رسمياً.. مكتب التنسيق يعلن نتائج تقليل الاغتراب لطلاب الشهادات الفنية    %56 منهم طالبات.. وزير التعليم العالي: المنظومة تضم حاليًا ما يقرب من 4 ملايين طالب    وحدات التضامن الاجتماعي بالجامعات تراجع الاستعدادات النهائية لاستقبال العام الدراسي الجديد 2025- 2026    الآن.. سعر الجنيه الذهب اليوم الجمعة 19-9-2025 في محافظة قنا    أسعار المستلزمات المدرسية في قنا 2025: الكراسات واللانش بوكس تتصدر قائمة احتياجات الطلاب    في سابقة.. سيناتور أمريكي يقدم مسودة تطالب ترامب الاعتراف بفلسطين    بدر عبد العاطي يكشف تفاصيل زيارته إلى المملكة العربية السعودية    الأقصر محطته الأخيرة.. الشروق تنشر تفاصيل ختام جولة ملك إسبانيا وزوجته    قبل مباراة الليلة.. الأهلي يتفوق على سيراميكا كليوباترا في تاريخ المواجهات    إصابة 11 شخصاً في حادث تصادم سيارتين بالشرقية    أول تصريح لعائلة الناجية من «مذبحة أسرة نبروه»: طلبت الطلاق فطعنها وقتل أطفاله    وزراء الثقافة والشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي يفتتحون الملتقى الدولي التاسع لفنون ذوي القدرات الخاصة بالأوبرا    غادة عادل تكشف عن علاقتها ب محمد محمود عبدالعزيز    "نور بين الجمعتين" كيف تستثمر يوم الجمعة بقراءة سورة الكهف والأدعية المباركة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة فى سوهاج    بكام الطن النهارده؟ أسعار الأرز الشعير والأبيض اليوم الجمعة 19-9-2025 بأسواق الشرقية    التضخم في اليابان يصل إلى أدنى مستوى له في عشرة أشهر    الموت يفجع خوان بيزيرا.. ورسالة مؤثرة من اللاعب    يسرا اللوزي: نفسي أقدم عمل فني يناقش معاناة الآباء والأمهات مع أطفالهم من ذوي الهمم    وزير الخارجية: نسعى لتفعيل المجلس التنسيقى الأعلى بين مصر والسعودية    سيف زاهر: رسالة صارمة من الخطيب ل إمام عاشور بشأن وكيله    وزير النقل يعلن فتح الدائرى الإقليمى باتجاه طريق السويس الصحراوى غدًا    للمرأة العاملة، ممنوع وضع المعجنات يوميا فى لانش بوكس المدرسة بدلا من الساندويتشات    أفكار تسالي للمدرسة.. اعملي الباتون ساليه بمكونات على قد الإيد    عمرو يوسف: مؤلف «درويش» عرض عليّ الفكرة ليعطيها لممثل آخر فتمسكت بها    وفاة شقيقة الفنان أحمد صيام.. والجنازة ظهر اليوم من مسجد عمرو بن العاص    برلمانية: الرئيس السيسى أعاد إحياء صناعة هامة وقومية وهى "الغزل والنسيج"    زلزال بقوة 7.8 درجة يهز منطقة كامتشاتكا الروسية    التعليم: حملة موجهة من مراكز الدروس الخصوصية لإبعاد الطلاب عن اختيار البكالوريا    ميرتس: ألمانيا ستحدد موقفها من عقوبات الاتحاد الأوروبي على إسرائيل بحلول أكتوبر    درة تهدى تكريمها فى مهرجان بورسعيد السينمائي للشعب الفلسطيني    عياد: دار الإفتاء تفتح أبوابها للتعاون مع المؤسسات الدينية في كازاخستان    القوى العاملة بجنوب سيناء تنظم ندوة لتعزيز الوعي بالقانون الجديد    لحظات رعب أعلى دائري قليوب.. تفحم سيارة ملاكي وميكروباص في حريق مروع| صور    أصل الحكاية| سرقة الأسورة الملكية من المتحف المصري جريمة تهز الذاكرة الأثرية    مستشفيات جامعة المنوفية تنجح في إنقاذ حياة مريض وإزالة ورم ضخم بالرئة    الذهب يواصل التراجع في مصر متأثرًا بالأسعار العالمية    ياسر ريان: الزمالك قادر على الفوز بالدوري بشرط الاستمرارية.. وعمرو الجزار أفضل مدافع في مصر    دونجا: عبدالقادر مناسب للزمالك.. وإمام عاشور يمثل نصف قوة الأهلي    الصحفيين تكرم المتفوقين دراسيا من أبناء صحفيي فيتو (صور)    رسميًا.. الاتحاد السكندري يعلن إنهاء تعاقد أحمد سامي وإيقاف مستحقات اللاعبين    مصطفى عسل يعلق على قرار الخطيب بعدم الترشح لانتخابات الأهلي المقبلة    واشنطن تجهز مقبرة «حل الدولتين»| أمريكا تبيع الدم الفلسطيني في سوق السلاح!    