متظاهرون أمام كاتدرائية سان بول فى لندن خرج محتجون في مختلف انحاء العالم لإطلاق صرخة غضب امس في وجه مصرفيين ورأسماليين وسياسيين يتهمونهم بتدمير اقتصادات العالم وحكمهم علي الملايين بمواجهة الفقر والصعاب نتيجة طمعهم. ووفقا لمنظمون فقد دعا "الغاضبون" إلي مظاهرات في 950 مدينة في 82 دولة تمتد من سيدني الاسترالية إلي نيويورك في الولاياتالمتحدة معولين علي توزيع واسع لشعارهم "موحدون من أجل التغيير العالمي" عبر الشبكات الاجتماعية. وبعد خمسة أشهر علي ولادة هذه الحركة في 15 مايو في مدريد مع احتجاجات ساحة "بويرتا ديل سول"، يطمح "الغاضبون" وغيرهم من المجموعات الاحتجاجية إلي جعل يوم 15 أكتوبر يوما رمزيا يستهدف أقوي المراكز المالية مثل وول ستريت وحي "سيتي" المالي في قلب لندن والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت. وبعد التظاهرات الكبري التي عمت اسبانيا في الربيع، انتشرت الحركة الاحتجاجية إلي عدد من البلدان حيث لقيت تأييدا متباينا من بلد إلي آخر، مع بقاء التعبئة متدنية في فرنسا علي سبيل المثال. وعلي غرار حركة "احتلوا وول ستريت" الأمريكية رفع المحتجون لافتات كتب عليها اسم المدينة مسبوقا بكلمة "احتلوا" في زيوريخ وجنيف وبازل وفي ساحة البورصة في أمستردام كما في فيينا ووارسو وبراغ وسيدني. واستعدت العاصمة البلجيكية بروكسل امس لاحتشاد مئات الآلاف من المتظاهرين في مسيرة عبرت اسبانياوفرنسا. كما دعا محتجون يونانيون للخروج في مسيرة للاحتجاج علي اجراءات تقشفية في ميدان سينتاجما مسرح العديد من المظاهرات منذ تفجر الازمة المالية اليونانية. وفي نيويورك احتفل متظاهرو "احتلوا وول ستريت" بانتصارهم بعد ان ارجأت سلطات نيويورك في اخر لحظة خطط اجلائهم من ساحة تحولت الي مخيم لاعتصام المحتجين منذ الشهر الماضي. من جانبهم تعهد وزراء مالية دول مجموعة العشرين المجتمعين في باريس امس بقيام الاقتصادات المتقدمة باحتواء عجز ميزانياتها وأن تواصل الاقتصادات الناشئة مثل الصين إجراءات من أجل مزيد من المرونة في سعر الصرف. وقالت مسودة بيان لاجتماع وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول المجموعة التي تشكل 85 ٪ من الاقتصاد العالمي انها ستعمل من أجل ضمان وجود تمويل كاف للبنوك. كما ناقش الوزراء توسيع صندوق النقد الدولي. في تلك الأثناء بحث الرئيس الامريكي باراك اوباما مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل هاتفيا تطورات الوضع في منطقة اليورو والاستعدادات لقمة مجموعة ال 20 المقبلة المقررة في مدينة كان في فرنسا". جاء هذا في الوقت الذي أعلنت فيه وزارة لخزانة الأمريكية ان عجز ميزانية البلاد زاد قليلا في السنة المالية الجارية ليبقي فوق تريليون (الف مليار) دولار للعام الثالث علي التوالي.