«العمل» تكشف تفاصيل توفير وظائف زراعية للمصريين باليونان وقبرص دون وسطاء    تحديث بيانات منتسبي جامعة الإسكندرية (صور)    الحكومة تبحث التوسع في برامج الحماية التأمينية والصحية للعمالة غير المنتظمة    لمدة 4 ساعات.. قطع المياه عن هضبة الأهرام بالجيزة اليوم    سكرتير عام البحر الأحمر يتفقد حلقة السمك بالميناء ومجمع خدمات الدهار    العدل الدولية: برنامج الأغذية أصبح عاجزا عن إيصال المساعدات إلى رفح الفلسطينية    مجلس النواب الأمريكي يعتزم فرض عقوبات على أعضاء المحكمة الجنائية الدولية بسبب الموقف من إسرائيل    الأمم المتحدة تحذر من انتشار اليأس والجوع بشكل كبير فى غزة    عمليات حزب الله دفعت 100 ألف مستوطن إسرائيلي للنزوح    إستونيا تستدعي القائم بأعمال السفير الروسي على خلفية حادث حدودي    الدفاع الروسية: 67 جنديا أوكرانيا استسلموا خلال أسبوع    نهائي دوري أبطال إفريقيا.. الأهلي يرتدي زيه التقليدي والترجي بالأزرق    عاجل.. برشلونة يلبي أولى طلبات فليك    القناة المجانية الناقلة لمباراة الأهلي والزمالك في نهائي دوري كرة اليد    عاجل:جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024 للشعبتين علمي وأدبي.. كل ما تريد معرفته    الترقب لعيد الأضحى المبارك: البحث عن الأيام المتبقية    في ثاني أيام عرضه.. فيلم "تاني تاني" يحقق 81 ألف جنيه    بعد جائزة «كان».. طارق الشناوي يوجه رسالة لأسرة فيلم «رفعت عيني للسما»    بعد تلقيه الكيماوي.. محمد عبده يوجه رسالة لجمهوره    أعضاء القافلة الدعوية بالفيوم يؤكدون: أعمال الحج مبنية على حسن الاتباع والتسليم لله    «الرعاية الصحية» تشارك بمحاضرات علمية بالتعاون مع دول عربية ودول حوض البحر المتوسط (تفاصيل)    قوافل جامعة المنوفية تفحص 1153 مريضا بقريتي شرانيس ومنيل جويدة    «العدل الدولية» تحذر: الأوضاع الميدانية تدهورت في قطاع غزة    ضبط قضايا اتجار بالعملات الأجنبية بقيمة 11 مليون جنيه في 24 ساعة    بعد ظهورها بالشال الفلسطيني.. من هي بيلا حديد المتصدرة التريند؟    فيلم "شقو" يواصل الحفاظ على تصدره المركز الثاني في شباك التذاكر    متي يحل علينا وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024؟    مبابي يختتم مسيرته مع باريس سان جيرمان في نهائي كأس فرنسا    المفتي يرد على مزاعم عدم وجود شواهد أثرية تؤكد وجود الرسل    أوقاف القليوبية تنظم قافلة دعوية كبرى وأخرى للواعظات بالخانكة    عائشة بن أحمد تكشف سبب هروبها من الزواج    محافظ أسيوط يتابع مستجدات ملف التصالح في مخالفات البناء    التنمية الصناعية تبحث مطالب مستثمري العاشر من رمضان    التعليم العالي: جهود مكثفة لتقديم تدريبات عملية لطلاب الجامعات بالمراكز البحثية    الأزهر للفتوى يوضح أسماء الكعبة المُشرَّفة وأصل التسمية    الأهلى يكشف حقيقة حضور إنفانتينو نهائى أفريقيا أمام الترجى بالقاهرة    أبرزها قانون المنشآت الصحية.. تعرف على ما ناقشه «النواب» خلال أسبوع    مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: لا توجد مستشفيات تعمل فى شمال القطاع    اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 في الأبقار.. تحذيرات وتحديات    وزارة الداخلية تواصل فعاليات مبادرة "كلنا واحد.. معك في كل مكان" وتوجه قافلة إنسانية وطبية بجنوب سيناء    أول جمعة بعد الإعدادية.. الحياة تدب في شواطئ عروس البحر المتوسط- صور    بالأسماء.. إصابة 10 عمال في حريق مطعم بالشرقية    الإفتاء: الترجي والحلف بالنبي وآل البيت والكعبة جائز شرعًا في هذه الحالة    "العد التنازلي".. تاريخ عيد الاضحي 2024 في السعودية وموعد يوم عرفة 1445    الشرطة الإسبانية تعلن جنسيات ضحايا حادث انهيار مبنى في مايوركا    وزير الري: إفريقيا قدمت رؤية مشتركة لتحقيق مستقبل آمن للمياه    تعشق البطيخ؟