تأجل حسم المعركة على منصب نقيب الصحفيين إلى يوم الأحد القادم، بعد أن فشل أي من المرشحين في انتخابات الأمس الحصول على نصف أصوات أعضاء الجمعية العمومية زائد واحد من عدد الأصوات الصحيحة، كما يقضي قانون انتخابات النقابات المهنية. وأعلن المستشار محمد السيد رئيس محكمة جنوبالقاهرة الابتدائية عن إجراء جولة إعادة يوم الأحد القادم بين مكرم محمد أحمد النقيب المنتهية ولايته وضياء رشوان نائب رئيس مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية ب "الأهرام". وحصل مكرم على 1497 صوتا مقابل حصول رشوان على 1458 صوتا، وأسفرت نتيجة الفرز عن حصول مكرم على 1458، ورشوان على 1438 صوتا، وفي الانتخابات الفرعية بالإسكندرية حصل الأول على 46 صوتا والثاني على 25 صوتا، وهو فارق يعكس التقارب بينهما ما يؤكد شراسة جولة الإعادة بينهما. وجاءت نتائج الانتخابات كالآتي: مكرم محمد أحمد 1497 صوتا، ضياء رشوان 1458 صوتا، سيد الإسكندراني 16 صوتا، أحمد الجبيلى 12 صوتا، محمد المغربي 6 أصوات، مجدي عبد الغني 5 أصوات، محمد المصري 5 أصوات. وكانت عملية الاقتراع التي جرت تحت إشراف قضائي بمعرفة اللجنة القضائية المشرفة على انتخابات النقابات المهنية بمحكمة جنوبالقاهرة بدأت اعتبارا من التاسعة من صباح الأحد على منصب نقيب الصحفيين لدورة جديدة مدتها عامين، حيث توافد الصحفيون على نقابتهم منذ الصباح الباكر للإدلاء بأصواتهم. وقد تم إغلاق صناديق الاقتراع في تمام الخامسة مساء وبدأت في أعقابها عملية فرز الأصوات لإعلان الفائز بمنصب النقيب في الانتخابات، وبلغ عدد أعضاء الجمعية العمومية المسددين لاشتراكات النقابة الذين لهم حق التصويت في الانتخابات 5416 عضوا يتوزعون على 20 لجنة انتخابية بمقر النقابة بالقاهرة، فيما بلغ عدد الأعضاء بالإسكندرية 109 أعضاء يدلون بأصواتهم في لجنة انتخابية واحدة. وشهدت الانتخابات مشاركة واسعة من جموع الصحفيين، حيث اتجهت أصوات المعارضين لسياسة مكرم لرشوان، أملا في تغير سياسة النقابة بعدما اتهموه بالفشل في الدورة السابقة في مساندة الصحفيين وإعادة حقوقهم. وتجاهل أزمات الصحفيين، وخاصة صحفيي جريدة "الشعب" الموقوفة صحيفتهم منذ أكثر من تسع سنوات بدون أي سبب أو دعوى قضائية كما يؤكد خالد يوسف رئيس تحرير الجريدة والذي يشارك في الإضراب داخل مقر النقابة منذ ستة أشهر. وقال يوسف: نحن نأمل في التغيير سواء بنجاح مكرم أو ضياء، لكن لن نتنازل عن حقوقنا المهدرة، لأن جريدتنا مغلقة منذ سنوات وتوقف عملنا دون مبرر واضح لا من النقابة ولا حتى من المجلس الأعلى للصحافة الذي يتبع الدولة. وفي رده على سؤال حول وجود اتفاق مسبق بين صحفيي الجريدة ورشوان في حال نجاحه، قال يوسف: نحن لم نعقد أي صفقات مع أحد ولن يجبرنا أحد على ذلك نحن مستمرون في الإضراب سواء نجح ضياء أو مكرم، وسنطالب بحقوقنا كاملة وإن لم يستجيبوا لنا فسنصعد الأمر ولن نسكت حتى نحصل عليها كاملة. من جهته، أعلن حمدين صباحي رئيس تحرير جريدة "الكرامة" وعضو مجلس الشعب أنه أبدى تضامنه منذ البداية مع رشوان، مؤكدًا أن أمله كبير في نجاحه وفي حدوث تغييرات كبيرة داخل جدران النقابة على يديه. وفي المقابل أبدى رؤساء تحرير الصحف الحكومية مساندتهم لمكرم محمد أحمد، وبدت على وجوههم الخوف من إعلان هزيمته هذه المرة نظرًا للإقبال الشديد من قبل الصحفيين باتجاه ضياء رشوان. وقال أسامة سرايا رئيس تحرير صحيفة "الأهرام": النقابة لابد أن تستمر محافظة على كرامتها واحترامها، لكن إن تغير الأمر وخسر مكرم محمد أحمد فإن هذا مؤشر سيء لما هو قادم، مشيرًا إلى أن مكرم محمد أحمد أكثر من يساعد الصحفيين ولا يتردد في مساعدة الجميع بغض عن النظر عن انتماءاتهم وتياراتهم. أما مكرم محمد أحمد فقال: إن تاريخه معروف للجميع ولا يحتاج لأن يعلن عن نفسه فإنجازاته تتحدث عنه –حسب قوله-، مشددًا على أن وعوده للصحفيين في حال نجاحه قائمة ولن يتوانى في تنفيذها، أما في حال خسارته فإنه أيضًا لن يغلق بابه في وجه أحد لأنه لا ينتظر منصب النقيب ليساعد الآخرين وإنما ضميره المهني وخبراته وتاريخه هم من يعينوه على ذلك.