أحب المجتمع المدني. وأحب نشاط المجتمع المدني. وفصل المقال بين المجتمع المدني والدولة من اتصال هو أن النهضة المصرية في العصر الحديث قامت علي جهد المجتمع المدني من مدارس ومستشفيات وسينمات ومسارح وصحف ومجلات الخ. لذلك أنا كثيرا جدا ما طالبت من زمان بفتح النوافذ لكل أشكال العمل الأهلي. أحب جدا مشروعًا مثل مستشفي الحروق الذي وراءه السيدة المحترمة هبة السويدي ومستشفي 25 يناير الذي كان وراءه شباب يتقدمهم الصحفي محمد الجارحي، وكثير جدا من تجارب الطب والمستشفيات تحتاج مقالات وحدها لكني هنا سأتحدث عن الثقافة. مللت النقد أو التشجيع لوزارة الثقافة ورأيت في السنوات الماضية عشرات من الجماعات والجمعيات الثقافية والفنية أخذ الفيس بوك مني كثيرا من الاهتمام بها إلي جوار المقالات. وأحب هنا أن أتحدث عن نشاط في الإسكندرية وراءه الدكتور الشاعر المثقف شريف عابدين. يفتنني الأطباء حين يعملون في تنشيط الثقافة ويكفي أن أشير كما أشرت من قبل كثيرا إلي جهد الدكتور محمد رفيق خليل الطبيب العظيم والشاعر وراء نشاط اتيلييه الإسكندرية. هنا مبادرة ليس لها مكان ولا مقر لكن وراءها فكرًا ومثقفًا عاشقًا للثقافة في مدينة تاريخها الثقافي هو تاريخ العالم لقرون طويلة - يوما ما طبعا - هي مدينة الإسكندرية التي حمل اسمها في التاريخ عصرا كاملا كان يسمي العصر السكندري وهو العصر الذي امتزجت فيه ثقافة مصر بثقافة اليونان بعد ظهور المدينة إلي الوجود. هذا النشاط اختار له الدكتور شريف عابدين اسما عمليا هو »A»WA» Alexandria »reative Writing Activation ويعني نشاط الكتابة الإبداعية في الإسكندرية واختصارها » أكوا » فلماذا اختار هذا الاسم للمبادرة؟ ببساطة للتنامي المتضاعف للكتابة عن الإسكندرية فما كنا نعرفه هو كتابة الأجانب وعلي رأسهم لورانس داريل لكن برز العديد من كتاب الإسكندرية، بل وأضيف أنها كانت في منتصف القرن السابق مركزا للتجديد في الشعر والفنون، لكن هذا حديث يطول، حتي صار السكندريون يقولون أهل الإسكندرية أدري بشعابها، ولديكم عشرات الأسماء المهمة في الكتابة من كل الأجيال ابتداء من محمد حافظ رجب إلي ماهر شريف مرورا بأسماء مثل مصطفي نصر وأحمد فضل شبلول وسعيد سالم وعلاء خالد وعبد الرحيم يوسف ومنير عتيبة ودينا عبد السلام. عشرات الأسماء الرائعة وأكثر. ومعذرة فالمقال قصير. . تسعي »أكوا» إلي الاستفادة من الحصاد الكمي لهذه الظاهرة؛ لتنمية الشق النوعي في عملية الكتابة باستخلاص النماذج الإبداعية التي تمثل تقنيات السرد، والتي يري الباحثون أن قيام المتدربين بفهرستها إيجابيًا يزيد من سعة التخزين بالذاكرة والقدرة علي استيعابها وقد تحمس لها كبار الأساتذة في الجامعة بالإسكندرية وطبعا كبار الكتاب والشباب ذوو الطموح الكبير في الكتابة والتجديد فالمبادرة تقتفي أثر الإسكندرية في الأعمال السردية. تجليات المكان ورحلة البشر، وبالتالي تنمية الذائقة للمبدع والمتلقي، وأقاموا ورشا تكوينية وندوات توعوية من ناحية الفن من فضلك، يتعلم منه الكتاب والقراء من خلال النماذج المقدمة ويمكن أن يتطوروا بأنفسهم عنها. مضي أكثر من عام وأنا أتابع نشاط هذه المبادرة الفردية من الدكتور شريف عابدين الذي يتكفل هو بتكاليف كل شيء سعيدا بما يفعله كمثقف وشاعر ورأيتها تتنقل بين قصور الثقافة بالإسكندرية وخاصة مركز الإبداع وقصر ثقافة الأنفوشي وهو تعاون رائع وذهبت المبادرة إلي أسماء أكاديمية رائعة من الإسكندرية يطول ذكرها وهنا القليل منها مثل الدكاترة والأساتذة كوثر مروان ومحمد عباس ومحمد عبد الحميد خليفة وسامي حلمي - منجم السينما والدراسات السينمائية - ورشاد بلال وفايزة صقر وسحر شريف وندي يسري وشوقي بدر يوسف وهاني المرعشلي وغيرهم كثير جدا وموضوعات ساخنة عن كيفية الكتابة والعلاقة المتفاعلة بينها وبين المدينة. ربما لأنها استلهام من المدينة لا تتوقف عندها الصحافة المركزية كثيرا. إن التعاون بين »أكوا» ومراكز الثقافة الخاضعة لصندوق التنمية الثقافية أو الثقافة الجماهيرية مثل مركز الإبداع وقصر ثقافة الأنفوشي أمر رائع وجميل والتفاف الكبار والشباب حول هذا النشاط الذي يقف وراءه الدكتور الشاعر شريف عابدين كما قلت ولا يكلف أي مكان شيئا غير المكان أمر رائع ولا يريد هو منه شيئا باعتباره شاعرا ومثقفا كبيرا فلقد شغل مناصب مهمة في الطب آخرها رئاسة أقسام الجراحة بالتأمين الصحي في مستشفي جمال عبد الناصر بالإسكندرية منذ عام 1996 حتي عام 2013 ولذلك أنا أحب أن أشكر هذه المبادرة ومن وراءها وأشكر صفحتهم علي الفيس بوك التي لا تحتفي بنشاطهم فقط لكن بكل نشاط ثقافي في الإسكندرية تقوم به هي أو مكتبة الإسكندرية أو أوبرا الإسكندرية أو قصور الثقافة أو جمعيات أخري ولا يتوقف الأمر عند النشر فقط بل يتواجدون في الأنشطة فالهدف من الصفحة كما هو الهدف من المبادرة وضع الإسكندرية في مكانها الثقافي اللائق. وأنا شخصيا صرت أعرف ماذا يحدث من أنشطة ثقافية من صفحة هذه المبادرة التي هي صفحة الدكتور شريف عابدين. هنا الفن والإبداع فقط هو الحافز والهدف ولاشيء آخر وما أجمله من نشاط..