كان المتوقع عقب إقرار التعديلات الدستورية في عام 2005 أن تبدأ اجراءات الاعلان عن ترشيح جمال مبارك للانتخابات الرئاسية القريبة، الا ان مبارك الاب هو الذي رشح نفسة واعلن الحزب الوطني اختيارة كمرشح الحزب للانتخابات الرئاسية وكأن الحزب الذي كان يتشدق قياداته بأنه حزب الأغلبية يتحي هذه الأغلبية ويسوقهم نحو المجهول . قبل الترشيح حدث أمر هام شغل الوسط الاعلامي بشكل خاص وقطاع كبير من الشعب بشكل عام وهو التغييرات الصحفية والتي أسفرت عن إزاحة الكبار في عالم الصحافة والذين كانوا يشكلون هرم الإعلام المكتوب في عصر مبارك وتم الدفع بوجوه جديدة في عالم السلطة الصحفية واغلبهم ممن كانوا ينتمون الي لجنة السياسات بالحزب الوطني وهو ما نمي الشعور لدي النخبة بأنهم قادمون لتمهيد الطريق نحو تفعيل مشروع التوريث وخلافة جمال لوالده وسرعان ماانتهي هذا الهاجس بعد الاعلان عن ترشيح مبارك لفترة ولاية سادسة. فور الاعلان عن ذلك بدأت الحركات الاحتجاجية التي ظهرت في الشارع المصري تتخذ خطوات جديدة تحت شعار " لا للتمديد ولا للتوريث" وكانت علي رأس هذه الحركات حركة كفاية والتي بدأ تحركها في النمو ومعهم الاخوان المسلمون والاشتراكيون الثوريون وكلاهما محظور نشاطهما بحكم القانون ولكن اللافت للنظر هو ان يجتمع الجميع بالرغم من اختلاف السياسات والقناعات علي رفض مبارك وابنه واعتبر النظام في ذلك الوقت ان مظاهرات هؤلاء هو دليل الديموقراطية وان هناك من يرفض مثلما يوجد من يؤيد ويبارك اي مشروع سياسي قادم سواء لمبارك او لجمال. وكانت الانتخابات الرئاسية والتي خاضها عشرة من رؤساء الاحزاب والذين استطاعوا بحكم مناصبهم الحزبية ان يترشحوا بعد ان سدت المادة 76 الطريق امام الجميع نحو الترشح ،وبني مبارك حملته التي خططت لها شركتان إحداهما أمريكية والأخري بريطانية علي الظهور بوجة جديد علي المواطنين فكانت الصورة الرئيسية للحملة الانتخابية له بملابس ( كاجول) وظهر مبارك بدون رابطة العنق وبوجه شبابي لعب فيها الفوتو شوب الدور الرئيسي لاظهاره بالصورة التي أراد منسقو حملته الانتخابية ان يطل بها علي الشعب .. وجاب مبارك بعض المحافظات وشرب الشاي في منزل ريفي وصورته الكاميرات وحرص ان يكون للشباب دور مهم سواء في التخطيط للحملة او حضور مؤتمراته التي عقدها لانه استشعر ان الشباب هم العمود الاساسي في نجاحه وتقربه من الشعب . وجاءت نتيجة الانتخابات التي اسفرت عن فوزه وحصوله علي مايقرب من ستة ملايين صوت بينما جاء ايمن نور في المركز التالي بحصيلة ما يقرب من نصف مليون صوت ،ولكن الغريب ان أحدا لم يتوقف لتحليل أرقام الانتخابات ،فمن لهم حق التصويت كانوا اكثر من 32 مليون شخص بينما الذي شارك في العملية الانتخابية عشرة ملايين فقط حصل مبارك منهم علي ستة بينما ذهبت باقي الأصوات لمنافسيه وهو ما يعني ان مبارك الذي كان قد قضي 25عاما في الحكم حصل علي 60٪ من اجمالي الأصوات علي فرضية ان التصويت تم بشكل سليم ولم يحدث فيه تلاعب وهو مالم يحدث بطبيعة الحال ولكن دعونا من ذلك الجدل ونحلل الأصوات فنجد ان ايمن نور رئيس حزب الغد الذي تأسس قبل الانتخابات الرئاسية حصل علي نصف مليون صوت بالحصار الذي فرض عليه !!بينما مبارك لم يحصل الا علي 20٪ من اجمالي الأصوات الذين لهم حق التصويت وهو امر كان لابد ان يشغل بال ونظر مبارك والمحيطين به ولكن الامر لم يعنهم وكان همهم نجاح مبارك واستمراراه في الحكم وبالتالي فهم مستمرون في مناصبهم وسيطرتهم علي البلاد. وفي خضم ذلك فتح باب الترشيح لمجلس الشعب والذي كانت مدته قد انتهت والجميع يترقب هذه الانتخابات والتي فيها قررت جماعة الاخوان خوضها بمائة وخمسين مرشحا وهم الظاهرون بينما كان هناك المئات منهم مرشحون دون ان يعلنون انتماءهم للإخوان وكانت انتخابات عنيفة بعد ان لفظ الشعب الحزب الوطني واكتسح الإخوان المرحلة الاولي بتأييد شعبي جارف. وللحديث بقية.