حمدين صباحي أول المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية .. قبل ثورة 25يناير وبعدها. ففي عام 2010 تأسست حملة لدعمه: مرشحا شعبيا للرئاسة. لمع اسمه أثناء دراسته في كلية الإعلام عندما قام بحشد جهود الحركة الطلابية لإجبار السلطة علي إصدار اللائحة الطلابية الديمقراطية عام 1976. وتصاعد اسمه عندما عُرف بأنه أصغر المعتقلين السياسيين من مواليد عام 1954 ضمن حملة اعتقالات 1981 لرموز الحركة الوطنية المصرية. وفي عام 1998بدأ في تأسيس حزب الكرامة الذي رفضته لجنة الأحزاب المرة بعد الأخري. ولأنه مايزال أحد المرشحين الحاليين لرئاسة الجمهورية فقد أجرت الزميلة »الأهرام« حواراً طويلاً ضمن حواراتها المهمة مع كل المرشحين المحتملين. عندما سُئل حمدين صباحي عن رأيه في أن الثورة أظهرت ائتلافات شبابية جديدة، وهم في طريقهم إلي المزيد من الصعود بشكل مستمر، وهل لذلك تأثيرات علي مستقبل الحياة السياسية والحزبية؟ أجاب صباحي بأنها [ ظاهرة إيجابية جدا أن يكون هناك تدفق نحو المشاركة السياسية. وائتلافات الشباب أحد هذه العلامات. فالمصريون الذين كانوا خارج الحياة السياسية يدخلونها الآن. وانتقلوا من مرحلة التنحية عن المشاركة الي المشاركة الفعلية الآن، والشباب جزء رئيسي في هذه الظاهرة. هذا التدفق والتعدد الذي قد يصل الي مرحلة قد تزعج البعض لا يزعجني. لأن هذا التعدد في مرحلته الأولي، ثم سيدخل في مرحلة من الصهر والتوحد والإندماج والائتلاف ثم الفرز للجميع]. ورداً علي سؤال : هل أنت مع قانون العزل السياسي؟ ولماذا؟، أجاب حمدين صباحي أنه ضد أي عزل سياسي أبدي وإنما مع العزل السياسي المؤقت مضيفاً: [.. ولكن ينبغي أن يكون العزل مقترنا باقتراف جرائم واضحة مثل الذين زوروا الانتخابات البرلمانية الأخيرة. وهو التصرف الذي كان بمثابة القطرة التي فاض بها الكيل. فهل سنترك هؤلاء لبناء برلمان الثورة؟! لذلك كل من ساهم في تزوير الانتخابات السابقة ينبغي أن يُعزل لفترة زمنية أقصاها خمس سنوات]. طرحت الزميلة مندوبة »الأهرام« سمر نصر سؤالاً مهماً علي مرشح الرئاسة المحتمل حول ما حدث يوم الجمعة قبل الأخيرة وأنزعج كثيرون منه واعتبروه بمثابة استعراض للقوي المتشددة، فأجاب بكياسته الانتخابية الطبيعية أنه رأي ظواهر إيجابية في تلك الجمعة إلي جانب بعض السلبيات مؤكداً أنه لا يشارك في انزعاج الكثيرين منها (..). وأرجع حمدين صباحي انزعاج الكثيرين إلي أنهم: [ لم يروا مصر غير في تلك الجمعة فقط .. لأن من يري مصر في سياقها التاريخي ويتابعها لم ينزعج. هناك قوي تخرج من كهوفها لتمارس العمل السياسي. وهذه الكهوف أكُرهت علي دخولها أو اختارت دخولها في ظل النظام السابق. ومن بينهم السلفيون الذين يوجد بينهم أغلبية صامتة واسعة جدا (..) ومن بينهم أيضا أغلب الشباب الذي شارك في الثورة]. ويدافع رئيس الجمهورية المحتمل عن هذه الظاهرة بنفس الكياسة الانتخابية قائلاً: [ كل هؤلاء لم يكن لهم أدوار عبر الثلاثة عقود الماضية داخل الساحة السياسية. ولكن الملاحظ هو وجود التزام بحدود ما لقواعد ممارسة جماعية واحترام لوجود كل الأطراف داخل الميدان. والسلفيون بمشاركتهم في المظاهرات تلك الجمعة مارسوا أفعالا مدنية في ظل مطالبتهم بدولة دينية (..). فقد نزلوا إلي المشاركة السياسية مرتين. الأولي: يوم الاستفتاء والثانية: يوم جمعة وحدة الصف]. وفي محاولة منه لطمأنة المنزعجين مما شاهدوه وسمعوه في تلك الجمعة، أضاف حمدين صباحي: [ ومع الوقت .. كلما اكتسبوا مرانا سياسيا، سيصبحون أكثر ليونة وأقل خشونة مع الآخر وأكثر قبولا للآخر وأكثر إحتراما لقواعد اللعبة، لذلك أدعو الي وجود روح الاستيعاب والسعي لروح التوافق بين المصريين والبحث عن أرض مشتركة تعلو علي روح الإقتتال والنفور والتمركز ضد البعض]. .. وللحديث بقية.