القادة الأفارقة يستعرضون اليوم أنشطة مجلس الأمن والسلم في إفريقيا ترأس مصر اليوم الاتحاد الإفريقي في دورته المنعقدة بأديس أبابا في أثيوبيا ويبقي التساؤل: ما اجراءات تسليم وتسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي ؟ وما الملفات والقضايا التي ستكون علي رأس الاتحاد الإفريقي هذا العام ؟ وهل ستكون هناك اجهزة جديدة تضاف إلي الاتحاد ام لا ؟ وكيف سيتم تفعيل الأجهزة القديمة التي تم الاتفاق عليها في دورات الانعقاد السابقة؟.. أسئلة كثيرة تجيب عنها السفيرة نميرة نجم المستشار القانوني للاتحاد الإفريقي في حوارها ل "الأخبار" عبر السطور التالية. • بداية.. ما إجراءات التسليم والتسلم في الاتحاد؟ - من المقرر أن يتسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رسميا رئاسة مصر للاتحاد الافريقي من الرئيس الرواندي بول كاجامي الرئيس الحالي للاتحاد، خلال الجلسة الافتتاحية للدورة ال 32 للقمة الافريقية والتي تستمر يومين تحت عنوان "عام اللاجئين والعائدين والنازحين داخليا.. نحو حلول دائمة للنزوح القسري في إفريقيا"، وعند بدء إجراءات الجلسة الافتتاحية للقمة يلقي الرئيس كاجامي كلمته ثم يسلم الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الاتحاد وينتقل الرئيس السيسي من كرسي مصر إلي كرسي رئيس الاتحاد لتبدأ فعاليات القمة بعد إلقائه كلمة الرئاسة المصرية. ما أهم الملفات والقضايا التي ستكون علي رأس أولويات الاتحاد الإفريقي هذا العام؟ تتمحور اهتمامات الاتحاد الإفريقي في المرحلة الحالية بشكل أساسي حول تحقيق التنمية المستدامة لدول القارة بمفهومها الشامل من خلال تنفيذ "أجندة التنمية 2063" والتي تهدف إلي حفظ السلم والأمن بالقارة فضلا عن تحقيق الحكم الرشيد والتداول السلمي للسلطة في دول افريقيا من خلال تفعيل بنية السلم والأمن الافريقية، وتطبيق مبادئ ووثائق الاتحاد ذات الصلة وسيستعرض القادة الأفارقة خلال قمتهم يوم الاحد المقبل، بالعاصمة الاثيوبية أديس أبابا، تقارير عن أنشطة مجلس السلم والامن في إفريقيا، وتنفيذ خريطة الطريق الرئيسية للاتحاد الإفريقي، وتقريرا آخر حول الخطوات العملية نحو مبادرة إسكات البنادق في أفريقيا بحلول عام 2020،وذلك في جلسات مغلقة. وضمن التقارير التي سيقدمها ضمن جدول أعمال القمة تقرير الرئيس التشادي إدريس ديبي عن وضع الحكم الرشيد في إفريقيا، وتقرير الرئيس الكونغولي دينيس ساسو عن ليبيا، وتقرير رئيس الجابون علي بونجو عن المؤتمر ال24 للدول الأطراف في اتفاقية الأممالمتحدة لتغيير المناخ والتحضيرات الإفريقية للمفاوضات العالمية الخاصة بتغيير المناخ عام 2019، وتقرير رئيس السنغال ماكي سال عن التعليم والعلم والابتكار، وتقرير اخر عن توجيه وكالة الاتحاد للتنمية (نيباد)، وتقرير رئيس سيراليون جوليوس مادا عن إصلاح مجلس الأمن بالأممالمتحدة. كما يستعرضون أيضا تقرير الملك إسواتنيي مسواتي الثالث عن التحالف ضد الملاريا، وتقرير ملك المغرب محمد السادس عن إنشاء المرصد الإفريقي للهجرة في المغرب، وتقرير رئيس الجزائر عبد العزيز بوتفليقة عن مكافحة الإرهاب والتطرف في القارة، وتقرير رئيس كوت دافور الحسن واتارا عن أجندة إفريقيا 2063،وتقرير رئيس نيجيريا محمد بخاري عن السنة الإفريقية لمكافحة الفساد، وتقرير رئيس رواندا بول كاجامي عن برنامج رصد حالة الإيدز في إفريقيا ونتائج اجتماع رفيع المستوي للقادة حول تمويل صندوق الصحة الإفريقي، وتقرير رئيس توجو فوري جناسينجبي عن السوق الإفريقية الموحدة للنقل الجوي، وتقرير رئيس أوغندا يوري موسيفيني عن التكامل السياسي للقارة الإفريقية، وتقرير رئيس زامبيا إدجار لونجو عن مكافحة زواج الفتيات في سن مبكرة. كما سيعتمد القادة الأفارقة علي مشروعات ومعاهدات واتفاقات قانونية، وهي مشروع معاهدة إنشاء الوكالة الإفريقية للأدوية، ومشروع النظام الأساسي للجنة الإفريقية للسينما والوسائل السمعية والبصرية، ومشروع النظام الاساسي لمركز الاتحاد الافريقي الدولي لتعليم البنات والنساء في إفريقيا، ومشروع تعديل المادة 35 من ميثاق النهضة الثقافية الإفريقية، ومشروع سياسة الاتحاد الإفريقي للعدالة الانتقالية. ما ضمانات تنفيذ القرارات التي يتخذها الاتحاد؟ الأمر يرجع إلي الدول الأعضاء الذين يتابعون تنفيذ قرارات الاتحاد طبقا للقواعد وهو ما يتابعونه خلال القمة. وهل هناك أجهزة موجودة في الاتحاد غير مفعلة؟ وهل ستفعل أجهزة جديدة هذا العام؟ هناك بعض من الاتفاقيات الجديدة التي تنشئ عددا من الأجهزة الجديدة سيتم اعتمادها في القمة الحالية علي غرار الوكالة الافريقية للأدوية، وهناك بعض الأجهزة التي تم اعتماد انشائها بالفعل في قمم سابقة ويجري الآن بحث أي من الدول ستستضيف مقر هذه الأجهزة علي غرار وكالة الفضاء الإفريقية. هل من الممكن الاستعانة بشركاء جدد في الاتحاد حتي يكون التمويل فقط من الجانب الغربي والأمريكي؟ وما الموقف تجاه التمويل الذاتي للاتحاد في الوقت الحالي؟ بالفعل للاتحاد الافريقي شركاء متعددون ولا ينحصر التمويل فقط علي الاتحاد الاوروبي او الولاياتالمتحدة، بل يشمل الصين والهند وبعض الدول الاخري، ولكن في المرحلة الراهنة تحاول دول الاتحاد ان تركز علي ان يكون تمويل أنشطة الاتحاد من قبل الدول الاعضاء وليس الشركاء. هل الدبلوماسية المصرية التي قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي وطدت العلاقات مع دول إفريقيا ؟ وكيف ذلك؟ وهل مصر سبقت خطوات منصبها في الاتحاد الإفريقي وقدمت للدول الإفريقية شيئا؟ مصر بعد غياب دام 25 سنة أو ربع قرن عن رئاسة المنظمة تعود بقوة لتقوم بدورها الطبيعي كإحدي الدول الافريقية ليس فقط كمؤسس للاتحاد ذاته ولكن من أوائل الدول الداعية إلي انشائه في عصر الرئيس جمال عبد الناصر، الذي حدد استراتيجية مصر الخارجية في العمل والتحرك في ثلاث دوائر شهيرة هي العربية والافريقية والاسيوية والتي كانت من ثوابت السياسة المصرية، وعودة مصر لتعمل في محيطها الطبيعي وترأس المنظمة الإفريقية في عصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، بعد تصحيح لمسار سياسي ضل طريقه في عهود سابقة غابت عنها الرؤية والحكمة السليمة، وبتوجه واضح ونتاج جهد بذلته الدولة المصرية والقيادة السياسية والاجهزة المعاونة والدبلوماسية المصرية بعد ثورة 25 يناير إلي استعادة دورها في قارتها من التحرر إلي التنمية الشاملة والمستدامة، وكم الزخم السياسي والاقتصادي والمؤتمرات الافريقية التي انعقدت في القاهرة وشرم الشيخ وأسوان التي أعلن الرئيس المصري أنها عاصمة الشباب الافريقي لعام 2019،وإنشاء المدرسة الافريقية الصيفية، بخلاف الزيارات المتكررة للرئيس عبدالفتاح السيسي لعواصم الدول الافريقية ومنها دول لم يزرها أي رئيس مصري من قبل علي الاطلاق، علاوة علي زيارات السادة الوزراء وتحديدا السيد سامح شكري وزير الخارجية لتعزيز العلاقات الثنائية بين مصر واقرانها الافارقة التي تجمعهم قارة واحدة، ويسانده في ذلك فريق من سفراء مصر العاملين في الدول الافريقية، فقد خلق كل ذلك مناخا ملائما لتمكين مصر من رئاسة الاتحاد الافريقي للعمل مع باقي دول القارة لتحقيق الامن والاستقرار والتنمية في اطار من التعاون المشترك. هل سيكون للاتحاد دور في حل النزاعات الأهلية أو تدخل في الانتخابات الإفريقية؟ بالفعل للاتحاد الافريقي فريق من الخبراء الذين يتولون مراقبة الانتخابات داخل القارة الافريقية للوقوف علي مدي نزاهة الانتخابات ومراعاتها للقوانين المحلية والمعايير الدولية وكتابة تقارير مصحوبة بتوصيات لتحسين الظروف الانتخابية في المستقبل. اما بخصوص حل النزاعات الأهلية، في هذه اللحظة يحضر رئيس الاتحاد الافريقي احتفالا في بانجي،عاصمة جمهورية افريقيا الوسطي بعد جهود حثيثة اثمرت عن توقيع اتفاقية سالم في الخرطوم ينهي النزاع المسلح بإفريقيا الوسطي، كما يدعم الاتحاد الافريقي دعم عملية السلام في جنوب السودان.