فلسطين.. قوات الاحتلال تداهم منزلًا في بلدة كفر قدوم شرق قلقيلية    سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الجمعة 19 سبتمبر 2025    ضبط 1100 علبة سجائر بحملات تموينية بأدارة العامرية في الإسكندرية    حي علي الصلاة..موعد صلاة الجمعة اليوم 19-9-2025 في المنيا    واشنطن تُفشل قرارًا لمجلس الأمن بوقف إطلاق النار في غزة    نقيب الزراعيين: بورصة القطن رفعت الأسعار وشجعت الفلاحين على زيادة المساحات    بعد رباعية مالية كفر الزيات.. الترسانة يقيل عطية السيد ويعين مؤمن عبد الغفار مدربا    خليكي ذكية ووفري.. حضري عيش الفينو للمدرسة في المنزل أحلى من المخبز    أوفر وخالٍ من المواد الحافظة.. طريقة تجميد الخضار المشكل في البيت    شروط النجاح والرسوب والدور الثاني في النظام الجديد للثانوية العامة 2026-2025 (توزيع درجات المواد)    السجن المشدد 7 سنوات والعزل من الوظيفة لموظف بقنا    "حافظوا على الحوائط".. رسالة مدير تعليم القاهرة للطلاب قبل العام الجديد    «نعتز برسالتنا في نشر مذهب أهل السنة والجماعة».. شيخ الأزهر يُكرِّم الأوائل في حفظ «الخريدة البهية»    هنيئًا لقلوب سجدت لربها فجرًا    الدفعة «1» إناث طب القوات المسلحة.. ميلاد الأمل وتعزيز القدرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المهندس عمر عزام حفيد أول أمين للجامعة العربية ووكيل مؤسسي حزب »التوحيد العربي« في حوار مع »الأخبار«:
حكم مصر بأسلوب إدارة الأزمات يدفعنا إلي الهاوية
نشر في الأخبار يوم 16 - 10 - 2011

من الرافدين العربي والاسلامي ارتوي المهندس عمر عزام، فهو حفيد رجل له مكانته في التاريخ العربي والاسلامي وهو عبد الرحمن باشا عزام، أول امين للجامعة العربية، والمناضل المعروف من أجل خدمة القضايا العربية والاسلامية، وبخاصة القضية الفلسطينية، كما كان للمهندس عمر عزام تاريخ طويل في رحاب حزب "العمل" قبل ان يتم تجميد الحزب لسنوات في ظل حكم النظام السابق، ومع نسائم ثورة 25 يناير جاء قرار تأسيس حزب جديد يجمع ما بين الاهتمام بالقوميتين العربية والاسلامية لمصر، وهو حزب "التوحيد العربي" الذي جمع بين مؤسسيه عددا من الشخصيات ذات الخبرة السياسية الكبيرة في مجال العمل الحزب والاسلامي، قضايا كثيرة وعميقة يثيرها برنامج هذا الحزب الذي ينتظر ان يكون واحدا من اللاعبين الرئيسيين علي الساحة السياسية، وبخاصة بين الاحزاب ذات المرجعية الاسلامية في الفترة المقبلة.. لذلك كان لابد من الحوار مع المهندس عمر عزام للاقتراب بشكل أعمق من رؤية وفكر هذا الحزب الجديد. في البداية .. الي اين وصلت ترتيبات تأسيس الحزب؟
نحن حاليا علي وشك الانتهاء من تجميع التوكيلات من المحاقظات المختلفة، لكننا لم ننقطع عن المشاركة في الفعاليات السياسية المختلفة، من مليونيات للمطالبة باستكمال مطالب الثورة، او اصدار البيانات المتعلقة بالاحداث التي تشهدها مصر حاليا،وشاركنا في أكثر من مناسبة دعت اليها القوي الوطنية، وكذلك كنا اعضاء في التحالف الديمقرطي قبل ان نتخذ قرارا بالانسحاب منه.
