حمدين صباحي وجه سياسي معارض يعتبره البعض أحد أهم ركائز الحركة الوطنية المصرية، التي رفعت شعار التغيير والإصلاح في مصر، ومن النماذج الوطنية المهمومة بمشاكل مجتمعها والمتفهمة لطبيعة احتياجاته، خاض معارك عديدة في مواجهة نظامي السادات ومبارك دفع خلالها الكثير من التضحيات كان آخرها إسقاطه في انتخابات مجلس الشعب السابقة. توقع حمدين صباحي أن يكون يوم 25 يناير بداية النهاية لنظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وشارك في الدعوة للثورة من خلال موقعه على تويتر وموقع الحملة الداعمة لترشحه للرئاسة، بل حمل حمدين صباحي شرارة انطلاق الثورة بمدينة بلطم بمحافظة كفر الشيخ. وحملت الحملة الشعبية لدعم حمدين صباحي لسباق الترشح للرئاسة نفس أهداف الثورة ومطالبها من حرية وديمقراطية وعدالة اجتماعية، وهو ما يفسر الشعبية الكبيرة التي تحيط به، والتي أهلته لتمثيل دائرته بمجلس الشعب لسنوات طويلة حمل خلالها هموم ومشاكل الوطن بمفهومه الواسع، مدافعا عن البسطاء من شعب مصر. مرشح شعبي كانت حملة صباحي أول المنادين للتحول من مرحلة جمع التوقيعات الشعبية من جماهير الشعب المصري، إلي النزول في جولات ميدانية في شوارع القاهرة والمحافظات، ومن خلال المظاهرات والوقفات الاحتجاجية والمؤتمرات السياسية منددين بسياسات النظام المصرى السابق وداعين إلى إسقاطه، عبر مرحلة جديدة من العمل الوطني تعمل فيها كل القوى المعارضة في مصر على بناء جبهة وطنية واسعة من أجل التغيير الجذري بالتعاون مع القوى الشعبية والاجتماعية لتشكيل كتلة وطنية شعبية واسعة قادرة على إنجاز مهمة التغيير. بعد نجاح الثورة وفى تعليقه على ترشحه للرئاسة، أكد صباحي أنه تحول من مرشح شعبي إلي جندي في خدمة الشعب، وأن ترشحه مرهون بالتشاور مع حملات الدعم والقوى الوطنية والشباب الجديد الذي صنع الثورة ويرى صباحي أنه لابد من توافر ثلاث مواصفات في شخصية الرئيس القادم لمصر والذي سيعبر عن أحلام المصريين اللذين صنعوا الثورة ،وهى ديمقراطية حقيقية على كل الأصعدة ،وتوزيع عادل للثروة واستقلال وطني يحقق الكرامة لمصر . وحمدين صباحي من مواليد 1955 بمدينة بلطيم في محافظة كفر الشيخ. بدأ مسيرته منذ أن كان طالباً في مدرسة الشهيد جلال الدسوقي الثانوية، حيث أسّس رابطة الطلاب الناصرِيين وتولّى موقع الأمين فيها. وعقب التحاقه بكلية الإعلام، ساهم مع رفاقه في تأسيس اتحاد أندية الفكر الناصري بجامعات مصر. كان مسئولا عن إصدار جريدة "الطلاب"، التي كانت صوتاً للطلاب الوطنيين والناصريين في الجامعة، وكانت واحدة من أهم أدوات الحركة الطلابية المعارضة للسادات في السبعينيات. تخرّج في قسم الصحافة بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام .1977 شغِل منصب رئيس اتحاد طلاب كلية الأعلام، ورئيس اتحاد طلاب جامعة القاهرة، ثم نائب رئيس اتحاد طلاب جامعات مصر، كما ساهم في وضع اللائحة الطلابية لعام1976، التي ألغِيت فيما بعد، والتي كانت تمنح الطلاب حصانة وحُرية داخل حرم الجامعة. أثناء تولية منصب نائب رئيس اتحاد الطلاب التقى بالرئيس السادات في حوار تلفزيوني، انتقد فيه بجُرأة أداء السادات في أمور عدّة، منها السعي لتوقيع اتفاقية كامب ديفيد قبل أن توقع. معتقل سياسي اكتسب حمدين صباحي شعبية جارفه داخل مصر، وعلى امتداد الوطن العربي بمواقفه الوطنية وجُرأته في أحداث 17 و18 يناير 1977، والتي عُرفت بانتفاضة الشعب المصري ضد حكم السادات، كان حمدين أصغر مُعتقل سياسي في تلك الآونة، وكان بصُحبته في الزنزانة الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل. اعتُقل مرات عديدة، منها عند قيامه بقيادة مظاهرة سنة 1997 مع فلاحي مصر، الذين أضيروا من قانون العلاقة بين المالك والمستأجر، وهو القانون الذي شرّد ملايين الفلاحين الفقراء من أرضهم، في عودة صريحة لنظام الإقطاع من جديد. كما تكرر اعتقاله وهو نائب في مجلس الشعب، وبدون رفع حصانته سنة 2003، في انتفاضة الشعب المصري ضدّ النظام المصري المؤيِّد لغزو العراق، وقد قاد حمدين تلك المظاهرات في ميدان التحرير وحرّض على ضرب المصالح الأمريكية، حتى توقّف ضربها للشعب العراقي. وصباحي هو وكيل مؤسسي حزب الكرامة ورئيس تحرير صحيفته السابق، وكان عضو مجلس الشعب عن دائرة البرلس والحامول في دورتي 2000 و2005. وهو عضو مجلس نقابة الصحفيين في السابق. ساهم صباحي في تجربة تأسيس الحزب الاشتراكي العربي، ثم تأسيس الحزب العربي الناصري، الذي كان ورِفاقه من أهمّ سواعِد بنائه وقيادته لسنوات، حتى اصطدموا بالخِلاف مع السيطرة على الحزب وعدم ديمقراطيته، إضافة إلى سعيهم لتقديم الفكرة الناصرية من خلال منظورها الوطني، الأشمل والأعمق، فقرّروا تأسيس حزب الكرامة، الذي رغم عدم الموافقة عليه من جانب لجنة "الأحزاب" الحكومية، إلا أنه نجح في أن يكون له وزنه ووجوده وشرعيته على الساحة السياسية في مصر