بثينة كامل أول سيدة تعلن ترشيحها لانتخابات رئاسة الجمهورية واستندت في ذلك إلي خبرتها في المجال الإعلامي ورأت ان بوسعها ان تحظي بشئ من التأييد في الشارع وانها قادرة علي خوض التجربة.. لم تعترف بالاستفتاء الذي أجراه المجلس الأعلي للقوات المسلحة علي مرشحي الرئاسة وقالت ان الجيش يريد البقاء في السلطة وهو ما يمثل محاولة لاعادة عجلة الزمن إلي الوراء.. »الأخبار« أجرت حوارا معها حول تقييمها للوضع الحالي ورؤيتها المستقبلية لمصر والمقومات التي تعتمد عليها في حملتها الانتخابية وكان هذا ردها؟؟ علمنا بوجود خلافات كثيرة ومشاكل متفاقمة بين الاعلامية بثينة كامل وبعض رموز النظام السابق.. فما كان تأثير ذلك علي ممارسة مهام وظيفتك كإعلامية؟ توقفت عن عملي كإعلامية وتم تجميدي وبعد خمسة أشهر من التوقف قابلت أنس الفقي وزير الإعلام سابقاً وكان معي وقتها الزملاء تامر أمين ورشا مجدي وهالة أبو علم وطلب مني تقديم برنامجي وبالفعل قمت بهذا وبعد فترة قليلة فوجئت بزميلة تقدم برنامجاً فكرته متطابقة تماماً مع فكرة برنامجي .. وما أدهشني موافقة الفقي علي تقديم برنامج الاعلامية الزميلة علي الرغم من أنه كان يتابع جيدا ما كنت أقدمه.. انا تعرضت لهجمات فظيعة وضغوط شديدة إضطرتني لاتخاذ قرار بعدم استكمال عملي ولم أنس عندما كتب حمدي الكنيسي في جريدة الأخبار لمهاجمتي.. والذي حماني هو رئيس تحرير أخبار اليوم وقتها الذي كان علي خلاف معه وقام بنشر ردي وهاجمته بطريقة شرسة وكل هذا بفضل الله وكرمه علي لما كنت أعيش في هذه الفترة من ضغوط متوالية. متي بدأت بثينة كامل في العمل السياسي؟ في عام 2791 اعتصم الطلبة بميدان التحرير مطالبين الرئيس الراحل محمد أنور السادات لحسم موقفه وقتها من حالة اللاسلم واللا حرب نزلت مع أسرتي وكنت طفلة صغيرة ولكنني اذكر هذا اليوم جيدا ولن أنساه وتابعت جيدا الهتافات التي كانوا يرددونها بالميدان.. كما كنت أفرح كثيرا عندما كنت أجلس مع جدتي عائشة مرتضي وكانت من فتيات ثورة 9191 لتحكي لي عن جولاتها ودعمها للفقراء والمساكين واتخاذ المواقف الصارمة والحازمة من ظلم الاستعمار وطغيانه.. وأتذكر جيدا انه في مرحلة الصغر كان شاغلنا الشاغل هو القضية الفلسطينية ومتابعة تطوراتها وبعد ذلك شاركت في مظاهرة صلاة الغائب علي الشهيد سليمان خاطر الذي كان جنديا مصرياً علي الحدود وقتل 21 جنديا إسرائيلياً لمحاولتهم اختراق الحدود المصرية وتمت محاكمته عسكريا بالاشغال الشاقة المؤبدة وفوجئ الشعب المصري بخبر انتحاره داخل السجن الحربي مما أحدث بلبلة نظرا للشك في انه قد تم قتله ولم ينتحر وفي هذه المظاهرة تم القبض عليّ. ثم ألقي القبض علي مرة ثانية عام 2891 وقت الاعتداء الإسرائيلي علي لبنان وكنا وقتها نجمع التبرعات بالدم عند كوبري عباس ونقوم بتوزيع منشورات للتضامن مع الشعب الفلسطيني ثم عملت كمذيعة في وقت كانت فيه القبضة الامنية شديدة جدا وكانت الرقابة أشد وفي عام 5002 أقيم الاستفتاء علي تعديل المادة 67 من الدستور وشهدت اول مظاهرة مع حركة كفاية وبعدها انضممت للحركة في الانتخابات وشاركت في حركة مصريين ضد الفساد وحركة المغترب المصري ضد الفساد.. وفي عملي بالاذاعة كنت أعد بعض الحلقات مع الفقراء من الشعب المصري لمساعدتهم وتلبية احتياجاتهم. وما أولويات برنامجك الانتخابي؟ محاربة الفقر والفساد والبطالة هل تقبلين بمنصب نائب الرئيس في حالة عدم فوزك بالرئاسة؟ أنا أقبل ان أكون كناسة في بلدي. ما الدوافع التي كانت وراء الترشح لانتخابات رئاسة الجمهورية؟ كان لابد من اثبات عمل المرأة في الترشح وأنا آمنت بأننا قمنا بثورة حقيقية في مصر و كما كان خوفي علي سرقة الثورة من أهم الدوافع وراء ترشحي وأيضا لما شاهدت من أفعال مشينة من بعض القوي السياسية كالسلفيين من حرق الكنائس وهدم الاضرحة واتهامهم لكل القوي السياسية بالكفر وترويج الشائعات بالباطل ولإيماني بأن لكل فعل رد فعل فهم يهاجموننا بما يستوجب مهاجتهم.. وقد أعجبني تصريح لرئيس حزب النور السلفي يدعي فيه أن ترشح المرأة ضد الشريعة. ومارأيك في ترشح المرأة لانتخابات الرئاسة ومدي قبول الشارع لها؟ أنا مستمرة في النزول بشكل متلاحق للشارع في الصعيد ووجه بحري ولابد أن نعرف أن الشعب لا يفرق بين رجل وسيدة وهو عاني كثيرا من حكم الرجال وكل ما يعنيه من الذي يحس به وبمعاناته ويحقق مطالبه ويفهمه. ترشح المرأة هو حق من حقوقها فهو، ليس حراماً ولا عيباً رغم مهاجمة بعض القوي لي كأول امرأة ترشح لرئاسة الجمهورية فأنا بثينة كامل لدي الجرأة علي مواجهتهم وكل يوم أكسب أرضاً جديدة رغم صعوبة الموقف في أوائل أيام إعلان ترشحي ولكن الامر بدا بعد ذلك عادياً جدا.. كيف ترين المنافسة بين المرشحين لانتخابات الرئاسة؟ أنا »ماليش دعوة بحد«.. وأعمل في طريق محدد وأرفض مبدأ تقييمي لمرشحي الرئاسة كواحدة منهم فأنا حالة إستثنائية، »وماليش مثيل« وهذا ليس غرورا مني ولكن من المؤكد انهم يختلفون في حجم شعبيتهم فحازم صلاح أبو اسماعيل له شعبية وكذا عمرو موسي والبرادعي ونور وحمدين فتحديد نسب التفاوت بين المرشحين للفوز بالرئاسة أمر مجهول وفي علم الغيب. ما تقييم بثينة كامل لأداء المجلس العسكري بصفتها مرشحة لرئاسة الجهورية؟ لا أعتقد أن المجلس العسكري يفكر في ترك السلطة ونقلها للحكم المدني كما وعد منذ 6 أشهر فالعقلية العسكرية محافظة ولاتخضع للنقاش.. وأنا قد تعرضت منذ فترة ليست طويلة للمحاكم العسكرية بمجرد انتقادي للمجلس العسكري.. وما أراه الآن هو ما حدث عام 2591 بقولهم انهم يحمون الثورة لارساء الديمقراطية وكان للإخوان ايضا جزء من تفكيرهم وبعد ذلك ادانوا كل الاحزاب باعتبارها عميلة وتنتمي للملكية وللاستعمار وتم الغاء الاحزاب والقضاء علي الحياة الديمقراطية تماما.. فنحن لن نسمح برجوع عجلة الزمن للخلف. أنا لا أري ولا أشعر بأن شيئا قد تغير سواء من المحاكمات العسكرية أو السلطة العسكرية ورجوع أمن الدولة نحن تركنا الميدان وذهبنا وسلمناهم السلطة لانهم كانوا امام العالم كله يقولون »نحن حماة الديمقراطية« فأين هي الديمقراطية فالمحاكمات العسكرية ليست إلا لترويع المواطنين. دورنا كإعلاميين فنحن سلطة رابعة فعلاً ودورنا رقابي وعلينا نقل الحقيقية كاملة ومراقبة جميع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية حتي ولو كان هذا علي حساب حياتنا.. وأنا أدعو جميع القوي بمختلف توجهاتها وإنتماءاتها السياسية للتوحد وهو أمر غاية في الأهمية وأريد أن اطرح مبادرة وأن أطلق عليها »مبادرة لم الشمل« وإنتظروا مني ذلك قريبا.. إلي أي مدي ترين أن استطلاع الرأي الذي قام به المجلس الأعلي للقوات المسلحة والخاص بمرشحي الرئاسة سيكون مؤثرا علي رأي الشارع المصري خاصة وأنك لم تحصلي فيه الا علي نسبة ضعيفة؟ أنا لا أعترض بما أجراه المجلس العسكري وهذا الاستفتاء لايعنيني في شئ.. »أنا مش عارفة مال المجلس العسكري ومالي«. وفي حالة فوزك في الانتخابات هل تقبلين بأن يطلق علي المستشار أشرف البارودي »رجل مصر الأول«؟ الشباب علي موقع تويتر كتبوا هذا بالفعل واضافوا عليه لقبا آخر »رجل مصر الأول وفتاها المدلل« وبالطبع لن يكون كل هذا بصورة جدية.. مارأيك في فكرة إرجاء انتخابات مجلسي الشعب والشوري! يستحيل إجراء الانتخابات في ظل الفوضي و الانفلات الأمني وإذا حدث ذلك رغم استحالته فسوف تحدث مجازر وبحور دماء ولعلنا نتذكر جيدا ما حدث عام 5002 من مهازل وبحور الدماء التي سالت في عام 0102 في سبيل الانتخابات علاوة علي التزوير وأعمال البلطجة كل الاحداث المشينة قد مورست وجميع اشكال الفساد السياسي وقعت بحثاً عن النجاح في انتخابات مجلس الشعب.