الانتخابات البرلمانية
وما موقفكم من الانتخابات البرلمانية المقبلة؟
كما قلت نحن اعضاء في التحالف الديمقراطي، وقد تقدمنا بالفعل بقائمة تضم 17 مرشحا لخوض الانتخابات، ورغم ان التحالف طلب خفض هذا العدد، الا اننا نري ان الامور لا ينبغي ان تدار وفق كوتة لكل حزب أو تيار، وانما وفق المعايير التي وضعها التحالف، وارتضاها اعضاؤه، وأهمها قدرات المرشح وشعبيته وخبراته السياسية، ومؤهلاته للمرحلة المقبلة، والاجماع علي تميزه أخلاقيا وسلوكيا، ولذلك اقترحنا تشكيل لجنة من الشخصيات العامة أو ما يمكن ان يكون بمثابة لجنة حكماء للفصل في أي خلاف قد ينشأ علي المفاضلة بين المرشحين في الدائرة الواحدة، وقد ابلغنا قيادات التحالف، بأننا مستعدون لسحب مرشحينا فورا، ولكن بشرط ان يقدم التحالف من أهم اقوي من هؤلاء المرشحين.. فنحن علي ثقة بأن كل اسم تقدمنا به يملك من الخبرة والتأهيل السياسي ما يجعله أهلا لتمثيل الشعب المصري.
وهل فكرة الاندماج مع احزاب قائمة مطروحة لديكم، خاصة في ظل وجود احزاب ذات مرجعية اسلامية علي الساحة؟
نحن لا نغلق الباب أمام اي فكرة، ولا نعتقد اننا نملك الحقيقة وحدنا، وقد قام حزب "التوحيد العربي" علي مجموعة من الافكار نظن انها تمثل الاتجاه الصحيح من وجهة نظرنا، وان لدينا برنامجا متميزا فكريا وسياسيا، ونحن ندعو الي التوحيد علي كافة الاصعدة، وقد طرح هذا الامر بالفعل في احد اجتماعاتنا الاخيرة، وقررنا مد ايدينا لمن يتفق معنا في رؤيتنا ويتمتع بالثقة في ادائه وتاريخه.. ونحن علي ثقة بأن التجربة الواقعية هي الافضل في فرز وتصنيف الاحزاب السياسية، فأنا اري ان ارتفاع عدد الاحزاب ظاهرة صحية، حتي لو كان هذا العدد كبيرا جدا، فإن آجلا او عاجلا سيحدث نوع من الفرز، فكل التجارب الحزبية في العالم تقول ذلك،فعلي سبيل المثال في اليابان تم تأسيس 400 حزب في اعقاب الحرب العالمية الثانية، وبالتدريج اندمجت كل تلك الاحزاب في 4 او 5 أحزاب قوية ومؤثرة، واعتقد ان ذلك ما سيحدث في مصر، وفي الحقيقة فإن الواقع السياسي في مصر يعاني الكثير من المشكلات،بسبب ممارسات النظام السابق، والذي قام بتهميش الشعب طوال سنوات حكمه، وهو ما سيؤدي بطبيعة الحال الي رغبة عارمة من جانب الكثير من القوي السياسية التي عانت الاقصاء والتهميش في سنوات سابقة في الدخول الي معترك العمل السياسي، ولعل هذا هو سبب الزخم الشديد والاقبال غير المسبوق علي تأسيس الاحزاب في مصر في الفترة الاخيرة.