- احذر تناوله في هذا الوقت    الإسكان تتابع جهود قطاع المرافق لتعظيم الاستفادة من الحماة المنتجة من محطات معالجة الصرف الصحي    أبرزها التشكيك في الأديان.. «الأزهر العالمي للفلك» و«الثقافي القبطي» يناقشان مجموعة من القضايا    الأكاديمية العسكرية المصرية تنظم زيارة لطلبة الكلية البحرية لمستشفى أهل مصر لعلاج الحروق    مران صباحي ل«سلة الأهلي» قبل مواجهة الفتح المغربي في بطولة ال«BAL»    الإسكان: تشغيل 50 كم من مشروع ازدواج طريق «سيوة / مطروح» بطول 300 كم    رئيس الأركان يتفقد أحد الأنشطة التدريبية بالقوات البحرية    "التروسيكل وقع في المخر".. 9 مصابين إثر حادث بالصف    "تائه وكأنه ناشئ".. إبراهيم سعيد ينتقد أداء عبدالله السعيد في لقاء فيوتشر    النشرة المرورية.. سيولة فى حركة السيارات على محاور القاهرة والجيزة    حظك اليوم برج العقرب 24_5_2024 مهنيا وعاطفيا..تصل لمناصب عليا    خالد جلال: جوميز ركز على الكونفدرالية فقط.. وهذه نصيحتي لفتوح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



»الأخبار« تحاور التشكيلي الثائر د. علي حبيش
تزييف آثار مصر أخطر جرائم نظام مبارك

د. على حبىش : مصر الآن تتقاذفها تىارات غىر مفهومة وأخشى المد السلفى
زهرة الخشخاش المسروقة مزيفة.. والأصلية لم تعد من باريس
من مواليد 1/3/8491.. حصل علي بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم النحت 1973 .. وماجستير الفنون الجميلة عن النحت الأفريقي 2891.. ودكتوراه النحت عن الساحات الشعبية في فن النحت المصري المعاصر عام 1988.
شغل درجة استاذ مساعد في الفنون الجميلة 1995 جامعة حلوان ثم درجة الأستاذية في النحت الميداني كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان.
نظم عددا كبيرا من المعارض الفردية والجماعية في مصر والعالم أبرزها: بينالي الاسكندرية في دوراته المختلفة ومعرض بالاتحاد السوفيتي 1988 و بينالي أسبانيا للشباب 1970 وبينالي بنجلاديش الدولي الدورة العاشرة 2002.
صمم أول تمثال عن تقرير المصير للدولة الفلسطينية عام 1989.. وأقام شعار محافظة المنوفية في مدخل مدينة قويسنا علي طريق مصر إسكندرية الزراعي.. وشعار محافظة القليوبية علي طريق مصر إسكندرية الزراعي. حصل علي العديد من الجوائز منها: جائزة يوم الأرض 1975.. الجائزة الأولي في الافتتاح الثاني لقناة السويس.. جائزة معرض منجزات الزعيم جمال عبد الناصر 1973.. جائزة صالون الاسكندرية الأول.. جائزة الاقتناء بمتحف أمير الشعراء أحمد شوقي.. وجائزة الصحراء والعنصر الجديد عن تمثاله الأرض.
مظهره وهيئته وعبق صومعته - نقصد مكتبه بقسم النحت في كلية الفنون الجميلة بالزمالك-.. لحيته وهندامه والمنحوتات بين يديه وخلفه وعليها تغيرات الزمن وأحوال الطقس واسكتشاته يحملها تحت إبطه أينما كان.. كل هذا يجعلك لا يمكن أن تصفه إلا بالفنان.. إنه الدكتور علي حبيش أستاذ النحت الميداني بكلية الفنون الجميلة أو التشكيلي الثائر أو فنان الانتفاضة وهو اللقب القريب إلي قلبه ويعتز به.
