأيام.. وأعجبني لقاء الولي وقلاش وتبادل التهاني.. والتزام كل منهما بما وعد.. وسعدت جدا بنجاح زملائي في الأخبار: محمد عبدالقدوس وحاتم زكريا وخالد ميري وعبير سعدي.. ليمثلوا ثلث المجلس ويحققوا أكبر نسبة نجاح بين المؤسسات. أدعو الله أن يوفق من نجح.. وأشكر من لم ينجح علي جهده وأتمني أن يعمل علي تحقيق وعده.