وما رؤيتكم للإنتخابات البرلمانية المقبلة في ظل الاوضاع الامنية التي تشهدها البلاد حاليا؟
من يتصور ان اي شئ يمكن أن يتحقق بلا عقبات فهو واهم، فهناك صراع ارادات، واذا ارادت السلطة الحاكمة وقبلها الشعب المصري في اتمام هذه الانتخابات فسوف تتم علي افضل مستوي، وهذا ما اقوله دائما ان وحدة الشعب والسلطة تحقق المستحيل.. ولو اشعرت الناس ان هذه الانتخابات مطلب وطني، وليست مطلبا فئويا او لصالح بعض القوي السياسية، فسوف نعبر هذه المرحلة بسلام، اما بغير ذلك فسيكون الوضع اسوأ مما نتصور.. وفي البداية علينا ان نعيد الثقة بين السلطة والمواطن الذي يعاني الكثير في الفترة الحالية، واذا استمرت هذه المعاناة دون احداث تغيير حقيقي يستشعره المواطن البسيط، فربما يخرج مجددا الي الشارع، واذا كان الخروج في 25 يناير كان سلميا، فالله اعلم بما يمكن ان يحدث لو جاء الخروج القادم غير سلمي.. فأخطر ما يمكن ان يواجهه هذا الوطن هو خروج ابنائه في اطار حالة من اليأس .
ولكن هناك الكثير من الاحزاب الحالية التي تقوم علي مرجعية اسلامية .. ما الجديد في حزبكم وتختلفون به عن سائر الاحزاب ؟
حزبنا يقوم علي مرجعية إسلامية بالفعل ، لكنه يستهدف إقامة مشروع حضاري متكامل في مصر، يشارك فيه كل المصريين علي اختلاف انتماءاتهم الدينية والفكرية، فالمشروع الإسلامي لا يعني أنه طائفي، فمؤسسو الحزب يؤمنون أن بناء الدولة المصرية الحديثة لابد أن يتم علي أكتاف كل أبنائها من المسلمين والأقباط، بعيدا عن التصنيفات والتحيزات، ولذلك جاء انضمام عدد من الأقباط إلي الحزب.
ونحن علي يقين بان حزب "التوحيد العربي" ليس مجرد رقم يضاف الي الاحزاب القديمة أو حتي القائمة حديثا، فنحن نعبر عن فكر وتوجه نعتبره متميزا عن سائر البرامج الموجودة حاليا، فمعظم البرامج المقدمة تتشابه كثيرا، اضافة الي ان المجموعة القائمة حاليا علي تأسيس الحزب، هي مجموعة من السياسيين ذوي الخبرة الواسعة في العمل العام والجماهيري، سواء من خلال الخبرة في احزاب سابقة مثل حزب العمل، او من خلال التجارب الحياتية كشخصيات عامة في المجتمع لها ثقلها ودورها التنويري، وبعض قيادات الحزب مارس العمل السياسي علي مدي عقود، وارتبطت اسماؤهم بحوادث مهمة من تاريخ الوطن، ومن هؤلاء القيادات د.صلاح عبد المتعال، ومحمود عزام،وغيرهم من الاسماء البارزة، ونحن نري أن العمل الحزبي ليس غاية في حد ذاته، وانما هو وسيلة، نبتغي بها مرضاة الله أولا، وخدمة الوطن، ونؤكد في برنامجنا ان الايمان هو الارضية التي تنطلق منها نشاطات الحزب، كما نؤكد في برنامجنا علي محورية فكرة الوحدة العربية، وارتباطها بقضية الاستقلال والتنمية والنهضة، وانه لا يمكن انفصال هذه المفاهيم عن بعضها البعض، فنحن نري ان هناك الكثير من المعالجات الاسلامية لقضية القومية العربية، الا اننا نري ان تلك المعالجات لم تكن علي مستوي النضج الكافي أو الشمولية التي نطرحها في برنامجنا، كما ان الاطراف التي تطرح البعد العروبي او القومي تهمش او تغيب البعد الاسلامي في تلك القضية بشكل عام، ونحن نعتبر انفسنا لا نملك عقدا تاريخية تجاه أحد ويدنا ممدودة لكل الرؤي والتيارات الفكرية والسياسية، ونستطيع بمزيد من الاخلاص والتجرد ان نحقق التوافق بين القوميتين العربية والاسلامية.