فند في حوار تجاوز الساعتين مع "الأخبار" جرائم النظام السابق في حق الفن والحركة التشكيلية.. وكشف عن أخطر خطة لتزييف الآثار المصرية الأصلية وإعادتها بتزييف متقن من المعارض الخارجية.. مؤكدا أن لوحة زهرة الخشخاش المسروقة من متحف محمد محمود خليل ليست أصلية بل مزيفة.
روي ذكرياته مع زهران شهيد دنشواي والمصري القبطي إبراهيم سليمان بطل المقاومة الشعبية في الدفرسوار بالسويس.. واختص "الأخبار" بالكشف عن هديته لشهداء ثورة يناير المبدعة وهي منحوتة لمصر تلبس ثوب الزفاف ويخرج منها شهداء ميدان التحرير.
شاركت منذ شهرين في معرض نظمه المركز الثقافي الروسي عن ثورة 25 يناير.. ماذا قدمت من إبداعك؟
شاركت في هذا المعرض الذي شارك فيه الفنان مصطفي بكير والفنان السويسري دوريان كلير ب 35 عملا نحتيا وهي أعمال خشبية وطرق معادن وبوليستر وأهمها منحوتتا الشهيد وثورة مصر وبورتريه لكل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر والرئيس الراحل أنور السادات.
ألم تعمل بورتريها للرئيس السابق محمد حسني مبارك ؟
لم يحدث ذلك .. ببساطة لأنني لم أكن أحبه.
لكنك كنت أمينا مساعدا للحزب الوطني المنحل في محافظة القليوبية ورئيسا للجنة الثقافة فكيف لا تحب رمز هذا الحزب؟
لم أكن عضوا بالحزب الوطني في القليوبية بل فقط دعيت للمساعدة في اللجنة الثقافية للحزب وعملت لهم اختبارا وفشلوا فيه بالثلاثة.. لكن الثابت والحقيقي أنني كنت عضوا في الأمانة العامة للحزب الناصري وعضوا في اللجنة المركزية لحزب التجمع فأنا تربية منظمة الشباب.
هنا تل أتريب
نعود للاختبار الذي أجريته للحزب الوطني علي حد تعبيرك ما حكايته؟
كلنا نعرف منطقة تل أتريب الأثرية في منطقة بنها وكان هناك مخطط لاستصدار قرار بأنها ليست منطقة أثرية ويجب استغلالها كمبان امتدادا لمدينة بنها .. في ذلك الوقت تقدمت بخطاب للدكتور يوسف والي القيادة الكبيرة في الحزب الوطني لوقف هذا المخطط يستند لرأي خبير آثاري بولندي بأن تل أتريب منطقة آثرية متكاملة الأركان.. وبعد فترة استفسرت من الدكتور والي عن الخطاب والموضوع فأخبرني أن الأوراق التهمها حريق كان قد شب في مبني التليفزيون.. بعدها قطعت صلتي بالحزب ولجنته الثقافية ولم أكن قد انضممت فعليا إليها.. والحقيقة أن هناك أناسا كثيرين كويسين لم يمكثوا في الحزب الوطني بل تركوه بسبب التجاوزات الكثيرة.
وماذا حدث للمنطقة الأثرية في تل أتريب؟
تحولت إلي مبان، أي غابة من الأسمنت وعليها الآن مباني جامعة بنها.
تقول إن النظام السابق والحزب الوطني المنحل تجاوزاته كثيرة.. فهل لنا أن نعرف ما اقترفه بحق الفن؟
أولا كانت هناك محاباة بغض النظر عن القيمة الفنية بدليل أن مقتنيات فاروق حسني في متحف الفن الحديث كانت عام 1988 وقبل توليه وزارة الثقافة 250 جنيها فقط تم تعديلها من قبل لجنة التقييم بعد دخوله التشكيل الوزاري إلي 100 ألف جنيه.. وفي الوقت الذي كانت فيه مقتنيات فاروق حسني ب 250 جنيها كانت مقتنياتي بقيمة 650 جنيها.
مقتنياتك ومقتنياته .. هل لنا أن نعرف حكاية هذه المقتنيات؟
لكل فنان إبداعات فنية يعرضها علي وزارة الثقافة لشرائها منه ووضعها في متحف الفن الحديث ويتم تقييمها من قبل لجان المقتنيات.. وبمرور الزمن تزداد قيمة هذه المقتنيات.. وعلي سبيل المثال مقتنيات الفنان حامد ندا كانت قيمتها في الستينيات 150 جنيها .. الآن تتجاوز قيمتها 250 ألف جنيه.
