المستشار الإعلامي السابق في السودان صدرت منذ أيام أول حركة اعلامية لمصر في الخارج بعد ثورة 52 يناير والتي غاب عنها التواجد الإعلامي المصري في دول حوض النيل وأفريقيا مخيبا لامال وطموحات المهتمين بالشأن السوداني والافريقي خاصة بعد تعاظم الأمل عقب إعلان رئيس الوزراء منذ توليه السلطة اهتمامه البالغ بملف حوض النيل وأفريقيا وتفعيل الدور المصري لحماية مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي من خلال دعم سياسات مصر الاعلامية عبر فتح مكاتب اعلامية جديدة في هذه المنطقة بدلا من المكاتب الاعلامية المنتشرة في كل دول الخليج وبعض الدول الاوروبية والامريكتين الغير مؤثرة في المصالح المصرية بل كانت مرتعا لاركان النظام السابق. ويعتبر كاتب هذه السطور شاهد عيان حمل لسنوات عديدة ومازال اثناء خدمته مستشارا اعلاميا لمصر في السودان روحه علي كفه يسعي بكل اخلاص لخدمة مصالح مصر الاستراتيجية وامنها القومي في هذه الدول وهي رسالة وطنية أكد وشهد عليها جميع المسئولين والاعلامين المهتمين بالشأن السوداني والافريقي والذين بذلوا كل انواع الجهد الإعلامي في مرحلة ما قبل الثورة حينما كان كل من يتصدي باخلاص لهذه القضية يتم اقصاؤه وتهميشه وشخصنة اتجاهاته. ومازال شرفاء مصر من كبار الكتاب والصحفيين وأصحاب الأقلام الحرة الذين كان لي الشرف أن أشارك معهم بصفتي الوظيفية يبذلون كل المحاولات الجادة إعلاميا لفتح عيون وآذان متخذي القرار السياسي حول مدي أهمية تفعيل الدور المصري سياسياً وإعلامياً في دول الحوض والسودان وافريقيا خاصة بعد أن تسبب رأس النظام السابق وأركانه في تجميد هذا الدور عقب محاولة الاغتيال بأديس أبابا سنة 5991.. الأمر الذي فتح الطريق أمام التوغل الاسرائيلي في دول الحوض وافريقيا وازداد مع مرور الوقت توغلاً وتوحشاً إلي أن نجحت اسرائيل والدول الغربية تحت قيادة أمريكا في انفصال الجنوب عن شماله، كما نجحت المحاولات الاسرائيلية في تشجيع دول الحوض علي التمرد للاتفاقيات الموقعة بين مصر والسودان ودول الحوض بشأن تقسيم المياه لحصار مصر اقتصادياً وتفتيت حصتها من المياه وإضعاف دورها في افريقيا.. إلي أن جاءت الثورة المصرية في 52 يناير واستبشر المهتمون بالشأن السوداني والافريقي خيراً لعودة الروح للدور المصري من خلال اهتمامات رئيس الوزراء وقيام ما يسمي بالدبلوماسية الشعبية بزيارات مكوكية عصف بها أصحاب المصالح والنزعات الفردية في محاولات مستمرة منهم لاغتيال الجهود المخلصة التي تحرص علي مصالح مصر الاستراتيجية وأمنها القومي. وجاءت الانفراجة الاعلامية حينما تم تعيين وزيرا للاعلام التقيت به في اوائل رمضان الماضي وقدمت له مقترحات اعلامية تعني بالشأن السوداني ودول حوض النيل وافريقيا واقترحت عليه اهمية فتح مكاتب اعلامية جديدة لمصر في جنوب السودان وبقية دول الحوض والقرن الافريقي دون ان تتحمل الدولة اية اعباء مالية جديدة وذلك من خلال الغاء بعض المكاتب الاعلامية في بعض دول الخليج وبعض الدول الاوروبية والامريكتين وتحويل ميزانيتها الي المكاتب الجديدة.. وان يكون المعيار الحقيقي لاختيار الاسماء المرشحة من الاعلاميين لخدمة هذه الاهداف - وقد وافقني الرجل علي هذه الرؤي والافكار مؤكدا اهمية تنفيذها - ومازال الامل قائما في وزير الاعلام وسياسته الجديدة لخدمة مصالح مصر وأمنها القومي.