القومية العربية والاسلام
ولكن هناك واقع تاريخي وسياسي معروف، وهو التصادم بين القوميتين العربية والاسلامية .. كيف ستتغلبون علي هذه الاشكالية؟
معظم التجارب التي كرست لتصادم القوميتين العربية والاسلامية، شابها الكثير من القصور، فالتجربة العربية التي قامت خلال القرن الماضي قامت علي اساس اقصائي، بينما نحن نطرح الفكرة علي اساس توحيدي، ونعتبر ان القومية العربية حلقة في طريق تكوين حلقة اوسع هي الاسلامية، ثم الانطلاق الي الحلقة الاوسع وهي الاممية او الاسلامية، من خلال رؤية انسانية متميزة، ونحن نري ان مصر لا يمكن ان تتقدم أو تتطور الا من خلال الارتكاز علي قوميتها العربية في اطار يوحد هذه الامة، والربيع العربي يؤكد ان هذه الامة مازالت تمتلك من روابط المصير وعوامل الوحدة الكثير والكثير، وبالتالي وحدة الامة العربية صارت امرا ضروريا وأي تباطؤ فيه يمثل تقصيرا خطيرا في حق الامة.
ولكن الخبرة التاريخية تؤكد ان كل الانظمة التي رفعت راية القومية العربية اصطدمت بالاسلاميين .. والتجربة الناصرية مثال علي ذلك ؟
لابد ان نعترف ان الغالبة العظمي سواء من الانظمة او الاحزاب التي تبنت الفكرة القومية كانت ناجحة، بل شابها الكثير من القصور، فنحن نري انه لا تعارض بين القوميتين العربية والاسلامية، فكوننا عربا لا يمثل ذلك خلافا لكوننا مسلمين، فعلي سبيل المثال اذا كان الشخص ينتمي لمحافظة ما، هل ينتقص ذلك من مصريته، انها دوائر متداخلة، الدائرة العربية تتحرك في نطاق اوسع هي الدائرة الاسلامية، ولنضرب مثالا حيا علي تناغم القوميتين، وهو جدي عبد الرحمن باشا عزام، ودون ادني انحياز عائلي أقول ان هذا الرجل كان أول امين عام لجامعة الدول العربية، وعندما كان طالبا للطب في بريطانيا ترك دراسته ليقاتل مع المسلمين في البلقان، ثم انتقل الي دعم المقاومة في ليبيا، وقاتل مع عمر المختار ضد الايطاليين حتي صدر بحقه حكم بالاعدام، ثم جاء بقيادات المقاومة الليبية الي مصر، واسكنهم في بيوتنا بحلوان، واعلنت دولة عربية اسلامية في ليبيا، وحتي عندما تولي امانة جامعة الدول العربية، كان أول من فكر في تشكيل جيش لمقاومة الاحتلال الصهيوني في فلسطين، كما قام بتهريب السلاح للمقاومة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، كما قام بتهريب طائرة محملة بالسلاح في اندونيسيا ليدعم المقاومة الاسلامية هناك، كل ذلك دون ان يتحدث احد عن انفصام ما بين الاولويات العربية او الاسلامية.
مخاوف من الاسلاميين
لكن الا تري ان الهجوم الاسلامي علي الساحة السياسية يثير الكثير من المخاوف؟
لابد ان ندرك اولا علي ان القوي السياسية الاسلامية اقصيت وظلمت سياسيا وتاريخيا وابعدت عن المشاركة السياسية طويلا، ولابد ان نلتمس لها العذر، ولكن في المقابل علي القوي الاسلامية ايضا مسئولية ان تطرح نفسها في اطار تجميعي، وليس في اطار اقصائي، فليس من مصلحة تلك القوي الاسلامية ان تعزل اي قطاع من الشعب، فمصر لن تتقدم الا بجهد كل فرد من ابنائها، وبوحدة صفهم، وليس بتفريقهم أو تمزيقهم لأسباب متباينة .
