كتبت مقالة بعنوان "لماذا لا يعود قصر ثقافة الحرية إلي أصحابه؟!" ونشرت في جريدة القاهرة في 19 يونيو ..2012 ولم يتحرك أحد. حتي موظفو هيئة قصور الثقافة في الإسكندرية الذين أدافع عنهم. لم يتقدم أحدهم للتعليق علي ما كتبته. ولم يرد صندوق التنمية الذي استولي علي المبني الجميل وحوله إلي مركز للإبداع وإدارة بطريقة لا ترقي إلي إدارة باقي دور الثقافة في الإسكندرية. وأنا لا أعارض في إقامة مركز للإبداع في الإسكندرية. فليقيموه كما يشاءون بعيداً عن قصر ثقافة الحرية الذي صار جزءاً من حياتنا. نتقابل فيه في أيام عديدة خلال الأسبوع. مرة مع القصة والشعر ومرة مع الموسيقي. سمعت جلال حرب يغني علي عوده في لقاءات فنية كثيرة. وأحببت أغنية عش الهوي المهجور من خلال سماعي لها من الملحن محمد أبوسمارة وهو يغنيها علي عوده. وقابلت في هذا المبني الجميل كثيراً من كتاب مصر الكبار: محمود تيمور ورجاء النقاش وصلاح عبدالصبور والدكتور حسين فوزي وأمل دنقل وجمال الغيطاني والدكتور سيد حامد النساج وغيرهم. لقد كان قصر ثقافة الحرية درة التاج لهيئة قصور الثقافة في الإسكندرية. كان يضم مكتب رئيس الإقليم. ومدير المديرية ومدير القصر. وكان مضاء طوال الليل. يحضره المديرون إليه كل مساء: محمد غنيم ووسام مرزوق وليلي مهدي ومحمود عوضين وغيرهم. وبعد أن ابتعد المبني عنهم تاهت الثقافة وتعثرت. ندوة القصة التي بدأت في أواخر عام 67 ومازالت تنعقد للآن. ليس لها مكان. تنتقل من جمعية الشبان المسلمين إلي مركز شباب الأنفوشي. ولا أدري لماذا كل هذا التعب. لماذا لا يعود قصر ثقافة الحرية إلي مكانه الطبيعي. هيئة قصور الثقافة. وأن تعود ليالي الإسكندرية الأدبية والفنية. لا أدري لمصلحة من هذا العبث والتعنت؟! الإسكندرية مهلهلة ثقافياً. قصر الأنفوشي في الترميم. ولا حل لعودة التألق والإبداع الجميل إليها. إلا بعودة درة التاج إليها. قصر ثقافة الحرية خاصة أن صندوق التنمية الذي كان يفخر بغناه لم يعد كذلك. فموارده كانت تأتي من هيئة الآثار التي أصبحت وزارة مستقلة. أرجو من وزير الثقافة أن يعيد الحق لأصحابه ويعود قصر ثقافة الحرية إلي حضن هيئة قصور الثقافة. من أجل راحة كتاب ومثقفي الإسكندرية. مصطفي نصر كاتب وروائي سكندري