عفوا.. نري في هذه التجاوزات انعكاسا لعلاقتك الشخصية مع فاروق حسني الذي يبدو الود فيها مفقود؟
هذا ليس صحيحا فهناك تجاوزات مهمة وخطيرة ولا علاقة لها بالأمور الشخصية.. فعندما قرر فاروق حسني إرسال مقتنيات متحف محمد محمود خليل للعرض في معرض نانت في باريس.. وكان ذلك علي ما أعتقد عام 1996.. رفض غالبية الفنانين وأنا منهم هذه الخطوة باعتبارها طريقا لتزييف آثارنا لكنه أصر وحدث ما كنا نتخوف منه وعادت لوحة زهرة الخشخاش الشهيرة من باريس مقلدة ومزيفة وليست الأصلية.. ومن هنا أؤكد أن اللوحة التي سرقت من المتحف أخيرا ليست أصلية بل مقلدة.. وما حدث في معرض نانت حدث خلال تجول آثارنا في اليابان وأمريكا وغيرها فالآثار تعود مقلدة بنفس الهيئة والحجر.. والخطورة في الأمر أننا لا نمتلك التقنية أو الأجهزة وحتي الكوادر البشرية القادرة علي كشف تزييف هذه الآثار.
هذا الحديث يظل كلاما مرسلا لادليل عليه؟
بل هناك دليل فقد طلب رئيس قسم الآثار في كلية الآثار بجامعة القاهرة فحص كافة الآثار المصرية بعد عودتها من الخارج لكن فاروق حسني رفض ذلك.. لقد حذرنا مجتمع الفنانين فاروق حسني من خطورة هذه العملية قلنا له: هل تستطيع أن تأتي بلوحة الجيوكندا علي سبيل المثال من متحف اللوفر وتعرضها في القاهرة؟ الإجابة بالطبع لا فهذا مستحيل.. فالجبل لا ينتقل للزائرين بل الزائرون هم الذين يأتون إليه.. هكذا يجب أن تكون الآثار.
لشهداء يناير
من أحدث إبداعاتك تمثال شهداء ثورة مصر التي تسعي لوضعه في ميدان التحرير.. ما فكرته؟
فكرة هذا التمثال طرقت ذهني قبل الثورة بسنوات.. لا داعي للاستغراب ففي انتفاضة الشعب الفلسطيني ذهب الشاب الفلسطيني محمود العنواسي متأبطا ذراع عروسه بثوب زفافها لحفل الزفاف.. وفي ذلك الوقت حدثت الانتفاضة ترك عروسه وذهب للمشاركة في الانتفاضة.. طالته أيادي الغدر فاستشهد.. ونزلت عروسه بثوب الزفاف لتضمه بين أحضانها.. سجلت هذا المشهد في اسكتش سريع لكنه لم يبرح مخيلتي.. وعندما سقط شهداء ثورة 25 يناير المبدعة أحسست أن مصر ترتدي ثوب زفاف عروس العنواسي ونزلت لميدان التحرير لتحتضن شهداءها. التمثال عبارة عن شهيد يطلع من جنب مصر العروس وهو ممتد مثل تمثال الرحمة لمايكل أنجلو.
وماذا عن مرحلة التنفيذ؟
بدأت التنفيذ اعتبارا من 11 فبراير يوم التنحي حيث عملت التمثال من الصلصال ثم صببته بالجبس ثم صببته بالفايبر ثم تلوينه بالتأثير النحاسي.. والمطلوب ليكون جاهزا لوضعه في أحد الميادين صبه بالنحاس أو البرونز في إيطاليا أو أي مكان في الخارج فتقنية سبك التماثيل ليست موجودة عندنا بالكفاءة والجودة المطلوبة.. ولدينا تجربة تمثال الشهيد عبد المنعم رياض الذي تم سبكه محليا ولم تكن النتيجة علي المستوي المطلوب.. وعملية السبك لا تعتبر مكلفة فهي لا تتجاوز 150 إلي 200 ألف جنيه.
هل لنا في المزيد من الوصف لتمثال شهداء ثورة مصر؟
التمثال ارتفاعة ثلاثة أمتار وعرضه متر ونصف المتر وقاعدته جرانيتية طولها متران ونصف المتر وبها مجسمات فرعونية ينقش بداخلها أسماء شهداء الثورة.