ولكن الا تتفق مع ان هناك حاليا حالة واضحة من الاستقطاب بين القوي الاسلامية والعلمانية، وان ذلك يأتي في كثير من الاحيان علي حساب قضايا الوطن؟
دعنا نكن صرحاء، فعندما ننتقد بعض تصرفات وسلوكيات القوي السياسية الاسلامية، علينا ان نعترف في المقابل ان هناك ايضا استفزازات من قوي علمانية واطراف غير اسلامية علي الساحة تسعي الي تقزيم وتهميش جانب مهم من هوية الامة وتاريخها وهو الجانب الاسلامي، والمواجهات الحالية بين الاسلاميين وغير الاسلاميين يمكن ان تنضبط عندما تنضبط الاوضاع السياسية بشكل عام، وبحيث يكون الوعي بالمصالح العليا للوطن هو المحرك وهو بوصلة الاتجاه لكافة القوي السياسية اسلامية، وغير اسلامية.. وعلينا ان ندرك ان مصر دولة مستهدفة، وقد زاد هذا الاستهداف في اعقاب الثورة، فهناك من لا يريد لمصر ان تقيم حياة ديمقراطية حقيقية .
وما موقفكم من القضايا الخلافية المثارة بين القوي الاسلامية وغير الاسلامية، وفي مقدمتها قضية الدستور أم الانتخابات اولا؟
من وجهة نظرنا ان الانتخابات اولا هي الانسب للمرحلة الحالية، وليس انحيازا لفكر تيار، فالمصلحة الوطنية في هذه اللحظة التاريخية تقتضي الاسراع بنقل المسئولية الي سلطة مدنية منتخبة، وان اي تعطيل لهذه الاجراءات هو تهديد للثورة وما سعي الشعب الي تحقيقه، والانحياز للإسراع باجراء الانتخابات البرلمانية ليس طمعا في الفوز بعدد من المقاعد،وانما اعلاء للمصلحة الوطنية، فمن مصلحتنا كحزب جديد ان تتأخر الانتخابات البرلمانية، حتي نتمكن من ارساء قواعدنا الشعبية، واستكمال تحركاتنا في الشارع.. والانتخابات اولا تعد الافضل اذا كانت تفي بمتطلبات نقل السلطة بسرعة الي السلطة المنتخبة، واعتقد ان الشعب المصري يتمتع بالوعي الكافي لإدراك صحة الخطوات الجارية في المرحلة الانتقالية.. والمكسب الحقيقي في الفترة الماضية، هو الاحساس بأن كلمة الشعب عادت اليه، وان ارادته تحترم، والبداية الحقيقية لبناء الديمقراطية التي ننشدها هي احترام حرية الشعب في اختيار مستقبله، وهذه الحرية ستكون اكبر سند للإدارة المصرية تجاه اية ضغوطات خارجية، وهذه الضغوط ستقع لا محالة، وستكون الديمقراطية الحقيقية هي اكبر سند للقرار المصري، فالقوة التي تتمتع بها دولة مثل تركيا في الوقت الراهن علي سبيل المثال هي قوة القرار المستند الي ارادة شعبية، حيث يدرك متخذ القرار ان بقاءه في منصبه مرهون بتوافق قراره مع الارادة الشعبية.. والوزن الذي تكتسبه علي الساحة الاقليمية والدولية، هو في جانب منه مرتبط باحترامها لإرادة صناديق الانتخابات وصونها للحريات.
المرحلة الانتقالية
وما تقييمك لمجريات المرحلة الانتقالية.. هل تسير بمصر في الطريق الصحيح؟
هناك حالة من القلق البالغ تسيطر علي الشارع المصري، وعلي كل مواطن مصري في الفترة الحالية، وأقولها بمنتهي الصراحة ولا انافق احدا، ان الادارة الحالية سواء في المجلس العسكري أو في الحكومة يتعاملون مع الامور بمنطق ادارة الازمة، فالعسكريون يتعاملون مع الامور وفق ما تعودوا عليه في المؤسسة العسكرية، في حين لا يري رجل الشارع ممارسة سياسية تتناسب مع ما تعيشه البلاد من ثورة ورغبة عارمة في التغيير، ولذلك نجد حجم التغيير محدودا للغاية، ومازالت المعايير التي حكمت النظام السابق، ما تزال في معظمها هي التي تحكم الواقع بعد الثورة، فللأسف لا يوجد حتي الان ادراك من جانب السلطات الحاكمة أن خروج الشعب الي الشارع وثورته، لم يكن هدفها اسقاط رأس النظام، وانما تغيير الواقع كله سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، ويجب ان يتم احترام ارادة الناس، والا تكون الاستجابة لمطالبهم فقط بالضغط عبر المليونيات والتظاهرات، ولابد ان تتمتع السلطات الحاكمة بحس المبادرة والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب والمتناسب مع الرغبة الجماهيرية، وهناك خطوات اصلاحية لا تحتاج الي وقت، فعلي سبيل المثال لا يمكن في ظل الرفض الشعبي لقانون الطوارئ، ان يعاد العمل بهذا القانون سيئ السمعة، وعندما تكون هناك رغبة من أهل القضاء في اصلاح القضاء، فلماذا التباطؤ في تلبية هذا المطلب.
