مباريات الزمالك وإنبى دائما تتسم بالجدية والحماس تفتيش دقيق للمشجعين.. وتحذير من الشغب.. وتفاؤل زملكاوي يتخلله »شيء من الخوف« احتشدت الجماهير وملأت مدرجات استاد القاهرة قبل ساعات من انطلاق لقاء الأحلام الكبيرة في نهائي كأس مصر بين الزمالك وإنبي.. أمس ومنذ الساعات الأولي من الصباح كان عدد ليس بقليل من الجماهير لا تصدق أن المبارة ستقام في موعدها بسبب إحساسها أن الحدث الرياضي لا يتناسب مع الحدث الدموي الذي شهدته منطقة ماسبيرو ووضع الرأي العام داخل بوتقة من الأحزان والخوف والقلق الشديد علي حاضر ومستقبل هذا البلد. وحدث خلط شديد بين الجماهير من خبر تأجيل مبارة الزمالك ووادي دجلة علي خلفية تعرض فريق دجلة لحادث سير أليم.. وظنوا أن التأجيل يخص مباراة نهائي الكأس.. ولم يمر وقت طويل حتي تأكدوا من إقامة النهائي في موعده وهو قرار مشترك بين المجلس العسكري واتحاد الكرة.. وكان ذلك فرصة للتأكيد مجدداً بأن بداية الدوري ثابتة لم تتغير وهي 41 أكتوبر الحالي بعد أن راجت شائعات كثيرة عن احتمالات التأجيل بسبب الخلافات القائمة حول بيع حقوق البث التليفزيوني. ورغم »غلبة« توابع أحداث ماسبيرو علي مشاعر المصريين واستحواذها علي كل الاهتمام تقريباً.. إلا أن نهائي الكأس استطاع أن يسحب بعض من هذا الاهتمام، وبدلاً من أن ينحصر الحديث كاملاً في السياسة وتفاعلات الشارع المصري بعد أحداث ماسبيرو، بدأ من الصباح إبداء الآراء في احتمالات نتائج المباراة والتوقعات وميزان القوي بين الفريقين والأمل أن ينتهي اليوم علي خير وألا تقع أية أحداث تضيف المزيد من المخاطر.. وبمرور الوقت ظلت المباراة تسحب مساحات إضافية من السياسة وأحوال البلد.. واتسعت دائرة المناقشات حول مواطن قوة الزمالك ومواطن ضعفه ونفس الحال بالنسبة لفريق إنبي. وبدأت الجماهير الزحف إلي الاستاد مبكراً لحجز أماكنهم خوفاً من ظاهرة متكررة في المباريات كانت تكشف عن تأثير السوق السوداء علي بيع التذاكر وعدم تمكن كثيرين من الدخول رغم أنهم يحملون التذاكر نظراً لامتلاء الاستاد.. وكان مشهد الشوارع المؤدية إلي الاستاد يوحي بأن هناك حدثاً كبيراً.. فالترتيبات الأمنية كانت مكثفة من رجال الشرطة والقوات المسلحة، وكان ذلك متوقعاً بعد أحداث ماسبيرو.. وظهر التركيز الشديد في توفير التأمين الكامل لمنطقة الاستاد والمدرجات والملعب والتفتيش الدقيق للجمهور ومنع دخول أية مواد أو آلات أو أدوات تساعد علي الشغب وأيضاً أية لافتات مسيئة.. كما ظهرت مجموعات تحرص علي توعية الجماهير بعدم استخدام أية شعارات سياسية أو دينية غير مألوفة. وكان واضحاً أن جماهير الزمالك لديها ثقة في فريقها وتملك مساحة واسعة من التفاؤل وإن بدت علامات القلق علي بعضها خوفاً من مفاجأة خاصة أن المواجهة أمام فريق قوي ومنظم وسبق له الفوز علي الأهلي.. ولم تكن الساحة خالية تماماً لجمهور الزمالك حيث ظهرت بعض المجموعات وإن كانت قليلة مقارنة بمشجعي الزمالك وهي تجهز نفسها لمساندة الفريق البترولي.. ووضح أن شركة إنبي وناديها خططا لحشد ما يستطيعان من مشجعين إلي جانب عاملين آخرين في شركات بترول أخري ذهبوا للتشجيع. وفي الطريق إلي الاستاد تعالت الهتافات.. بينما انخرطت مجموعات أخري تتبادل الحديث عن الطريقة التي سيلعب بها حسن شحاتة المدير الفني للزمالك وعما لو كان سيحتاط ويلعب بليبرو ليقاوم الهجوم المرتد لإنبي ثم يغامر ويلعب باثنين في مركز رأس الحربة.. وحظي رزاق النجم الافريقي الجديد علي مساحة من الاهتمام ومحاولات توقع أن يبدأ به الجهاز الفني أو أن يشارك فقط في الشوط الثاني كبديل.. ولم تكن المخاوف غائبة عن جمهور الزمالك فيما يخص خط الدفاع وتكرار أخطاء الحارس وقلبيّ الدفاع خاصة في الكرات العرضية الثابتة والمتحركة.. وانشغل الجميع بتوقعات العناصر المختارة لخط الوسط الذي يعتبره الزملكاوية نقطة ضعف رئيسية لأنه غير محدد المعالم منذ أن بدأ الفريق المنافسة في بطولة الكأس.