في رأيك ما الميدان الأنسب لهذا التمثال.. وهل عرضته بالفعل علي الجهات الرسمية؟
المفروض أن يتوسط هذا التمثال ميدان التحرير فهو مكان الأحداث والمكان التي سالت فيه دماء شهدائنا الذكية.. بجانب أن هذا المكان له جانب مهم من ذكرياتي الشخصية.. فقد كنت ضمن المشاركين في الحركة الطلابية عامي 1972 و1973 أيام الرئيس السادات واعتقلت في معتقل القلعة مع عدد من النشطاء السياسيين مثل الكاتب الكبير أحمد بهاء الدين والشاعر أحمد فؤاد نجم ونبيل الهلالي وأحمد فؤاد قاعود وحمدين صباحي.
نعود للتمثال هل عرضته علي الجهات الرسمية؟
الحقيقة لم أعرضه بعد لكن في خطتي عرضه علي المجلس الأعلي للقوات المسلحة فقد كنت أتطلع لأن يفتتحه المشير محمد حسين طنطاوي في ميدان التحرير خلال احتفالات نصر أكتوبر المجيد.. فقد شاركت بأعمالي في معرض البانوراما العام الماضي في احتفالات نصر أكتوبر ولدي ستة أعمال لشهداء مصر عموما كلها من المعدن المطروق أو الخشب.
رحلتك مع النحت تمتد لأكثر من 30 عاما .. ما أقرب منحوتاتك إلي قلبك وعقلك؟
أعتز بمنحوتة زهران شهيد دنشواي الذي يجسد الفلاح المصري في نضال الشعب ضد الإنجليز وهذا التمثال موجود بالفعل في قرية دنشواي.. أيضا أعتز بمنحوتة الأرض وهي موجودة في متحف الفن الحديث وأخذت عليها جائزة من معرض يوم الأرض حيث عرض هذا التمثال بجانب أعمال الفنان الكبير محمود مختار.. وهناك تمثال المسيح يصلب من جديد وهو من البرونز وموجود في قاعة المؤتمرات في مدينة نصر.. وهو عن المصري القبطي إبراهيم سليمان بطل المقاومة الشعبية في الدفرسوار بالسويس والذي استشهد علي سور قسم الأربعين في السويس وظل فترة علي وضع استشهاده وكأنه مصلوب.. وأعتز بتمثال آخر موجود في متحف أمير الشعراء أحمد شوقي وهو عن انتصارات أكتوبر المجيدة.. وهو عبارة عن مصرية تمسك بندقية وفي الخلفية قلعة استشهد عليها جندي مصري. أيضا من منحوتاتي التي أعتز بها تمثال تقرير المصير وهو موجود بمتحف الفن الحديث وهو عن الشعب الفلسطيني وعرض في معرض الانتفاضة الفلسطينية وأعجب به الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.. والتمثال عبارة عن أم فلسطينية تجلس علي كرسي بلدي من خشب شعر البنت أو الصفصاف.. تمسك مجموعة من الأوراق الفلسطينية وهي التي بيدها الحل فهي التي تربي الأطفال علي التمسك بأرض فلسطين التاريخية.. وهي التي تلقنهم قيمة الشهادة.. وتجد من خلفها مجموعة من الأطفال الصغار بواسطة النحت البارز.
المد السلفي
أطلقوا عليك التشكيلي الثائر وكذلك فنان الانتفاضة.. فكيف تري مصر الآن.. وكيف تنظر لمستقبلها؟
مصر الآن تتقاذفها تيارات كثيرة وغير مفهومة وهناك مد سلفي مدمر ففي أفغانستان أقدمت حركة طالبان علي تحطيم التماثيل الآثارية وهذا ضد الحضارة فخليفة المسلمين عثمان بن عفان زار هذه المنطقة ورأي آثارها ولم يحطمها.. والمفروض أن تكون القوات المسلحة حاسمة في هذه الفترة من المد الثوري ولابد وأن يكون هناك رأس لقيادة الثورة وتشكيل مجلس لإدارة الثورة يضع برنامجا قوميا يمشي عليه كل المواطنين.. بدلا من ترك البلاد لمجموعات من الدكاكين المرتبطة بالخارج.. وبهذه الطريقة فإني أتوقع أن تأتي الانتخابات المقبلة بمجلس بقيادة الإخوان المسلمين.
