تواصلت أمس في الجزائر للأسبوع السادس علي التوالي المظاهرات المطالبة بتنحي »النظام الحاكم» بأكمله بعد أيام علي طلب رئيس أركان الجيش أحمد قايد صالح إعلان عجز الرئيس عبد العزيز بوتفليقة عن أداء مهامه، في محاولة تعد هي الأخيرة من جانب النظام الحاكم لتهدئة الاحتجاجات المستمرة في البلاد. ولم تصدر السلطات الجزائرية أية إحصاءات رسمية عن أعداد المتظاهرين، لكن التعبئة الكبيرة التي شهدتها المظاهرات توحي بأن اقتراح رئيس الاركان لم يساهم في تهدئة الشارع. وتحدثت مصادر أمنية عن »مئات آلاف المتظاهرين» في العاصمة فضلاً عن مظاهرات متفاوتة الحجم في 44 ولاية من ولايات البلاد البالغة 48 ولاية. وردد المتظاهرون عدة شعارات كان أهمها »بوتفليقة سترحل وليرحل قايد صالح معك» وليرحل حزب جبهة التحرير الوطني» الحاكم. وكان رئيس أركان الجيش الجزائري قد دعا يوم الثلاثاء الماضي إلي تفعيل إجراء دستوري لتنحية بوتفليقة من السُلطة يؤدي إلي إعلان عجزه عن ممارسة مهامه بسبب المرض. وبعد رئيس الأركان الذي يمارس مهامه منذ 15 عاما وكان يعد من أكثر المخلصين لبوتفليقة، جاء دور حزب التجمّع الوطني الديمقراطي -أحد ركائز التحالف الرئاسي الحاكم- للتخلي عن الرئيس، إذ طلب أمينه العام أحمد أويحيي رئيس الوزراء المُقال قبل أسبوعين، باستقالة الرئيس. كما أعلن الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين عبد المجيد سيدي السعيد -أحد أكثر الشخصيات وفاء للرئيس- أنه يدعم اقتراح الجيش بتنحيته. في سياق متصل، أشاد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان ب»التصرف الحضاري المميز» للشعب الجزائري معتبراً أن مرحلة انتقالية باتت »ضرورية الآن». وقال لودريان »إني معجب بكرامة وكبرياء الشعب الجزائري. انها مرحلة صعبة في تاريخه وفي الوقت نفسه يتصرف بشكل حضاري مميز». وأضاف »علي الجزائر أن تقرر مصيرها بنفسها.. أثق تماما بالشعب الجزائري لحل هذه الأزمة».