المفاجأة الوحيدة كانت الحضور الضخم وغير المسبوق لأعضاء الجمعية العمومية، رغم عدم وجود معارك ساخنة تحشد الصحفيين، وكانت التوقعات تدور حول اعداد أقل بكثير، وربما يكون سبب الاقبال الكبير هو إحساس الصحفيين بضرورة كسر الرتابة والسكون، والتطلع إلي مستقبل أفضل للمهنة. كان نجاح ضياء رشوان نقيباً مسايراً للتوقعات، نظراً لاعتماده علي برنامج قوي يحتوي عناصر ثلاثة، البدل وزيادته بنسبة 25%، والخطاب السياسي »لم الشمل» فجمع مختلف ألوان الطيف السياسي، علاوة علي نظرته المستقبلية لتحديث المهنة وتطويرها ومواجهة المخاطر التي تنتظرها. زاد من دفء المعركة وجود رفعت رشاد، الذي حصل علي عدد لا بأس به من الأصوات، وجعل للانتخابات مذاقا تنافسيا، حفّز النقيب الفائز لحشد قوته طوال الوقت. الأعضاء: محمود كامل كان الجميع يتوقع نجاحه لخبرته الانتخابية الكبيرة، وخالد ميري نقابي قديم ومحبوب من زملائه وخدوم، وحقق نجاحا ساحقا، رغم الضرب تحت الحزام وفوقه، ومحمد شبانة نجم رياضي ووراءه رابطة تدعمه، بحانب شعبيته في المؤسسات، وهشام يونس، كان متوقعاً - أيضاً - نجاحه، رغم المنافسة الشرسة حتي آخر وقت. حماد الرمحي خلق حالة من التواصل عن طريق جروبات الواتس، وكان مشاركاً للصحفيين أفراحهم ومشاكلهم، وفي أي مكان يتواجدون فيه، محمد يحيي من شباب الصحفيين الذين يتمتعون بأخلاق عالية، علاوة علي حب زملائه له، وهو مشروع نقابي ناجح في السنوات القادمة. مبروك للزملاء الفائزين، ويمثلون إضافة حقيقية، تعبر عن رأي الجمعية العمومية واختياراتها، في انتخابات اختفت فيها السلبيات، وتعاظمت الإيجابيات، وفي أوج عصور تزوير الانتخابات، احتفظت النقابة لنفسها بالنزاهة والشفافية. أمام ضياء رشوان والمجلس مهام كبيرة في السنتين القادمتين، أهمها إصدار قانون جديد لنقابة الصحفيين، يساير التطورات المذهلة التي تشهدها المهنة، فليس معقولاً أن تدار النقابة بقانون، كان آخر ما وقعه الرئيس جمال عبد الناصر قبل وفاته، ولا تكاد توجد مادة إلا وتعظّم دور وزير الإرشاد القومي، وتنص علي ضرورة عضوية الاتحاد الاشتراكي العربي، كشرط للعمل بالصحافة. لا مبرر للخوف أو القول إن الظروف السياسية غير مواتية، فالمجلس بالنقيب والأعضاء المشهود لهم بالاستقلالية والكفاءة والدفاع عن مصالح الصحفيين، يستطيعون إنجاز هذه المهمة المعطلة قرابة 30 سنة، وآن الاوان ان تكون الظروف مواتية. كان الله في عونكم، فأمامكم مهام ثقيلة وتحديات صعبة، تحتاج من المجلس أن ينفتح مع الجميع، ويتعاون مع كل الجهات والهيئات التي تخدم مصالح الصحفيين، في ظل روح المشاركة والحرص علي النهوض بالمهنة والدفاع عنها. وأؤيد دعوة النقيب بأن تحتوي النقابة الجميع تحت مظلتها، وان تستبدل الخصومات بالأيدي المتصافحة، ليس عناقاً تليفزيونياً، وإنما حوارات جادة وموضوعية، لمواجهة المشاكل والتحديات، وليست مؤتمرات بتوصيات تدخل الأدراج، وإنما إرادة حقيقية تتماشي مع الطموح الكبير. مبروك للزملاء الفائزين، فقد كان يوم الجمعة الماضية عيدا، وحظا سعيدا للذين لم يكتب لهم الفوز.. »كلها سنتين» ونلتقي في عرس الانتخابات الكبير.