الصراحة والوضوح قوام الحياة الزوجية السليمة وضرورة لإيجاد التفاهم وحصول المودة وتجنب المشاكل ولكن تختلف الأقاويل حول مدي الصراحة الواجب توافرها بين الزوجين وتعريفها ومدي علاقتها بالرجولة أو الأنوثة وهل هي مقيدة واجبة أم مستحبة وكم هي نسبتها بين الزوجين وهل هي علي مستوي واحد أم متفاوتة وحيث إن الصراحة هي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأمراض التي تهدد كيان الأسرة بالانهيار وتقل ثقة كلا الزوجين في الآخر ولأن الصدق والصراحة هما طوق النجاة للمشاكل الزوجية يحدثنا دكتور محمد رأفت العكش استشاري الصحة النفسية يقول للصراحة حدود ليست مطلقة وخاصة إذا كان الزوجان ليسا علي درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة لذا فلابد أن تكون المصارحة بما لا يضر أو يجرح مشاعر الآخر وحيث إن دائرة الخصوصية بين الزوجين واحدة من أكبر أسباب المشاكل الأسرية وذلك لما يحدث بسبب نوع وكم المعلومات التي عرفت بينهما مع اختلاف نوع أنماط الزوجين فيوجد بعض الشخصيات للأسف مصابون بالبرانويا ويكونون في حالة توتر وشك كبير جدا تصل لتحويل حياة شريك حياتهم إلي جحيم حقيقي حياة تعتمد علي تحري المعلومات والتشكيك المستمر في صدق الآخر ومن هنا ينفد صبر وقدرة الطرف الثاني علي التحمل لذلك نقوم بتوضيح النقاط المهمة للمقبلين علي الزواج في بداية حياتهما نعرفهم ما هي حدود الخصوصية بين الشريكين من معلومات وما يجب السكوت عنه ويجب أن نعلم أنه لا توجد قاعدة أساسية نقيس عليها كإجابة نموذجية للزوج والزوجة علي نقطة الخصوصية ولكن نمط الزوج والزوجة بشكل أساسي يحتمون علينا وضع استراتيجية محددة لنوع وكمية المعلومات المتناقلة بينهما مثلا في نقطة الجانب المادي وهل لابد أن يعرف كل منهما دخل الآخر الشهري وهنا نلفت النظر أن هناك أنماطا من الزوجات تقوم بربط الأمان في حياتها الزوجية بمدي صراحة زوجها معها خاصة في الجانب المادي لأن من خلال هذه المعلومة تقوم بربط نشاطاته وتحركاته وهل له مصادر أخري يقوم بالصرف عليها غير أسرته أم لا والنقطة الأمثل هنا أن الرجل خاصة إذا كانت زوجته لا تعمل لابد أن يحيطها بالحرية المالية دون التحكم فيها بشكل قاسٍ وغليظ وكأنه هو من يرزقها ويجب أن تشعر المرأة أنها قادرة علي تلبية احتياجاتها لنفسها دون انتظار أن يمن عليها شخص أو يتحكم في رغباتها ولكن في حال إذا ما كانت الزوجة عاملة لابد من وجود شكل تكاملي بين الزوجين حتي يرفع الضغط عن الزوج فهذه النقطة كفيلة بحسم الكثير من الخلافات والصراعات بين الزوجين ويساعد علي إشعار الزوجة بأهمية دورها داخل المنزل خاصة عند الأسر أصحاب الدخل المتوسط أو الضعيفة ويجب أن يعلم كل طرف أن نقل كل المعلومات ليس بالضروري لأنه ليس كل ذلك قد يحسن الطرف الآخر تفسيره وبالتالي قد تكون بعض المعلومات نقطة خلاف بينهما مستقبلا لأن فكرة وجود ماسحة للمعلومات بين الزوجين أمر قد يقضي علي جريمة يرتكبها الكثير من الزوجين مع بعضهم وهي جريمة التجسس وهي جريمة نفسيا وأخلاقيا ودينيا مرفوضة بكل الأشكال وليس لها أي تبرير يجعلها مباحة لأنه سلوك قائم علي التخوين والشك كفيل بأمراض المتجسس والمتجسس عليه أيضا للأسف لذلك يجب ألا يعيش الشخص مع شريك حياته في حالة من الغموض ظانا منه أن هذه حقوقه وخصوصياته فشريك حياته هو أحق الناس بمعرفة من أنت.