انتخابات نقابة الصحفيين التي انتهت مساء أمس الأول "الأحد" بفوز الأستاذ مكرم محمد أحمد بمنصب نقيب الصحفيين لدورة أخري مدتها عامان شغلت الرأي العام المصري والعربي طوال الأسبوعين الماضيين.. واعتقد أن ذلك أمر طبيعي نظراً للتاريخ المشرف للصحافة المصرية بصفة عامة ونقابة الصحفيين بصفة خاصة والتي تعد أقدم وأعرق نقابة للصحفيين في الوطن العربي. لقد تابعت عن قرب ما حدث في تلك الانتخابات هذه المرة منذ الإعلان عن فتح باب الترشيح لمنصب نقيب الصحفيين وحتي إعلان النتائج النهائية في السابعة والنصف مساء الأحد الماضي.. وأشهد أن الانتخابات هذه المرة كانت من أعنف وأشرس الانتخابات التي شهدتها في السنوات الماضية نظراً للمنافسة المحترمة والشريفة بين الزميلين مكرم محمد أحمد وضياء رشوان. ورغم المنافسة الساخنة والشرسة بين المرشحين إلا أن الانتخابات التي أجريت علي جولتين تمت في جو من الديمقراطية والشفافية والنزاهة ولم تشهد والحمد لله ما يعكر صفو أعضاء الجمعية العمومية.. كان عرساً للصحافة المصرية التقينا فيه سوياً نحن أعضاء الجمعية العمومية من مختلف الصحف القومية والحزبية والخاصة.. تبادلنا التحية والحب والاحترام تحت سقف واحد رغم الاختلاف في الأفكار والآراء ووجهات النظر. البعض قد يختلف معي ويري أن الانتخابات هذه المرة شهدت العديد من التجاوزات والتراشق بالألفاظ بين أعضاء المرشحين خاصة في جولة الإعادة.. واعتقد أن هذا أمر طبيعي نظراً لسخونة المعركة علاوة علي أن الهتافات المتبادلة بين أنصار مكرم محمد أحمد وضياء رشوان لم تتضمن أية تجاوزات ناهيك عن أن غالبية هؤلاء الأنصار ليسوا من الصحفيين وكان حضورهم للمجاملة فقط. بأمانة شديدة تأثرت كثيراً وسعدت أكثر بموقف زميلي وصديقي ضياء رشوان عندما حمل صورة الأستاذ مكرم محمد أحمد عقب الإعلان عن فوز الأخير بمنصب نقيب الصحفيين وهتف وسط المئات من الصحفيين "تعيش حرية الصحافة.. مكرم نقيباً للصحفيين.. الصحافة مستقلة".. اعتقد أن هذا الموقف المحترم من الزميل والصديق ضياء رشوان يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك عمق العلاقة الطيبة والمحترمة التي تجمع بين الصحفيين المصريين رغم اختلاف أفكارهم وتوجهاتهم. ويمكن القول أن الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين اختارت مكرم محمد أحمد لتاريخه الطويل وخبرته النقابية والصحفية.. أما ضياء رشوان فقد حاز علي ثقة كبيرة من أعضاء الجمعية العمومية وحصل علي عدد كبير من الأصوات وكانت خسارته مشرفة رغم أنه أول مرة يخوض تلك التجربة وأتوقع أن المرات المقبلة سوف تكون أفضل بكثير من هذه المرة بشرط تنفيذ برنامجه الانتخابي المحترم. رغم إعلان الأستاذ مكرم محمد أحمد عن العديد والعديد من المزايا للصحفيين في المرحلة المقبلة سواء كانت مادية أو معنوية إلا أن الشيء الوحيد الذي اسعدني بصفة شخصية واعتقد أنه اسعد الكثيرين من زملائي الصحفيين هو حل مشكلة الزملاء بصحيفة الشعب.. وبأمانة شديدة أن الأستاذ مكرم وأعضاء مجلس النقابة بذلوا جهوداً كبيرة لحل مشكلة الشعب منذ بداية اعتصامهم في 7 يونيو الماضي وشاركتهم في غالبية الوقفات الاحتجاجية التي قاموا بها سواء علي سلم النقابة أو أمام مجلس الشوري وأشهد أنهم دافعوا عن حقوقهم بطريقة محترمة رغم مشقة الاعتصام فترة طويلة.. اتمني أن نتكاتف سوياً نحن أعضاء مجلس نقابة الصحفيين لتنفيذ الاتفاق المبرم بين الأستاذ مكرم وزملائنا بالشعب بتسوية مرتباتهم وتوزيعهم علي بعض المؤسسات الصحفية. يجب علينا نحن أعضاء الجمعية العمومية لنقابة الصحفيين أن نعلم أن هناك من يتربص بالصحافة والصحفيين فعندما اكتملت جمعيتنا العمومية العادية في مارس عام 2006 منذ فترة طويلة للمطالبة بإلغاء عقوبة الحبس في قضايا النشر وإقرار لائحة جديدة لأجور الصحفيين سمعنا تصريحات غريبة ومسمومة من بعض الحاقدين علي الصحافة وهم يرددون: هل الصحفي علي رأسه ريشه حتي لا يحبس؟! رغم أنهم يعلمون المخاطر الشديدة التي يتعرض لها الصحفي أثناء عمله بل أنه قد يدفع حياته ثمناً لمهنته السامية.. ولكن بالطبع لابد وأن يكون هناك من يتربص بالصحافة والصحفيين ولم لا والصحافة تكشف الفساد وتقدم الحقائق التي تريد الحكومة اخفاءها عن الرأي العام.. تدافع عن المظلومين والمقهورين. اعتقد أن الفترة المقبلة تحتاج إلي تضافر جهود جميع الصحفيين للحفاظ علي شرف المهنة بعد تراجع الدور المهني وتفعيل قانون النقابة حيال العديد من القضايا المهمة واتخاذ اجراءات رادعة وحاسمة ضد المخالفين.. تحتاج إلي تطبيق ميثاق الشرق الصحفي ضد بعض الصحف المليئة بالشائعات والصور المخلة والأخبار المثيرة دينياً وجنسياً بدون دليل وتوقيع عقوبة الشطب من الجداول علي من يشارك في هذه المهازل.. نحتاج إلي المطالبة بإلغاء جميع المواد السالبة للحريات وخاصة الحبس في قضايا النشر وإقرار قانون تداول المعلومات نحتاج إلي لائحة جديدة للأجور بعد أن أصبحت أجور الصحفيين أقل بكثير من أجور العمال والإداريين بالمؤسسات الصحفية.. نحتاج إلي إبلاغ النيابة العامة ضد من يمارسون المهنة دون أن يكونوا أعضاء بجداول النقابة نحتاج إلي تطبيق قانون النقابة علي الصحفيين الذين يعملون بالإعلانات بالمخالفة للقانون رقم 96 لسنة .66 وفي النهاية ابعث بتهنئة خالصة إلي زملائي أعضاء الجمعية العمومية علي موقفهم المحترم في الانتخابات. ابعث تهنئة خالصة إلي الأستاذ مكرم محمد أحمد بعد فوزه بمنصب النقيب.. ابعث ببرقية احترام لزميلي ضياء رشوان علي النتيجة المحترمة التي حققها. [email protected]
