نعم كانت مظاهرة حب في عزاء استاذنا الكبير أبراهيم سعده.. السرادق ازدحم عن آخره يوم الاثنين الماضي بجموع المعزين من شخصيات عامة ووزراء وفنانين وصحفيين وقراء توافدوا لتقديم واجب العزاء في الفقيد الراحل.. حتي الشوارع المحيطة بمسجد عمر مكرم ازدحمت بمحبيه الذين لم يجدوا مكانا داخل القاعة فآثروا الوقوف خارجها رغم برودة الجو.. نعم كانت مظاهرة حب لأبراهيم سعده كما وصفها الكاتب الكبير عباس الطرابيلي وأنا بجانبه داخل القاعة وهو يغالب تأثره وانفعالاته برحيل أستاذنا الكبير مؤكدا أنه كان قيمة وقامة عالية في بلاط صاحبة الجلالة وصاحب مدرسة في القيم والأخلاق الرفيعة تعلمت فيها أجيال متعاقبة من الصحفيين.. نعم كان بحق استاذا لم يعلمنا حرفا فقط بل تعلمنا منه الكثير من أصول المهنة وكيف نحفظ لها كبرياءها واحترامها كما كان صاحب أياد بيضاء علي كل من حوله فلم يبخل بخبرة أو نصيحة أو عطاء بل كان دائما السند الذي تلجأ اليه وقت الشدة لتجد منه كل العون رغم ما يتمتع به من هيبة ووقار.. رحم الله أستاذنا الكبير الذي ندين له بالفضل والعرفان لكل ما قدمه من عطاء لدارنا العريقة »أخبار اليوم» وخالص العزاء لأسرته وتلاميذه وقراءه الذين وجدوا في قلمه كل الصدق لا يخشي في الحق غير وجه الله وعفوه ومغفرته فاستحق كل هذا الحب في الحياة والممات وانا لله وانا اليه راجعون.