الا يمكن ان يكون ذلك متروكا لحكومة منتخبة اكثر قدرة علي اتخاذ قرارات في مثل تلك الملفات الشائكة؟
صحيح ان الحكومة الحالية الي حد كبير ما تزال صلاحياتها محددة بقرارات المجلس العسكري، الا ان ذلك لا يمنعها من اتخاذ قرارات ترضي الناس وتحقق مطالبهم، بل للأسف الحكومة تعاني حالة من الارتباك، وهناك قرارات تتخذ ثم تصدر قرارات اخري تناقضها، وكذلك تصدر قرارات ولا تنفذ، ولا تتحرك الحكومة الا تحت ضغط المليونيات، وقبيل كل مليونية تخرج بمجموعة من القرارات الدعائية لتخفيف الاحتقان الشعبي، دون ان تحرك ساكنا في الامور الحيوية التي ينتظرها الناس وتترقبها القوي السياسية، وهذا ما اود التأكيد عليه فمن يدير ازمة لا يريد ان يغير الواقع، وانما يريد تثبيت هذا الواقع، وهذا لا يصلح في ظل مناخ الثورة الذي تعيشه البلاد؟
ولكن مصر بالفعل في ازمة حقيقية علي أكثر من مستوي؟
مصر مستهدفة، وهذا الاستهداف يسعي الي تقسيم أبناء مصر، وتفتيتهم وتشتيت طاقاتهم حتي يبتعدوا عن الهدف الحقيقي لثورتهم، وهو تغيير الواقع، وبالتالي اي فعل يسهم في تجزئة المصريين وتقسيمهم علي اي مستوي هو بمثابة اجهاض للثورة، فما تحقق في مصر لم يكن ليتحقق لولا وحدة كل المصريين والتفافهم علي قلب رجل واحد.
سؤال أخير .. هل هناك بالفعل صلة قرابة بينك وبين أيمن الظواهري زعيم تنظيم "القاعدة" ؟
نعم هناك بالفعل قرابة، فوالدة ايمن الظواهري ابنة عمتي، وجد الظواهري هو الدكتور عبد الوهاب عزام، ووالده كان استاذا للفارماكولوجي بجامعة القاهرة، وحتي غاب عنا ايمن الظواهري، في ثمانينات القرن الماضي كان شخصا محبوبا من كل من عرفه، وكان بالفعل شخصا علي خلق، ولا يمكن الحكم علي انسان دون الاستماع الي وجهة نظره، وحتي هذه اللحظة لم تتوافر لأيمن الظواهري الفرصة لتوضيح وجهة نظره، واذا كان البعض يري في التصرفات الصادرة عن الظواهري وغيره تطرفا واستخداما للعنف، فإن هناك في المقابل من يري ان تلك الافعال ردود فعل للكثير من السياسات السائدة في المنطقة من احتلال للأراضي والاقصاء السياسي وانتهاك حقوق الانسان والاعتقال والتعذيب وغياب للحريات،وكلها ممارسات غير سليمة فإذا غابت الافعال غابت ردود الافعال، وبالتالي لا يصبح هناك مبرر لأحد في التجاوز بأي شكل من الاشكال، وعلينا ان نستغل هذه الفترة في أن نبدأ صفحة جديدة لمصر والمنطقة العربية كلها، وان تكون هناك حركة اصلاحية حقيقية تقضي علي اي مبررات للعنف او التجاوز في اي مجال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.