وما رأيك فيما يثار من انتقادات حول قانون الطوارئ؟
تطبيق قانون الطوارئ في الوقت الحالي حتمي ونحن جميعا نري كل يوم ما يستدعي ذلك.. ابني الأكبر رئيس مباحث وشقيقه في الأمن المركزي ويتحدثان عن مناطق مثل كوم السمن تتداول فيها المخدرات علنا .. ومنذ أيام تعرض دبلوماسي عربي لحادث سرقة سيارته علي الطريق الصحراوي وغيرها من حوادث كثيرة تجعل استمرار هذا الوضع طريقا لحدوث ما لا يحمد عقباه.. حال مصر الآن يجسده بيت شعر لأمير الشعراء أحمد شوقي يقول: نحن نجتاز موقفا.. تعصر الآراء فيه.. وعصرة الرأي تردي.
وماذا عن المستقبل؟
المطلوب أن يختار المجلس العسكري مجلسا لقيادة الثورة من القيادات الوطنية عسكريين ومدنيين ولا يكون هناك فصل بين المجلس العسكري والمدنيين.. وأتساءل هنا لم لا يمنح حق التصويت للعسكريين أليسوا مواطنين يجب عليهم المشاركة في اختيار قياداتهم.. أيضا من المفروض إعادة توزيع الثروة عبر نظام الضرائب التصاعدية وهذا خير علاج للمطالبات والاحتجاجات الفئوية.. علينا كذلك دفع ضريبة الدم لشهداء الحروب عبر منح أسر الشهداء أراضي في المناطق الجديدة.. علينا أيضا بناء القدوة في نفوس شبابنا خاصة في القري التي هي أكبر مصدر للإرهاب.. لماذا لا نعمل تماثيل لأبطالنا من شهداء القوات المسلحة مثل الشهيد إبراهيم الرفاعي وغيره وتوضع في القري التي ولدوا فيها لتكون نماذج مشرفة تبني القدوة للشباب.
أفريكانو
مصر تتجه حاليا للعودة لامتدادها الإفريقي ورسالتك للحصول علي الماجستير كانت عن النحت الإفريقي.. لماذا النحت الإفريقي بالذات؟
الأفارقة أنتجوا فنا إنسانيا من الدرجة الأولي وأثر الفن الإفريقي في أوروبا بأسرها وكما يقال قرع الطبول في إفريقيا نسمع صداه في باريس.. هذا الفن اجتاح أوروبا فقد تأثر به بيكاسو وهنري ريمور وجوجان لهذا عملت رسالة الماجستر عن الفن الإفريقي وأهديتها لمعلم التربية الفنية الذي علمني في المرحلتين الإعدادية والثانوية والذي لا يمكنني نسيانه وهو الأستاذ أديب طياب.. وهذا يجعلنا نتحسر علي ما آلت إليه الأنشطة في مدارسنا هذه الأيام.. والفن الإفريقي يرتبط بالقبائل وكل قبيلة لها أسلوبها في النحت فهناك في جنوب السودان قبائل الشيلوك والبامبارا ويقولون إن التمثال الإفريقي تتجسد فيه روح الشجرة التي صنع منها فهي نار ووقود وغازات فروع الشجرة تدخل في القناع.. هناك النحت كما يعتقدون قادر علي شفاء المرضي والأقنعة تطرد الأرواح الشريرة من البيوت وهذا المفهوم سائد حتي الآن في مناطقنا الريفية.. والفن الإفريقي يشمل كل الخامات فهو بلاستيك مع معادن وجلد وخشب وريش وخيش.. أيضا تميز النحت الإفريقي بالنحت البارز أي التشريط بمعني عدم الاهتمام بالتشريح العادي بل بما هو داخل الشخص.
لك تجارب في عالم الرسم الكاريكاتيري.. هل لنا التعرف علي أبرزها ؟
الحقيقة أنني لم أستعد برسومات كاريكاتيرية لكني سأحاول رسم أحدثها بالكلمات بمساعدتكم بالطبع: إنه رسم للإذاعية الرائدة آمال فهمي حيث التقت وزير الخارجية القطري في برنامجها الشهير "علي الناصية".. سألته في النهاية: تحب تسمع إيه؟ أجاب: أحب أسمع أغنية "الأرض بتتكلم عبري".. رسم آخر لبنيامين نتنياهو مصوبا بندقيته.. وعليه تعليق: هنا قاعدة النتن ياهو للتنشين علي العرب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.