ما ان بدأ فتح باب الترشيح لانتخابات مجلسي الشعب والشوري حتي اندفعت فلول الحزب الوطني المنحل ليكونوا في صدارة المتقدمين. قبلها بأيام قليلة عقدوا مؤتمرا كبيرا في الصعيد وهددوا بالانتقام اذا تم عزلهم سياسيا ومنعوا من العمل البرلماني والسياسي.. لكن السؤال الجوهري في كل هذا هو: هل يمنعهم قانون العزل السياسي فعلا وهل يمكن ان يتم التنفيذ.. وهذا في حالة صدور القانون قبل الانتخابات ومن ثم صدور أحكام من القضاء بمنعهم أما غير ذلك فلا أحد يستطيع منعهم إلا باستخدام سلاح توعية الشعب وهو سلاح يبدو في رأيي غير فعال امام الأموال التي سمعنا انهم يدفعونها للفقراء وما أكثرهم الآن خاصة بعد توقف بعض أصحاب الأعمال عن استخدام العمالة المؤقتة في ظل الأوضاع التي يشهدها سوق العمل في مصر.. هل هؤلاء الناس تنفع معهم التوعية وهل يهم هؤلاء اذا كان من سيعطيه صوته من الفلول أم غيرهم.. مش حتفرق كتير! الانتخابات علي الأبواب وأعتقد أن المسألة لن تكون سهلة في مواجهة هؤلاء الذين يأتون من أبواب خلفية مستغلين بعض الأحزاب التي لا يهمها إلا الحصول علي أكبر قدر من الكراسي في المجلسين بغض النظر عن اتفاق وجهات النظر مع سياستهم مثل حزب الوفد الذي يبيع تاريخه من أجل كرسي زائل وأغلبية لن تتحقق في ظل وجود الاخوان والتيارات الاسلامية رغم تأكيد رئيس الحزب الدكتور السيد البدوي انه لا مكان للفلول في الحزب أما الواقع فيقول غير ذلك والدليل من تقدموا في المنوفية والدقهلية وسوهاج مع انني أتمني أن يكون ما قاله البدوي صحيحا! ان يأتي الفلول جهارا أفضل من التخفي وراء الأخرين ومنهم حزب الاتحاد (مجمع الفلول) لكي يعرفهم الناس وربما علمنا الآن السبب الذي جعل البعض من الأحزاب والتيارات السياسية وغيرها يصر علي اجراء الانتخابات في هذا التوقيت ويتمسك بنتيجة الاستفتاء التي قالت نعم ولكن (نعم) هذه لم تكن إلا لانقاذ مصر من الانهيار ولم تكن لتسليمها علي المفتاح للفلول والاخوان لنستبدل الحزب الوطني المنحل بأغلبية أخري لا تمثل كل أطياف الشعب تمثيلا حقيقيا.. كأن العملية مرسومة مسبقا وعلي الشعب أن يبصم ويقول آمين ! وسبحان مغير الأحوال .. كنا نصف جماعة الاخوان المسلمين قبل ثورة يناير بالمحظورة واليوم نصف الوطني بالمنحل وربما غدا بالمحظور وهكذا يتم تبادل الكراسي .. تماما مثل لعبة الشطرنج ..والشئ بالشئ يذكر اذا صدرت احكام قضائية بالعزل لبعض الفلول فستكون بعض الأحزاب في ورطة فقد استغلت فلوس (المنحلين) وعصبيتهم العائلية والقبلية في بعض الدوائر لخدمة الحزب فقط وساعتها ماذا سيفعلون. عزبة أبوهم ! هذا العنوان استعرته من الاستاذ ياسر رزق رئيس التحرير لانه عاجبني ويعبر أفضل تعبير عن حال مصر في عهد المخلوع حسني مبارك غصب عن عين أحد السفراء الخليجيين الذي لا يعجبه هذا التعبير ويفضل عليه لفظ الرئيس المتنحي .. المهم كانت فعلا عزبة أبوهم وأبو أبوهم.. 2 مليار جنيه ودائع الأخ علاء والأخ جمال مبارك في سويسرا غير فلوسهم هنا ويمتلك علاء وحده حوالي مليار و800 مليون جنيه من هذه الأموال وطبعا قانون من أين لك هذا لا يطبق عليهم وعلي أبوهم .. ماهي فعلا عزبة أو مولد وصاحبه حاضر ويرقد الان علي سرير فخم في جناح فخم في المركز الطبي العالمي بطريق مصر - الاسماعيلية وعلي رأي صديقنا هشام مبارك .. هي دي مصر يا هبلة ! من أين جاءوا بهذه الأموال وبعض من افراد الشعب يأكلون من صناديق الزبالة ومعظم أبناء الشعب تحت خط الفقر وملايين الشباب بلا مستقبل أو وظيفة وحتي حلمهم في زوجة وأطفال يصادره الفقر وضيق ذات اليد وعدم وجود شقة أوضة وصالة .. صادروا أحلام علاء وجمال في التمتع بهذه الأموال في بلاد أوروبا .. ولتكن حياتهم مقابل عودة هذه الأموال الي مصر التي تترنح من الفقر!