لا أدري ماذا نقول لأولادنا او احفادنا بشأن عارموقعة ماسبيرو والذين اغتالوا شهداءها.. وعن نفسي لم أدركيف ارد علي اسئلة ابني وهو يتصفح مواقع الانترنت حول هذه الكارثة ولكني حاولت ان اجتهد في اجاباتي! سألني ماذا يحدث ؟ اجبته: حقوق ضائعة للمسيحيين وطريق خاطيء لمعالجتها من المتطرفين علي الجانبين.. قال: وما حقوق المسيحي التي تتحدث عنها ؟ قلت له حق اصيل في بناء دور عبادتهم وعدم وجود أي تفرقة في أي شيء ووقف ومحاسبة أي اعتداء او مساس او انتقاص من هذه الحقوق لان ذلك يفتح الباب امام المتطرفين اصحاب اوهام تحويل مصر لدولة خلافة او دولة الامة القبطية ! وكانت المفاجأة عندما توقفنا امام مقال لحنا حنا المحامي يسب فيه الجيش وقادته بعبارات مثل قلبه وسألني الصبي: هل حقيقي ان الجيش قتل المتظاهرين ورددت عليه: لو حدث ذلك لكانت مذبحة بالمئات كما لا توجد له مصلحة ولكن ابحث عن المستفيد فالكاتب هو مهندس الدولة القبطية لصاحبها موريس صادق ولا ادري هل كانت مصادفة ان يتم نشر نيران الفتنة في موقع الكتيبة الطيبة لصاحبيه متياس وفلوباتير اللذين يعتبران من ملح الارض وهما اكبر متهمين بزرع روح الشهادة في الشباب القبطي والعبارات اللولبية السياسية الطائفية التي تنقلها قنوات الطريق والرجاء والحقيقة!؟ وسألني ابني: وهل تنكر علي رجل الدين ان يدافع عن حق شعبه واجبت : لا انكره ولكن بدون ان يرتدي زي الكهنوت فهو عنوان لمسيحي صالح يلتزم بدستور المسيح ؟ وسأل الولد بدهشة وهل يوجد دستور للمسيحي واجبته نعم وما اجمل ما فيه من مواد وامسكت بالكتاب المقدس وفتحت الاصحاحات من خمسة وحتي سبعة من انجيل متي وقرأت له موعظة الجبل ومافيها من تطويبات .. طوبي للمساكين بالروح و للحزاني وللودعاء و للرحماء وللأنقياء القلب و لصانعي السلام ووصاياه: لا تقاوموا الشر، بل من لطمك علي خدك الأيمن فحول له الآخر أيضا ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فاترك له الرداء. ومن سخرك ميلا فاذهب معه اثنين. . أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلي مبغضيكم وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. قلت للصبي: اشفق علي البلد عندما يتحدث رجل الدين المسيحي في السياسة فقد قال السيد المسيح: " أنتم ملح الأرض ولكن إن فسد الملح فبماذا يملح؟ لا يصلح بعد لشيء إلا لأن يطرح خارجا ويداس من الناس " وكما يقول القدّيس الذهبي الفم الحديث موجّه بصفة عامة لكل مؤمن وعلي وجه الخصوص للرعاة والخدّام ويضيف القدّيس جيروم: يشفع الكاهن لدي الله من أجل الشعب الخاطئ ولكن من يشفع في الكاهن متي أخطأ ! وانتقل مع الصبي الي الرسالة إلي أهل رومية ونقرأ »لتخضع كل نفس للسلاطين الفائقة لأنه ليس سلطان إلا من الله والسلاطين الكائنة هي مرتبة من الله« ويفسر ذلك القس أنطونيوس فكري أنه علي المسيحي أن يخضع للدولة التي تضطهده ويصلي عنها فهو مُعَيّن من الله و نحن نخضع للرئيس أو الملك في كل شيء إلا أن يأمرنا بترك المسيح. وقلت للصبي: كلنا مصريون حقوقنا واحدة غير مجزأة.. نثور كلنا من اجلها تحت علم مصر وليس تحت راية الصليب والانجيل او المصحف! آخر سطر: أرجوكم قراءة كتابي د. جاك تاجر "اقباط ومسلمون" والرجل العظيم د.عزيز سوريال عطية " تاريخ المسيحيه الشرقية " ولو كان الامر بيدي لقررت تدريسهما بالمدارس ليعرف النشء حقائق التاريخ ووجع صفحات طائفية سوداء واخري بيضاء اتحد فيها المصريون !