الثقة هي العامل الأكثر تأثيراً في الحياة الزوجية فهي من أهم الأمور التي تجعل الزوجين يتمتعان بقدر من الرضا والسعادة . أولاً يجب أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نعرف جيداً أن التطابق في جميع أمور الحياة بين الزوجين من الأمور المستحيلة فالميول والهوايات مثلاً لا يشترط أن تكون واحدة بل إن ذلك يحدث في أغلب الأحيان فلا تسعيان للوصول إلى ذلك حتى لا تصابان بالإحباط ، ولكن هناك بعض الطرق التي يمكنها أن تدل على ثقتكما في بعضكما والتي عليكما إتباعها . حفظ الأسرار من أكثر الأشياء التي تجعل الثقة بين الزوجين تزداد ، واحترام مساحة من الخصوصية أيضاً حيث أن كل شخص يرغب دائماً في أن يكون هناك مساحة من الخصوصية لا يتخطاها أياً من كان من الأشخاص حتى وإن كانت هذه الخصوصية بمجرد قضاء بعض الوقت بمفرده على الأقل يوم في الأسبوع يشعر فيه بالتجديد وأن هناك مساحة من الوقت قد يستغلها لممارسة هواياته والبعد عن كل الضغوط التي تقع على عاتقه . الصراحة هي أساس الثقة بين الزوجين وهي العمود الفقري في إقامة دعائم حياة أسرية سليمة خالية من الشكوك والأمراض التي قد تهدد كيان الأسرة بالانهيار ، وإذا قامت الحياة الزوجية على الصراحة منذ البداية فإنها سوف تتمتع بالهدوء والراحة حيث أن الكذب أو عدم المصارحة بين الزوجين سوف يفقد الثقة بين كل من الزوجين في الحياة الزوجية . ومع ذلك فالصراحة يجب أن يكون لها حدود فإن هناك بعض الأمور التي إذا اتبع فيها الزوجين فإنها تكون نقمة وليس نعمة مثل علاقات ما قبل الزواج ، فقد تؤدى الصراحة المطلقة في مثل هذه المواضيع إلى تدمير الحياة الزوجية خاصة إذا كان الزوجان ليسا على درجة كافية من التفهم والوعي والثقة المتبادلة فلا يوجد شيء اسمه صراحة مطلقة خصوصاً في الحياة الزوجية . من الأمور التي قد تشعر الطرف الآخر بعدم الثقة أن يلح الشخص على معرفة خصوصيات الآخر حيث يمكن الدخول في مرحلة الشك في النفس في ذلك الوقت وهو ما يسبب المشاكل ، لذا ننصح بعدم محاولة البحث والتعرف على بعض أسرار الطرف الآخر . هناك بعض الأوقات التي يحظر على أحد الطرفين التحدث مع الطرف الآخر والفضفضة بما داخله حيث أنها لا تكون الأوقات المناسبة ، لذلك حتى لا يجني أحدهما ثمار سيئة لهذا الحديث مثل أوقات العصبية والغضب أو أوقات النوم إذا كان أحد الطرفين مريضاً مثلاً أو حالات اعتلال مزاج احد الزوجين . إذا كان الزوجين يتمتعان بالثقة والحب فعليهما أن يعرفا أنهما على الطريق الصحيح لأن الثقة الآن أصبحت عملة نادرة لا تتوفر في كثير من الأحيان ولابد لهما من المحافظة على هذه الميزة ولكن لابد أيضاً من التفريق بين الثقة والغفلة فالثقة تعني الاطمئنان الواعي الذي يرتكز على الحب والشعور بالأمان . لذا ، يجب على الزوجين أن يكونوا موضوعين في التعامل وأن يتحمل كل طرف المسئولية الكاملة عن تصرفاته ولا يحاول إلقاء اللوم أو التبعية على الأخر وإذا ارتكب أحد الطرفين خطأ فعليه أن يعترف به وعلى كل منهما أن يخصص وقتاً يومياً للحوار مع شريك حياته .