قررت مس أحلام، كما تحب ان يناديها تلاميذها في المرحلة الابتدائية أن تكون مدرسة بجد، تؤدي رسالتها كما ينبغي، في زمن صعب. لم تستجب لكل الاعذار التي ساقها زملائها المدرسون لها ولأنفسهم مبررين لجوءهم للدروس الخصوصية، ليخرجوا فيها كل طاقتهم ، وعطائهم، تاركين الفتات لطلاب الفصل.. لم تزغلل عينها الأرقام التي تسمعها عن أباطرة الدروس الخصوصية، ولم تقف كثيراً أمام أحاديث النميمة عن مس فلان التي تغير سيارتها كل عام، ومستر علان الذي يشتري بأموال الدروس الخصوصية عمارة كل سنة. استجابت مس أحلام فقط لضميرها، ولما تعلمته وطبقت شعار »كاد المعلم أن يكون رسولاً« علي أرض الواقع وتعاملت مع تلاميذها باعتبارهم أمانة في يدها وراحت تربيهم وتعلمهم، وتزرع فيهم قيم الحياة بالافعال وليس بمجرد الأقوال.. مثلاً درس عن الانتخابات، وأهميتها للوطن، وأهمية أن يكون لك صوت، ويعني إيه اصلاً انتخاب قامت بشرحه وقامت بإجراء انتخابات في الفصل.. وقامت بنقل درس اهمية النظافة الي حوش المدرسة، ودعت اطفالها الي تنظيف منازلهم، والشوارع المحيطة بهم بعد ارتداء القفازات. وبدلاً من أن تصدع رأسها بالحديث عن أهمية الورود، والخضرة في حياتنا قررت أن يزرع كل تلميذ بنفسه وردة في حديقة المدرسة، يسميها باسمه، يحافظ عليها، ويرويها ويرعاها كل يوم بدلاً من ان يقطفها. نريد كل مدرسينا من عينة مس أحلام.